إيران تتهم دولة أجنبية بتحريك التظاهرات وتعلن إعتقال 20 من قادتها

29

الأمن القومي يحذّر من الحرب الناعمة ورئيس الموساد السابق يطالب تل أبيب بعدم التدخل

طهران – رزاق نامقي

كشفت السلطات الايرانية عن اعتقال  20 شخصاً قالت انهم من قادة التظاهرات واتهمتهم بالارتباط بجهات اجنبية بالاضافة الى اعتقال  450  من المتظاهرين ، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا الى عشرين قتيلا منذ اندلاع التظاهرات الحاشدة قبل خمسة ايام ، احتجاجا على الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة. وقال النائب العام في مدينة كرج غرب طهران، رضا شاكرمي ان (قوات الامن اعتقلت 20  قياديا، ووجهت لهم اتهامات  بأنهم على صلة بدول أجنبية، وكانوا مسؤولين عن تحريك المظاهرات في المدينة)، مضيفًا ان(هؤلاء المعتقلين كانوا مسؤولين عن تحريك الأوضاع وتحريك مثيري الشغب في  كرج).

وتابع ان (العشرين الذين تم اعتقالهم مرتبطون بدول أجنبية). الى ذلك، افاد مصدر في وزارة الداخلية الايرانية بمقتل 20  شخصاً  جراء التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ الخميس الماضي. وبحسب المصدر فإن (الأوضاع بدأت تعود إلى طبيعتها في معظم أرجاء البلاد)، مضيفًا إن(عدد قتلى الاضطرابات الأخيرة في عدد من المدن الإيرانية تجاوز العشرين، نصفهم تقريبا في أصفهان وقد جرح عدد من رجال الأمن أيضا).وأضاف أن (القوات الأمنية تحاول ضبط الشغب، الذي يثيره بعض المتظاهرين وتحاول جاهدة حماية المرافق العامة والممتلكات الشخصية)، مشددًا على أن (الهدوء يعم البلاد تقريبا لكن هناك بعض المناطق ما زالت تشهد بعض التجاوزات). وأفاد التلفزيون الإيراني امس الثلاثاء بمقتل تسعة أشخاص خلال تظاهرات ليلة الاثنين – الثلاثاء في أصفهان، لترتفع الحصيلة النهائية للضحايا إلى 21 شخصا.وأوضح التلفزيون أن ستة متظاهرين لقوا مصارعهم في قهدريجان، عندما حاول المحتجون اقتحام مركز شرطة، بينما قُتل فتى يبلغ عمره11  عاما وأصيب والده بنيران متظاهرين في مدينة خميني شه، أثناء مرورهما قرب تجمع غير مشروع.وقتل عنصر في وحدات الباسيج التابعة للحرس الثوري وإصابة آخر برصاص أطلق من بندقية صيد في كهريز سانغ.وارتفعت بذلك الحصيلة إلى 21  قتيلا في الأقل، من بينهم 16 متظاهرا.وأفاد التلفزيون الرسمي بتوقيف 100  شخص مساء الاثنين في أصفهان وأكد نائب حاكم طهران علي أصغر ناصر بخت توقيف مئة شخص في طهران الاثنين علاوة على200  و150   آخرين تم اعتقالهم السبت والأحد الماضيين. واتهم المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي في اول تعليق له على الأحداث انه (في الأيام الأخيرة، استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة، بما فيها الأموال والأسلحة والسياسة والأجهزة الاستخباراتية لخلق الأزمات للجمهورية الإسلامية)، مؤكداً أنه (سيلقي خطابا للأمة بشأن الأحداث الأخيرة عندما يحين الوقت). من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن نحو 30 بالمئة من الهاشتاغات ضد إيران تأتي من السعودية. واوضح إنه (بناء على التحليلات التي يقومون بها فإن 27  بالمئة الذين يوجهون هاشتغاتهم ضد إيران من السعودية)، مشيراً الى أن (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية يدعمون المحتجين)، عادًا هذا الأمر (حربا بالوكالة ضد إيران).وبحسب شمخاني فإن (التظاهرات ستنتهي خلال أيام). بدوره، أكد المتحدث بإسم الحكومة محمد باقر نوبخت خلال مؤتمر صحفي حق المواطن بالاحتجاج ، مشدداً على أن (القانون يعدّ تخريب الممتلكات العامة والخاصة جريمة ، لذلك فإن من يرتكب هكذا اعمال ستتم محاسبته أمام الشعب وبموجب القانون لاسيما من استهدف ارواح المواطنين وعرضهم للخطر). وفي اطار ردود الافعال الخارجية،  ادان المجلس الاعلى الإسلامي التدخل الخارجي بالشأن  الإيراني .وقال المجلس في بيان أن (قيادة وحكومة وشعب ايران سيتمكنون من مواجهة وإفشال المؤامرات الامريكية الصهيونية التي تحاول زعزعة امن واستقرار جميع شعوب المنطقة ودعم تأجيج الصراعات الداخلية بكل الإمكانيات المتاحة) بحسب قوله. وأدان البيان (التدخلات الخارجية سياسياً واعلامياً ضد بلدان المنطقة وعلى رأسها الامريكية منها التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتدخلا علنيا سافرا في الشؤون الداخلية للدول لتنفيذ مخططاتها الهادفة لفرض هيمنتها على المنطقة). وأعرب المجلس الاعلى عن ثقته بأن تتمكن ايران من (مواجهة وإفشال المؤامرات الخبيثة) داعياً شعوب المنطقة الى (الحذر من أساليب الحرب الناعمة التي تنطلق من استغلال مظاهرات مكفولة دستوريا).

وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن جميع الأموال التي منحها سلفه باراك أوباما لطهران، تم استخدامها في تمويل الإرهاب.وأضاف  في تغريدة على تويتر الثلاثاء (كان منحهم تلك الأموال حماقة كبيرة)، مشيرا إلى أن (تلك الأموال ذهبت إلى جيوب المسؤولين الإيرانيين).وتابع ان (الشعب الإيراني لا يملك إلا القليل من الطعام، ويواجه تضخمًا كبيراً، ولا يحصل على حقوقه الإنسانية)، مضيفًا (أخيرا انتفض الشعب الإيراني ضد النظام الوحشي الفاسد)، على حد تعبيره.وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان  أن (ما يجري في  ايران هو شأن داخلي)، مشيرة  الى أن (أي تدخل خارجي من شأنه إثارة عدم الاستقرار في إيران غير مقبول)، معربة عن أملها في أن (لا تتطور الأوضاع في ايران وفق سيناريو العنف وإراقة الدماء). وأعربت السلطات الفرنسية عن قلقها من (سقوط عدد كبير من الضحايا وحملة الاعتقالات الواسعة في ايران).  وحذّر الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) (افرايم هليفي) من (تدخل إسرائيل في إيران).

وقال (إذا تدخلنا في الأحداث بإيران، فلن يجلب ذلك أي فائدة مطلقاً لأنه لدينا ما يكفي من المشاكل الخاصة).وتابع أن (الاحتجاجات تعد تطورات إيجابية في المصلحة الإسرائيلية)، مشيراً إلى أن (هناك مشكلات خطيرة في إيران وإذا تدخلنا، فسوف نضعف بذلك الذين يمكنهم في المستقبل ممارسة سياسة أفضل تعيد علاقتنا السابقة مع إيران)، مؤكداً أنه (من الأفضل أن تظل إسرائيل صامتة، وتترك الأمور تأخذ مسارها في إيران). وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعرب الإثنين عن أمنياته بالنجاح للمتظاهرين في إيران وسقوط القيادة الإيرانية، واتهم حكومات أوربية بعدم دعم المتظاهرين في كفاحهم لأجل الحرية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here