بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال.. وضع الشيعة بالمنطقة.. هل كان افضل قبل مجيء الخميني ام بعده؟ بمعنى.. ما هو وضع الشيعة العرب تحديدا.. والمقصودين.. (بسوريا ومنطقة العراق، واليمن والبحرين والمنطقة الشرقية).. لو لم يصل الخميني ونظام ولاية الفقيه للحكم بطهران.. لمعرفة ذلك علينا .. اجراء مقارنة بين مرحلتين:
وضع الشيعة العرب قبل مجيء الخميني والخامنئي ونظام ولاية الفقيه للحكم بطهران عام 1979:
1. كان الشيعة العلويين يسيطرون على الحكم بسوريا.. وهيمنتهم عليها.. وكانوا يحكمون وخير مثال حافظ الاسد.. ولعقود قبل مجيء الخميني.. وبكل قوة واستقرار… وبعد بروز الخميني بدأ العد التنازلي لضعف الشيعة بالحكم بسوريا.. وبدأ يتردى.. وينجر لازمات وصراعات ليس لسوريا فيها ناقة ولا جمل.. ختمتها ايران بالتسبب بتدمير مدن سوريا ونزوح سكانها.. من الاسلاميين الذين نفسه الخميني عام 1979 دعى لوصولهم للحكم وقلب انظمة الحكم بالمنطقة.. (غير مدرك لقصر نظره.. مخاطر وصول الاسلاميين للحكم)..
2. سيطرة الشيعة الزيدية.. على اليمن.. ولعقود طويلة.. ومنها بزمن علي عبد الله صالح… وقبل بروز الخميني… ولم يكن هناك اي صراع شيعي شيعي.. كما يحصل اليوم بعد وصول الخميني وخامنئي.. لصراع شيعي شيعي (زيدي حوثي) بالمحصلة.. تسببت به ايران.. فايران ارادات ان تحكم اليمن مباشرة عبر وكلاءها (الاقلية الحوثية).. وليس هدفها (دعم وصول الشيعة العرب للحكم بدولهم).. ففجرت الاوضاع بالمنطقة..
3. ايران.. كان يحكمها نظام حكم من الشيعة (ملكيا).. يتزعمه الشاه.. وكانت القوة المحسوبة عالميا (بالرابعة).. ونهضت بالقطاعات النووية والزراعية والصناعية.. وقواتها العسكرية كانت تسمى شرطي المنطقة.. وعلاقات ايران كانت منفتحة على العالم اجمع.. والعالم الاسلامي لديه علاقات مع ايران الشاه ا لشيعي.. ومنها دول الخليج.. وفور مجيء الخميني.. ورفع شعارات تصدير الثورة.. ويعمل على دعم وصول الاسلاميين للحكم بالعالم الاسلامي.. تردى الوضع الامني بالمنطقة.. وبمرور الزمن وصل الاسلاميين الذين دعمهم الخميني و بعضهم كان الخميني سبب بروزهم.. لتلعن الشعوب يوم وصل الاسلاميين للحكم بتونس والعراق وليبيا والبحرين وغيرها.. من احزاب اسلامية فاسدة بالحكم.. ارهابية مجرمة خارج الحكم..
اما وضع الشيعة بالبحرين والعراق.. :
4. شيعة البحرين.. كانوا يعيشون بحرية بممارسة طقوسهم.. ويخلون من اي جهات تعلن ولاءها لجهات اقليمية .. ووضعهم افضل من وضع (السنة البلوش بايران).. ويحكمهم حكم ملكي.. ووضعهم ليس مثاليا.. ولكن بالتاكيد هو افضل بمليار مرة من وضعهم اليوم.. الذي جرتهم اليه ايران.. فالشيعة العرب بالبحرين كانوا يطالبون بحقوقهم الدستورية.. اما اليوم فمسخت ايران التشيع.. وجعلت مطالب الاحزاب البحرينية المحسوبة شيعيا.. استبدال نظام الحكم الملكي المحلي بالبحرين بنظام ولاية الفقيه الايرانية الاجنبية للخامنئي.. ويجهرون بذلك ويطلقون على انفسهم (الولائيين) اي الموالين للنظام الايراني.. بكل خيانة..
5. شيعة السعودية.. نفس حالهم.. لم يتغيير.. ووضعهم افضل من الشيعة بكثير من مناطق المنطقة..
