لندن تدعو طهران إلى نقاش جدي حول مطالب المحتجين.. وباريس قلقة.. وأنقرة تحذر من التصعيد

عواصم (وكالات)

ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بالنظام الإيراني الوحشي والفاسد، في ظل استمرار التظاهرات لليوم السادس على التوالي التي قتل فيها 22 شخصاً واعتقل المئات. وأشاد في تغريدة على حسابه في «تويتر» بالمتظاهرين، وقال «شعب إيران يتحرك أخيراً ضد النظام الوحشي والفاسد». وأضاف «كل تلك الأموال التي أعطاهم إياها الرئيس باراك أوباما بحماقة ذهبت إلى الإرهاب وداخل جيوبهم..القليل من الطعام لدى الناس، الكثير من التضخم، وانعدام حقوق الإنسان..الولايات المتحدة تراقب».

وكان ترامب قال في وقت سابق «إن إيران لا زالت تخفق على كل الأصعدة على الرغم من الاتفاق السيئ الذي أبرمته إدارة أوباما معها، وقال»الشعب الإيراني العظيم تعرض للقمع لسنوات كثيرة، فهم جياع للطعام والحرية، إضافة إلى حقوق الإنسان، لقد تم سلب الثروة في إيران.. لقد حان وقت التغيير». فيما سارعت طهران إلى الرد بدعوة ترامب إلى عدم إضاعة وقته على»تويتر» والتركيز على القضايا الداخلية لبلاده.

وطلبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي عقد اجتماعين طارئين لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف لبحث التطورات في إيران والحرية التي يطالب بها الشعب، وقالت «علينا ألا نبقى صامتين..إن الشعب الإيراني يطالب بحريته». لكن من دون أن تحدد أي مواعيد محتملة لهذين الاجتماعين. وأثنت هايلي على شجاعة المتظاهرين الإيرانيين، وقالت إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران تلقائية، لا تحركها قوى خارجية.

وقالت «نعرف جميعاً أن هذا هراء تام..التظاهرات عفوية تماماً..إنها فعلياً في كل مدينة في إيران..هذه هي الصورة الدقيقة لثورة الشعوب التي تعرضت طويلا للظلم ضد الطغاة». واعتبرت انه استنادا إلى تاريخ هذا البلد «يمكن توقع مزيداً من الانتهاكات الصارخة في الأيام المقبلة».من جهتها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس إيران إلى بدء نقاش جدي حول القضايا التي أثارها المحتجون. وقال متحدث باسمها»نرى أنه يجب أن يكون هناك نقاش جدي حول القضايا المشروعة والمهمة التي يثيرها المحتجون ونتطلع إلى سماح السلطات الإيرانية بذلك». وطالب وزير الخارجية بوريس جونسون السلطات الإيرانية السماح بحرية التعبير والتظاهر السلمي، مشدداً على أهمية حصول نقاش هادف حول مطالب المتظاهرين.

وقال جونسون وسط خروج تظاهرات أمام السفارة الإيرانية في لندن تندد بقمع التظاهرات»إن المملكة المتحدة تراقب الأحداث في إيران من كثب.. نعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك نقاش هادف حول القضايا المشروعة والمهمة التي يثيرها المتظاهرون، ونحن نتطلع إلى السلطات الإيرانية للسماح بذلك»، وشدد على أهمية أن يكون الناس قادرين على التمتع بحرية التعبير والتظاهر السلمي في إطار القانون.

وأضاف»نأسف للخسائر في الأرواح التي وقعت في الاحتجاجات في إيران، ونناشد جميع المعنيين الامتناع عن العنف واحترام الالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان».

بدورها، أعربت فرنسا عن قلقها حيال الحصيلة المرتفعة للضحايا والتوقيفات على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران. وقالت وزارة الخارجية في بيان»إن السلطات الفرنسية تتابع عن كثب الأوضاع في إيران..إن حرية التظاهر حق أساسي، وكذلك الأمر بالنسبة لحرية تداول المعلومات».

وأضافت»إن فرنسا تبدي قلقها حيال ارتفاع حصيلة الضحايا والتوقيفات..إن هذه المسائل، كما احترام حقوق الإنسان عموماً، ستكون في صلب محادثاتنا مع السلطات الإيرانية في الأسابيع المقبلة». لكن المتحدث باسم الخارجية قال عندما سئل عما إذا كان وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيقوم بزيارة مقررة إلى طهران»إنه ليس لديه معلومات في هذه المرحلة». وفي برلين، حيث خرجت تظاهرات أمام بوابة براندنبورج احتجاجاً على القمع الإيراني للمتظاهرين، وقال مسؤول ألماني إن مساعي الوساطة في السياسة الداخلية الإيرانية ليست مرغوبة وربما تكون أيضاً ضارة». وانتقد رولف موتسنيش الذي يرأس مجموعة العمل الألمانية-الإيرانية بالبرلمان الألماني «بوندستاج»، تصرف ترامب الذي قال إنه أضر نوعاً ما بالمتظاهرين بتغريداته على «تويتر»، وأضاف «القوى الرجعية في إيران سوف تستغل هذه التغريدات، وتزعم أنه يتم التحكم في الاحتجاجات مؤخراً من الخارج، فيما أنها ليست كذلك».

وأكد موتسنيش أهمية الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنه يتعين عليه تمثيل خط سياسي موحد تجاه القيادة في طهران. وأشار إلى أنه يرى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني رجل للحوار، وقال: «روحاني في السياسة الداخلية يعد على الأقل شخصاً يتناول بلا شك الحقوق المدنية»، مضيفاً: «روحاني يعد بالتأكيد شخصاً يسعى لتوفير بيئة دولية يمكن لإيران أن تكون موجودة اقتصادياً بداخلها».

وخرجت تظاهرات أيضاً أمام السفارة الإيرانية في روما تندد بقمع النظام الإيراني للاحتجاجات الشعبية. في وقت دعا الاتحاد الأوروبي طهران إلى ضمان حق التظاهر. وقالت المتحدثة باسم مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني»تابعنا التظاهرات التي قام بها الإيرانيون خلال الأيام الماضية. كنا على اتصال بالسلطات، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضموناً بعد التصريحات العلنية لروحاني». وأضافت»سنواصل رصد التطورات».

من ناحيتها، أعربت تركيا عن قلقها إزاء التظاهرات المتواصلة في إيران، محذرة من مغبة أي تصعيد للاضطرابات.

أميركا تطالب طهران برفع قيود «التواصل الاجتماعي»

واشنطن (أ ف ب)

طالبت الولايات المتحدة أمس إيران برفع القيود المفروضة على خدمتي التواصل الاجتماعي انستجرام وتلجرام ونصحت المواطنين الإيرانيين باستخدام شبكات خاصة افتراضية «في بي ان» للالتفاف على إغلاق هاتين الخدمتين. وصرّح المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ستيف غولدشتاين «يجب أن يتمكن الناس في إيران من الوصول إلى هاتين الخدمتين عبر شبكات افتراضية خاصة»، معتبراً أنه كلما كانت هذه المواقع متاحة، كان الوضع أفضل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here