مسعى أمريكي لبحث تظاهرات إيران في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي

 

روحاني يطالب ماكرون بطرد مجاهدي خلق من فرنسا

 توقيف 450 شخصاً في طهران والاصلاحيون يدينون العنف وخداع واشنطن

واشنطن- مرسي ابو طوق

طهران

اتهم المرشد الأعلى في ايران آية الله علي خامنئي الثلاثاء «أعداء» إيران بالتآمر ضد إيران، في أول تعليق له على التظاهرات الجارية لليوم السادس احتجاجا على الحكومة والضائقة الاقتصادية في هذا البلد.فيما  فيما أوقف حوالى 450 شخصا منذ السبت في طهران في ظل التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس ، وفق ما أعلن مسؤول محلي. وقال خامنئي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي إنه «في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن لإثارة مشكلات للنظام الإسلامي» الإيراني. وأضاف أن «العدو يترصد على الدوام فرصة وثغرة للتغلغل وتسديد ضربة للأمة الإيرانية”في حين  اجرى الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء اتصالا هاتفيا بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون طالبا منه التحرك ضد مجموعات ايرانية «ارهابية» معارضة اتهمها باثارة الاضطرابات الاخيرة. وابلغ روحاني ماكرون بحسب ما نقل التلفزيون الايراني الرسمي «ننتقد وجود مجموعة ارهابية في فرنسا تتحرك ضد الشعب الايراني (…) وننتظر تحركا من الحكومة الفرنسية ضد هذه المجموعة الارهابية»، في اشارة الى «المجلس الوطني للمقاومة الايرانية» الذي يشكل مجاهدو خلق مكونه الرئيسي. وطلبت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء عقد «اجتماعين طارئين لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الانسان في جنيف» لبحث التطورات في ايران و»الحرية» التي يطالب بها الشعب الايراني. واضافت هايلي «علينا الا نبقى صامتين. ان الشعب الايراني يطالب بحريته» من دون ان تحدد اي مواعيد محتملة لهذين الاجتماعين. كذلك، رفضت هايلي بشدة اتهامات القادة الايرانيين لدول اجنبية بالوقوف خلف التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ ايام عدة.

وتابعت «نعلم جميعا بان هذا عار تماما عن الصحة. ان التظاهرات عفوية بالكامل» و»هي تحصل في كل مدن ايران». واكدت ان «الحريات الواردة في شرعة الامم المتحدة يتم الاعتداء عليها في ايران» و»للمجتمع الدولي دور يؤديه» في هذا الصدد في تبرير لطلبها عقد الاجتماعات الطارئة. و ردت وزارة الخارجية الإيرانية على هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاخير على إيران، بالقول إن الأحرى به الاهتمام بـ»المشردين والجوعى» في بلاده عوضا عن إهانة الإيرانيين. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي «عوضا عن إضاعة وقته في كتابة تغريدات عديمة الفائدة ومهينة بخصوص دول أخرى، الأحرى بـ(ترامب) الاهتمام بالقضايا المحلية في بلاده مثل القتل اليومي لعشرات الاشخاص (…) ووجود ملايين المشردين والجوعى». وأشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء بالمتظاهرين في ايران الذي قال انهم يتحركون ضد نظام طهران «الوحشي والفاسد» بعد ستة ايام على التظاهرات المتواصلة التي قتل فيها 21 شخصا واعتقل المئات. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «شعب ايران يتحرك اخيرا ضد النظام الايراني الوحشي والفاسد»، وذلك بعد يوم على دعوته الى تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية. واضاف «كل تلك الاموال التي أعطاهم اياها الرئيس اوباما بحماقة ذهبت الى الارهاب وداخل +جيوبهم+. القليل من الطعام لدى الناس؛ الكثير من التضخم؛ وانعدام حقوق الانسان. الولايات المتحدة تراقب». وقال الاثنين ان «زمن التغيير» حان في ايران وان الشعب الايراني «متعطش» للحرية. وردّ الرئيس الايراني حسن روحاني بالقول إنه «لا يحق» للرئيس الأميركي التعاطف مع المحتجين الإيرانيين بعدما «وصف قبل بضعة أشهر الأمة الإيرانية بأنها إرهابية». وأضاف «هذا الرجل الذي يقف بكليته ضد الأمة الإيرانية لا يحق له أن يشفق على شعب إيران». وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين «أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد وحوالى مئة الاثنين». ويقدر عدد الذين نزلوا إلى الشارع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في طهران محاولين التظاهر ببضع مئات، في حين شهدت مدن عديدة في أنحاء إيران أعمال عنف منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس في مشهد (شمال شرق)، ثاني أكبر مدن البلاد. وقال ناصر بخت «نعتبر أن الوضع في طهران أكثر هدوءا من الأيام السابقة. وبالأساس، كان الوضع امس (الاثنين) أكثر هدوءا من الأيام السابقة». وأضاف أن قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري والمكلفة الأمن في العاصمة في حال وقوع اضطرابات، لم تتلق أي طلب للتدخل، مشيرا إلى أن التدخل في طهران يقتصر في الوقت الحاضر على قوات الأمن. لكن نائب قائد القاعدة العميد اسماعيل كوثري أعلن «لن نسمح بأي من الأحوال أن يستمر انعدام الامن في طهران» محذرا بحسب التلفزيون الرسمي بأنه «إن تواصل الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له». فيما نددت مجموعة الاصلاحيين الرئيسية في ايران برئاسة الرئيس الاسبق محمد خاتمي الثلاثاء باعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات في الايام الأخيرة وب»الخداع الكبير» الذي تمارسه الولايات المتحدة عبر اعلان تأييدها التظاهرات. وقالت المجموعة في بيان ان «مثيري الاضطرابات استغلوا التجمعات والاحتجاجات السلمية (…) لتدمير الممتلكات العامة واهانة القيم الدينية والوطنية المقدسة». والاصلاحيون يدعمون ويشاركون في حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني. وأضاف البيان ان «اعداء الشعب الايراني اللدودين وفي مقدمهم الولايات المتحدة وعملاؤها، (…) يدعمون ويشجعون مثيري الاضطرابات والاعمال العنيفة، ما يثبت الخداع الكبير لأولئك الذين يدعون الدفاع عن الديموقراطية والشعب الايراني». وطالبت الجمعية أيضا القادة الايرانيين باتخاذ اجراءات ل»حل مشاكل الناس الاقتصادية والردّ على مطالبهم المحقة». وفرضت قيود على خاتمي الذي حكم من 1997 حتى 2005 بعد اتهامه بدعم حركة الاحتجاج ضد اعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد عام 2009. ولا يحق لوسائل الاعلام ذكر اسمه أو نشر صورته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here