حسن أحمد يحمّل قاسم ضياع الحُلم الخليجي

بغداد/ حيدر مدلول

 عُمان يستحقّ الكأس.. والأوزبكي جامل الأسود!

حمّل مدرب فريق النفط لكرة القدم، حسن أحمد المدير الفني لمنتخبنا باسم قاسم واللاعبين المسؤولية الكاملة وراء عدم التأهّل الى المباراة النهائية لدورة كأس الخليج العربي الثالثة والعشرين بعد الخسارة من نظيره الإماراتي بفارق ركلات الترجيح (2-4) التي جرت على ملعب جابر الدولي في اختتام منافسات الدور نصف النهائي.
وأضاف أحمد في حديثه لـ(المدى) أنه ظهر ارتباك واضح لدى لاعبينا في تنفيذ ركلات الجزاء التي أعزوها الى عدم تهيئتهم نفسياً لأدائها وعدم الاختيار الصحيح لتسلسل من يجيد الركلات الأولى التي تكون في غاية الأهمية وتعطي زخماً معنوياً لبقية زملائهم، حيث أن إضاعة القائد علاء عبد الزهرة الركلة الأولى قد تسبّبت بضررٍ كبير من الناحية المعنوية وكان من الممكن أن يسند المدير الفني باسم قاسم الركلة الى المدافع علي فائز، الذي سجّل هدف الفوز الثاني على المنتخب اليمني من ركلة جزاء بعكس المنتخب الإماراتي الذي وضع مدربه الإيطالي زاكيروني علي مبخوت وعمر عبد الرحمن في قائمة اللاعبين الذين يجيدون التسجيل بحكم الخبرة الطويلة التي يتمتعان بها في الملاعب.

ورقة أيمن
وتابع أن المدير الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم باسم قاسم أخطأ في اختيار القائمة الأساسية المكوّنة من اللاعبين جلال حسن وعلي بهجت وعلي فائز وأحمد إبراهيم وعلاء علي مهاوي ومهدي كامل وحسين علي جاسم وأمجد عطوان وهُمام طارق وعلي حصني وأيمن حسين التي لعبت المباراة مع الإمارات منذ البداية، وكان يفترض عدم زج الأخير لكونه يعيش حالة نفسية صعبة جرّاء عدم تسجيله الأهداف في المباريات الثلاث التي خاضها مع البحرين وقطر واليمن الى جانبه كونه قد استسلم للرقابة اللصيقة التي فرضها عليه ثلاثة مدافعين، وكان الخيار الأنسب المهاجم مهند عبد الرحيم بدلاً منه كي يجعل المدرب ورقة أيمن هي الرابحة عندما يزج به في الشوط الثاني من المباراة، فضلاً عن الاحتفاظ بصانع الألعاب علي حصني على دكة الاحتياط وزجّه في الشوط الثاني باعتباره من أهم الأسلحة التي استخدمها في مباريات الدور الأول ونجح فيها في الفوز بدليل تسجيله هدفين في مرمى الحارسين سعد الشيب ومحمد عايش، بعد دقائق من نزوله أمام قطر واليمن.

أسلوب زاكيروني
وأضاف أن اللاعبين الإماراتيين نجحوا في تطبيق مفردات الخطة التكتيكية التي وضعها لهم مدربهم زاكيروني من خلال إغلاق المنطقة الدفاعية بإحكام تبعاً للأسلوب الذي تتميّز بها مدرسة كرة القدم الايطالية والاعتماد في الهجمات المرتدة على الاختراق من عمق دفاع منتخبنا بواسطة المهارات الفردية التي يتمتع بها صانع الألعاب عمر عبد الرحمن، والسرعة في اجتياز لاعبينا وتزويد زملائه، وبخاصة علي مبخوت واحمد خليل ومحمد أحمد ومحمد برغش، بكرات خطرة على مرمى الحارس جلال حسن، الذي ذاد ببسالة عن مرماه وتصدى لها بشجاعة الى جانب أن العمود منع تسجيل هدف التقدم للإماراتيين في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول.

خطأ جسيم
وأشار أحمد الى أن نزول اللاعب سعد عبد الأمير بدلاً من مهدي كامل كان صحيحاً من أجل معالجة الخلل في منطقة الوسط لدى منتخبنا نتيجة سحب اللاعب عموري لأمجد عطوان الى الجانب المكلّف برقابته، وأصبح لدينا فراغات استغلّها المهاجم الإماراتي البديل اسماعيل الحمادي في شنّ الهجمات على مرمانا، ولكن باسم ارتكب خطأ جسيماً في تبديل علي حصني وإشراك مهند عبد الرحيم بدلاً منه، لكون الأول كان يشكّل مصدر قلق متزايداً على الخط الدفاعي الإماراتي بحكم توغّله من الجانب الى داخل منطقة جزاء المنتخب المنافس في ثلاث مرّات تصدى لها الحارس خالد عيسى، حيث كان من الممكن إخراج زميله همام طارق الذي لم يكن موفّقاً في تلك المباراة بحكم الواجبات الدفاعية المكلّف بها من قبل الملاك التدريبي للمنتخب الى جانب نقل حسين علي من منطقة الوسط الى الجانب، وهي المنطقة التي كان يتميّز بها ووجد فيها حلولاً في المباريات الثلاث الماضية، التي حصل فيها على جائزة اللاعب الأفضل، فضلاً عن ضرورة تبديل المهاجم أيمن حسين في منتصف الشوط الثاني ونزول القائد علاء عبد الزهرة بدلاً منه.

حكم مُجامل !
وكشف مدرب فريق النفط لكرة القدم، أن الحكم الأوزبكي عزيز اسيموف، قد جامل لاعبينا كثيراً في تلك المباراة نتيجة عدم إشهاره الكارت الأصفر لعددٍ من لاعبينا الذين تعمّدوا اللعب بخشونة مع عمرعبد الرحمن بشكل متعمّد وتعرّض الى الضرب بشكل واضح من أجل إذائه، حيث أن امكانات اللاعب الإماراتي تتفوّق على لاعبينا من خلال استخدامه اسلوب الحجز والانتقال السريع من منطقة الوسط الى الجوانب، مستغلاً حالة تغطية المدافع علاء علي مهاوي الى مكانه في حالة الهجمات المرتدة، حيث اعتبر أن اسيموف قد نجح في وصول المباراة الى برّ الأمان بحكم قراراته الصحيحة برغم حساسيتها لكون الفائز سينتقل الى المباراة النهائية والخاسر يودّع منافسات الدورة.

ترويض هولندي
ورشح أحمد المنتخب العُماني لكرة القدم للظفر بلقب خليجي 23، حيث سيلتقي المنتخب الإماراتي مساء غد الجمعة في المباراة النهائية التي يضيفها ملعب جابر الدولي، لكونه يضم تشكيلة متجانسة تضم لاعبي الخبرة والشباب استطاع أن يروّضها المدرب الهولندي بيم فيربيك، حيث كانت بصماته واضحة في المباريات الأربع الماضية التي لعبها منتخبه في دور المجموعات ونصف النهائي ولديه العديد من الأوراق الرابحة التي تمتلك حلولاً في تغيير مجرى المباراة لصالحهم وما فوزهم على المنتخبين السعودي والكويتي أكبر برهان على ذلك، في حين سيدخل المنتخب الإماراتي تلك المباراة وهو يعاني الإرهاق كثيراً بعد اللقاء الماراثوني الذي خاضه مع منتخبنا الوطني وحُسم لصالحهم في ركلات الترجيح في النهاية الى جانب عدم شفاء عدد من لاعبيهم من الإصابة التي تعرضوا لها، حيث لعب عمر عبد الرحمن وأحمد خليل وعلي مبخوت وهم لم يكتسبوا الشفاء التام .

فقر النجوم
وعن مستوى الدورة من الناحية الفنية، قال كانت من أضعف الدورات الخليجية منذ انطلاقها في العاصمة البحرينية المنامة، حيث لم تشهد سطوع نجوم جُدد ماعدا صانع العاب منتخبنا الوطني حسين علي جاسم، قياساً ببقية الدورات التي كان يبرز فيها على الأقل لاعب واحد من المنتخبات الثمانية المشاركة فيها، حيث أتوقع أن يحصل حسين على جائزة اللاعب الأفضل فيها برغم وجود منافسة شديدة من منافسه قائد المنتخب العُماني أحمد مبارك كانو والإماراتي عمر عبد الرحمن اللذين حصلا في مباراتين على الجائزة ذاتها، وكان لهما دور بارز في وصول منتخبيهما الى النهائي .
المُحلل الفني والمُعد النفسي
واختتم حسن أحمد حديثه، إنه كان من المفروض على المدير الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم أن يضيف محللاً فنياً ومُعدّاً نفسياً الى ملاكه التدريبي المساعد في الدورة كما هو الحال في أغلب المنتخبات المنافسة نظراً لدورهما الذي أصبح ضرورياً في مساعدته على اكتشاف نقاط الخلل والضعف في المنتخب المنافس وتزويده بمعلومات جديدة تخص زج اللاعب الأصلح منذ البداية من أجل نجاح عمله، كما هو الحال مع نجم الكرة العراقية السابق حارس محمد، الذي أسندت إليه مهمة المستشار الفني الى الملاك التدريبي بقيادة حكيم شاكر في خليجي 21 بالمنامة عام 2013، وكانت بصماته واضحة في حصول منتخبنا على مركز الوصافة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here