الجيش العراقي مواقفه مرهونه بمن يحكم البلد

نعيم الهاشمي الخفاجي
مضت مايقارب 99سنة على ولادة العراق الحديث وكانت الولادة مفروضة من قبل قوات اﻹحتلال البريطاني عقب انتهاء الحرب العالمية الاولى وانهاء سلطة اﻹمبراطورية التركية العثمانية والتي حكمت العراق والدور العربية 500 عام، بريطانيا وفرنسا ومعهم في الخلف امريكا هم من اتخذوا قرار في احتلال اراضي الدولة العثمانية وتجزأتها وإنشاء دول على انقاضها، لذلك ولد العراق اسوة في الدول 22 من الدول العربية وحسب المقص والمقاسات البريطانية والفرنسية وحسب التوجهات الامريكية، المتابع للاحداث التاريخية يجد أن نيويورك احتضنت اجتماعات عصبة الأمم ومن وضع واسس هذا التجمع العالمي هي الادارة الامريكية بشكل خاص واستمرت امريكا ليومنا هذا تحتضن مقرات الامم المتحدة والجمعية العمومية للامم المتحدة ليومنا هذا، تم تأسيس بلد اسمه العراق لكن هذا البلد طيلة 99 عام لم يؤسس دولة وهناك فرق شاسع ما بين الدولة وما بين النظام السياسي اي الحكومة، الدولة هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم يتولى شؤون الدولة، وتشرف الدولة على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية الذي يهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الأفراد فيها، وينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة من الدول، وان اختلفت اشكالها، أما النظام السياسي هو نظام اجتماعي يقوم بعدة أدوار أو وظائف متعددة استنادا إلى سلطة مخولة له أو قوة يستند إليها، منها إدارة موارد المجتمع وتحقيق الامن الداخلي والخارجي وتحقيق أكبر قدر من المصالح العامة والعمل على الحد من التناقضات الاجتماعية، والنظام السياسي: في صورته السلوكية هو تلك المجموعة المترابطة من السلوك المقنن الذي ينظم عمل كل القوى والمؤسسات والوحدات الجزئية التي يتألف منها أي كل سياسي داخل أي بناء اجتماعي.والنظام السياسي: في صورته الهيكلية أوالمؤسسية أو التنظيمية فهو عبارة عن مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي وهي المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لذلك هناك مفهوم متداول بين عامة الناس وخلط بين السلطة والدولة، حيث يعتقد الكثيرون ان السلطة هي الدولة وبالتالي هما واحد، فهناك فرق شاسع بين المفهومين ويجب التمييز، فالدولة لها اركان ثابتة دائمة اما السلطة فهي زائلة ومتحركة،وقد تتوالى وتتعاقب، أما الدولة تقوم على ثوابت ثلاثة: الارض والشعب و قانون أساسي ينظم السلوكيات والعلاقات، بينما تكون السلطة الادارة القانونية للدولة، أي ان السلطة ما هي الا آلة تسير أمور الدولة بموجب القوانين والشرائع التي تسن من قبل المجلس التشريعي او ما يسمى البرلمان وقد تختلف المسميات من دولة الى اخرى، الجيش يمثل الدولة ولا يمثل السلطة السياسية وإنما يخضع من حيث القيادة وفي الدول المتحضرة الجيش لم ولن يقمع الشعب بل قادة الجيش يتدخلون لحفظ الدستور واعادة الحكم للشعب من خلال تنظيم انتخابات، في العراق لاتوجد دولة طيلة 99 سنة وانما توجد سلطة وكانت أسوأها سلطة حزب البعث الساقط حيث قمعت المؤسسة العسكرية الشعب العراقي وتحولت إلى أداة قمعية لاضطهاد الشعب وانا خدمت فترة في حياتي في هذه المؤسسة البائسة وشاهدت عمليات اعدام لضباط وجنود تم اعدامهم بدون أي ذنب، وشاهدنا الجيش قمع الشعب العراقي في الشمال والجنوب، من قصف مدينة حلبجة لم يأتينا من كوكب آخر بل هم ضباط طيارين عراقيين نفذوا اوامر صدام وعلي كمياوي ولو كان لدينا مفهوم الدولة لما نفذوا هذه الجريمة، الجيش هاجم مدن الفرات الاوسط والجنوب وتم اعدام نصف مليون مواطن شيعي عام 1991 بدون اي ذنب وكتب ضباط جيش صدام على دباباتهم لاشيعة بعد هذا اليوم، بعد سقوط صدام تغير الوضع قليلا نحو الأفضل لكن بقت الاوضاع مضطربة بسبب عدم وجود الدولة وما خيانة الضباط السنة وانسحاب الاكراد وتسليم نينوى وتكريت والانبار لداعش ماهي سوى جريمة نفذها ضباط في الجيش العراقي لاسباب طائفية وقومية لواء ركن محمد خلف الدليمي خلع ملابسه وسلم سلاح الفرقة 14 في غرب كركوك لداعش بينما في مصفى بيجي صمد ضابط عراقي شيعي اسمه العقيد الركن علي القريشي مع 80 ضابط وجندي ومعهم 130 متطوع من قوات العصائب 158 يوم وقتلوا 2500ارهابي داعشي، في الختام نأمل من ساسة العراق الجديد اقامة دولة وأن الدولة باقية والحكومات السياسية زائلة لكن هل يمكن ان يتحقق ذلك في العراق مع شريك بعثي طائفي قذر يفجر ويفخخ ويتآمر لكي يعود لحكم العراق بالحديد والنار مرة ثانية؟ مع تحيات نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here