أحزاب العملية السياسية، التقييم والولاء

بعد عام 2003، وانفتاح الساحة السياسية أمام الشعب العراقي، عادت الأحزاب المعارضة لنظام البعث، وتشكلت أحزاب أخرى باستثمارها لهذا الانفتاح، الأغلب الأعم من الأحزاب التي تصدت للعملية السياسية رفعت الشعار الإسلامي، أسباب ذلك السمة الإسلامية التي عليها الشارع العراقي، عدى الأحزاب الكردية وحزبي المؤتمر وحركة الوفاق برئاسة أياد علاوي والحزب الشيوعي وشخصيات مستقلة كعدنان الباججي.
اختلفت هذه الأحزاب في أجنداتها وأهدافها وتبعيتها، لكنها تشترك في غلبة الحصول على السلطة على كل أهدافها، بل كان الهدف الأسمى والواقعي بين كل أهدافها، عدى استثناءات قليلة لم يتمكن الشارع من افرزاها، بسبب قوة الهجمة الإعلامية ضدها من قبل الآخرين، عدى الطبقة الواعية على قلتها تمكنت من إفراز المجلس الأعلى (تيار الحكمة الوطني)، كمشروع إسلامي وطني يمتلك مقومات بناء وإدارة الدولة ومن يتابع العملية السياسية منذ انطلاقها بأنصاف وعين حيادية، يجد أن كل ايجابيات العملية السياسية هي من وحي أفكار وأطروحات هذا التيار، كذلك يجد أن من تصدى من المسئولين للحكم سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية بشقيها المحلي أو الاتحادي، كانوا هم الأبرز والأكثر انجاز والانزه بين اقرأنهم، عندما تتم المقارنات بهذه الأسلوب.
أن هذا التميز لم يأتي صدفه أو بدون مقومات وإمكانات وارث طويل من التصدي لقيادة التيار والفريق المساعد للقيادة، السيد محمد باقر الحكيم (قدس) قائد المشروع ومؤسسة اشرف على إدارة مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم بكل سعتها وتعدد نشاطاتها، الأمر الذي وفر لشهيد المحراب الاحتكاك مع مختلف طبقات المجتمع والاطلاع على الأنشطة والنشاطات المختلفة التي يؤديها المجتمع السياسية والإدارية والاقتصادية، مع من فطنة وذكاء وحكمة وحنكة، تمكن من وضع أسس لبناء دولة ضمن طيات مشروعه الكبير الذي سار ومازال على خطاه من خلفوه في قيادة المشروع، لهذا تجد في صفوف تيار شهيد المحراب ( تيار الحكمة الوطني) مختلف الشخصيات وبمختلف التخصصات.
هذا يؤشر بوضوح أن تقييم الأحزاب العاملة في الساحة لمن يبحث عن الفرز لتحديد الأصلح، يحتاج إلى دراسة معمقة تأخذ بنظر الاعتبار تاريخ الانبثاق، المشروع المعلن ومقوماته، الإمكانات والأدوات المتوفرة، الشعار المرفوع ومدى مؤامته مع الواقع، بعدها دراسة سيرته منذ عام 2003 إلى ألان، عندها يمكن تحديد بوصلته وخياراته، أما الاكتفاء بما تقوله وتعلنه الأحزاب كما هو حاصل اليوم، فيعني استمرار الفوضى والحرمان الذي يعاني منه الشارع العراقي…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here