6. شيعة العراق.. كانوا يعيشون ويمارسون طقوسهم بشكل او باخر.. رغم انهم مهمشين.. ولكن فور وصول الخميني للسلطة.. وشعارات تصدير الثورة.. ومسخت ايران التحركات الشيعية.. لتصبح .. ليس لوصول الشيعة العرب للحكم.. او اقامة دولة مدنية.. بل استبدال نظام صدام والبعث .. بنظام الخميني وولاية الفقيه .. وطرحت الاحزاب المحسوبة شيعيا.. المعارضة.. المدعومة ايرانيا.. بجعل العراق ولاية تابعة للجمهورية الاسلامية الايرانية.. فضعف الشيعة العرب اكثر.. ووضعهم الخميني وهم العزل بالعراق تحت انياب فك السلطة ببغداد .. واعطي مبرر للنظام بالبطش بهم.. وفقد الشيعة العرب التعاطف الدولي.. معهم لهيمنة زعامات موالية لايران.. وتجهر بالعداء ضد المجتمع الدولي..
وبعد سقوط صدام على يد القوات الامريكية عام 2003.. سارعت ايران الخامنئي بدس عملاءها من احزاب اسستها كالمجلس وبدر وغيرها، واحزاب موالية لها كالدعوة و الفضيلة وغيرها.. ليعيثون الفساد بالعراق ويهدرون 1000 مليار دولار.. واسست مليشيات لتقويض مؤسسات الدولة بالمحصلة.. ووضعت صور خميني وخامنئي بالعراق لترسل ايران رسالة بان العراق ضيعة ا يرانية وحديقة خلفية للايرانيين. .وفقد شيعة العراق الخدمات من ماء و كهرباء وغيرها.. وانهارت بصورة متعمدة من قبل القوى الحاكمة ببغداد الموالية لايران.. القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية.. ضمن مخطط ا يراني لجعل العراق ضيعة لاستهلاك البضائع الايرانية الزراعية والصناعية الرديئة على حساب الصناعة والزراعة بالعراق.
ملاحظة: من اسقط موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة العرب عام 2003 هي امريكا وليس ايران خامنئي وخميني.. (خامنئي كان يقيم علاقات دوبلوماسية مع صدام بالتسعينات).. بمعنى فضل وصول شيعة للحكم ببغداد هي امريكا وليست ايران..
تنبيه:
في تاريخ المرجعية لم تناصر الشيعة العرب.. وكل فتاويها كانت بخدمة مصالح ايران القومية العليا.. والاجندات الخارجية.. :
1. بزمن الشهيد عبد الكريم قاسم.. تامرت المرجعية فاصدرت فتوى الشيوعية كفر والحاد.. فاسقطت الوطنيين بتهمة الشيوعية.. فتم قتل الشيعة بالجملة بالستينات والسبعينات تحت هذه التهمة..
2. . عبد الناصر المصري اراد ابتلاع العراق وتسبب بانقلاب عام 1963 الدموي ودعم مليشيات الحرس القومي الدموية.. برشاشات بور سعيد المصرية السيئة الصيت.. ولم يصدر من المرجعية اي فتوى بالوقوف ضد المصريين وتدخلاتهم بالشان العراقي.. (ولا ننسى بان الشاه انذاك كانت المرجعية لها علاقات مع معه).. وكان الشاه ايضا ضد قاسم.
3. . بنكسة العشرين تسببت المرجعية بفتوى بما يسمى ثورة العشرين والحقيقة هي (نكسة العشرين)…. التي تعكس (اجندات خارجية.. ).. بالضد من مصلحة الشيعة العرب.. ففعلا تم تنصيب ملك سني اجنبي حجازي ولم تطالب المرجعية بملك او حاكم شيعي عربي.. ولا ننسى فتوى المرجعية بالوقوف ضد الانكليز الذين اسقطوا الدولة العثمانية بالعراق.. والعثمانيين كانوا يسمون الشيعة سوء العذاب..
4. لم تدعم المرجعية يوما حق الشيعة العرب بدول لهم بمنطقة اكثريتهم.. بالمقابل نجدها تناصر بقاء خرائط الاستعمار القديم.. الانكلو فرنسية روسية.. التي رسمت ببداية القرن الماضي.. بنفس الوقت تدعم المرجعية الايرانية ايران .. (رغم ان الشيعة العرب امة بحد ذاتها عدد سكانهم 40 مليون نسمة من البحرين لسامراء مرورا بالاحساء والقطيف ووسط وجنوب منطقة العراق، والاحواز وطرفي الخليج).. لان المراجع العجم (الايرانيين منهم).. يدركون بان ايران التي يهيمن عليها الفرس.. يحتلون اراضي للشيعة العرب بالاحواز النفطية.. وايران قائمة على نهب نفط الاحواز.. كالسعودية التي قائمة على نهب نفط الشيعة العرب بالاحساء والقطيف.. وينظرون لوسط وجنوب كضيعة خلفية للايرانيين..
…………
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/lates tarticles.php?id=222057#axzz4V tp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط