حزب الاستقامة” المشروع الإصلاحي والاهداف الوطنية

يوسف رشيد الزهيري
بعد مضي أكثر من سنوات على انطلاق ثورة الشعب الإصلاحية التي قادها الزعيم الوطني مقتدى الصدر والقوى الوطنية في العراق ضد ظاهرة الفساد السياسي وتردي احوال البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية والحيلولة دون تحقيق أهدافها الاصلاحية الشمولية في احداث تغييرات جذرية على تركيبة الحكم الطاىفي والمحاصصة في العراق والتي اصبحت جزء كبير من مشكلة النظام السياسي وتوافقاته الطائفية والقومية وللخروج بحل سياسي مبكر قبيل الانتخابات القادمة للخروج من دائرة الصراعات والتوافقات السياسية التي عرضت البلاد للتشرذم والانقسام والتجزئة واحتلال اجزاء كبيرة من العراق نتيجة الهجمة الداعشية بسبب سوء ادارة البلد والصراعات الطائفية سعى زعيم التيارالصدري بتشكيل حزب جديد ضمن اطار ومنهج وطني تحت شعار( التغيير منهجنا والاصلاح رائدنا ) وضرورة انفتاح الحزب على جميع القوى السياسية في العراق لدعم مشروعه الوطني ويأتي تشكيل الحزب بناء على خطة مدروسة سابقا وضمن توجيهات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتشكيل الكتلة الوطنية العابرة للطائفية والقومية والمحاصصة، والانفتاح على كل القوى الوطنية والشخصيات الوطنية التي تسهم في خلاص العراق من المحاصصة والفساد وكل تبعات العملية السياسية والنهوض بالواقع الخدمي والامني والاقتصادي وعلى هذا الاساس سيعلن ائتلافه مع أحزاب أخرى لخوض الانتخابات
بعد ان عقد المؤتمر التأسيسي الاول للحزب والاعلان عن مشروعه واهدافه الوطنية التي ناضلت الجماهير وكافحت من اجل تحقيقها في ثوراتهم واعتصامتهم ووقوفهم امام المشاريع السياسية المشبوهة
وقد ضم حزب “الاستقامة الوطني “عددا من الشخصيات المستقلة التي تتمتع بالمهنية والكفاءة والنزاهة ومن مختلف الاختصاصات والتوجهات من أجل إعداد قاعدة سياسية رصينة لتصحيح مسار العملية السياسية وتشكيل حكومة “تكنوقراط” مستقل تسير بالبلاد إلى بر الأمان. ويهدف الى عراق مستقل ذو سيادة كاملة واحترام حقوق الانسان وبناء دولة المؤسسات الحقيقة التي تعتمد المواطنة لا المكونات لتلبية طموحات شرائح المجتمع كافة.
لقد ولد هذا الحزب نتيجة مخاض عسير افرزته الثورة الاصلاحية بكل ما حملته من معاناة وتحدي ووقوف امام جبابرة العصر ونتيجة لتطوركفاح الشعب العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية والاصلاحية فإنه حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين والمدافعين عن العراق بارضه ومقدساته حزب يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار، ويكافح لتحقيق استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية ومن اجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي ، ويناهض كل أشكال الكبت والعسف والقهر، والتهميش ،ويكافح لتحريره منها بصورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، ولإطلاق طاقاته الخلاقة وقدراته الكامنة المبدعة. وفي مجمل سياسته وتنظيمه ونشاطه، ويسعى إلى تجسيد ذلك في ظروف العراق الحالية وما افرزته السياسات الخاطئة السابقة والتدهورالتي شهدتها البلاد على كافة مراحل الحياة استناداً إلى دراسة عميقة لواقع مجتمعنا المعاصر وما يشهده من تطورات واحداث في ميادينه كلها.
كذلك يستوحي كل ما هو تقدمي في إرث حضارة وادي الرافدين، والحضارة العربية الإسلامية وسائر الحضارات الإنسانية، إلى جانب التراث الخاص لأبناء شعبنا من العرب والكرد والتركمان والكلدان السريان الآشوريين والأرمن والازيديين والصابئة المندائيين والشبك، في الحق في الحياة وتمتعهم في الواجبات والحقوق في عراق المواطنة فالحزب يقف ضد جميع أشكال الحكم الاستبدادي، والدكتاتوري والتسلط السياسي، والتمييز القومي والديني والطائفي، والتمييز ضد المرأة، ومصادرة الحقوق والحريات العامة أو الخاصة .كما يسعى الى تصحيح المسارات الخاطئة ومحاسبة الفاسدين وكشف ملفات الفساد في اهدار ثروات العراق
فهو حزب ديمقراطي في جوهره، وليد جرح كل السياسات التعسفية ويعمل على إقامة نظام ديمقراطي أساسه التعددية الفكرية والسياسية، وفق نظام تكنوقراط مسلح فكريا ومجهز بالخبرة الميدانية والادارية والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان، وضمان الحريات الشخصية والعامة، واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص، وتأمين العدالة الاجتماعية، وبناء دولة القانون والمؤسسات، الدولة الديمقراطية العصرية.
وهو ديمقراطي في أساليب نهجه وسياساته، يرفض التطرف والتعصب والعنف والارهاب، بكل أشكالها، ويدعو إلى نبذها ويسعى إلى استبعادها عن الحياة السياسية، واعتماد أساليب الصراع السلمية والديمقراطية والاخلاقية في حل المشكلات الاجتماعية والسياسية وفق المنظور الوطني
ويؤكد الحزب ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب وسائر قواه ذات المصلحة في تحقيق الاستقلال الوطني والتحول الديمقراطي. وبناء علاقات عربية على كل المستويات وفق الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية واعتبار القضية الفلسطينية من اولويات القضية العربية بقدسها العربية واحترام قدسيتها الدينية والعربية واحترام نضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال
ويعمل، في الوقت نفسه، على صيانة وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده وانتماءاته القومية الاخرى، ويشدد على تلبية حقوقها القومية المشروعة، وعلى محاربة الشوفينية والنعرات الطائفية والعنصرية، ويدعو إلى التمسك بتقاليد شعبنا في التسامح والعيش المشترك والتكافل الاجتماعي.
ويرى الحزب نظام الحكم الاتحادي، شكل الحكم المناسب للعراق، ويدعو إلى توطيدها في إقليم كردستان، وتطوير اللامركزية في مناطق العراق الأخرى بتعزيز صلاحيات المحافظات. ويمكن تشكيل اقاليم جديدة وفقاً لأحكام الدستور، وعندما تنضج الشروط الضرورية لذلك، وفي المقدمة منها تطمين المصالح والحاجات الحقيقية لأبناء المناطق المعنية وكتعبير عن إرادتهم الحرة.
ويؤكد باحترام حقوق الإنسان، كما عبر عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات ذات العلاقة. ويعمل، في الوقت ذاته، على تكريس مفهوم المواطنة ومبدأ المساواة بين المواطنين من دون التمييز بينهم على أساس الجنس أو العرق أو القومية أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الانتماء السياسي أوالوضع الاقتصادي أوالاجتماعي.
ويدافع الحزب عن حقوق المرأة ومكتسباتها ويرفض التمييز ضدها، ويعمل على توسيع دورها وإسهامها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتوفير شروط ذلك عملياً بتنمية قدراتها وإفساح المجال واسعاً لها لتبوء مراكز قيادية، عبر إزالة جميع المعوقات وضمان الفرص الفعلية لتمتع المرأة العراقية بالحقوق السياسية والمدنية والشخصية، وضمان الالتزام بجميع المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق المرأة والطفل.
ويعمل من أجل ضمان تمتعهم الكامل بالحقوق والحريات المكفولة دستورياً في التنظيم والتعبير، ويسعى من أجل محاربة البطالة في صفوفهم وضمان المساواة لهم في الفرص والأجور، وتهيئة مستلزمات حصولهم على التعليم والتدريب والتأهيل المهني، وتوفير شروط تطوير كفاءاتهم ومواهبهم الابداعية ليساهموا في بناء العراق الجديد ودولته الديمقراطية العصرية.
ويعمل من أجل ضمان حرية الثقافة والابداع، واحترام التعددية الفكرية والسياسية والقومية في ثقافتنا الوطنية والعمل على ازدهارها، ورعاية الثقافة والمثقفين.. وهو يرى أن الدفاع عن مصالح الفئات الاجتماعية الأكثرتعرضا للتهميش والاضطهاد والاستغلال، هو الطريق الحقيقي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وفق اسس وطنية وضمن مشروع الدولة المدنية في العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here