لابد من كسر النمطية في العقول العراقية!

يقول الباحث الاجتماعي الدكتور علي الوردي، في كتابه مهزلة العقل البشري، إن الرأي الجديد هو في العادة رأي غريب لم تألفه النفوس بعد، وما دام هذا الرأي غير خاضع للقيم التقليدية السائدة في المجتمع، فهو كفر أو زندقة، وعندما يعتاد عليه الناس ويصبح مألوفاً وتقليداً يدخل في سجل الدين ويمسي المخالفون له زنادقة وكفاراً. من منطلق ما ذكر اعلاه ان الرأي الجديد هو رأي غريب لا تتقبله النفوس ولا يتناسب مع معايير وتقاليد المجتمع، لانه مخالف لهذه المعايير والتقاليد، وبما ان العصور والمجتمعات على تغيير وتطور ثقافي،وعلمي،وتكنولوجي مستمر، فلابد من اجراء تصحيحات وتعديلات على ماوجد من قواعد وقوانين، تكون ملائمة ومناسبة تناسباً طردياً مع تطور الزمن في المجتمعات. وقد عرف المجتمع العراقي، بأنه مجتمع ذو باع حضاري،وتأريخي،وثقافي طويل على جميع الاصعدة والمستويات منذ القدم، لكن مع شديد الاسف مازالت طريقة التفكير لدى الفرد العراقي محدودة، ولم تتكيف مع الاطاريح والاراء الحديثة المتطورة، بسبب سيطرة الافكار القبلية والعرقية والكهنوتية على النشاء الاجتماعي في المجتمع، وبما ان طرق التفكير القبلية والدينية مازالت مسيطرة على العقل البشري العراقي، فلا شك بأننا سنبقى نواجه صعوبة في التقدم العلمي والثقاقي في المجتمع، والارتقاء به بأبها صورة مساواة مع بقية البلدان المتقدمة ثقافياً وعلمياً. وبما ان جويولجية الانسان متطورة في ضروفها، فهذا يعني انه باحث مستمر عن التطور،والمعلومات ، والاراء والافكار الجديدة، بشكل مستمر وكسر الصورة النمطية التي ترعرع عليها. اما اذا تحدثنا عن كيفية استقبال الفرد العراقي للأطاريح والافكار الجديد، سنجده غير راض تماماً عن اي فكرة او اي رأي جديد يخالف الاسس والقواعد النمطية التي نشأ عليها، وهذا من اشد المخاطر التي تهدد تقدم المجتمع، وتأخذ به نحو الهاوية والهلاك. خلاصة الحديث انه لابد من كسر النمطية المتعارف عليها، وطرح كل ماهو جديد ويخدم المصلحة العامة، التي تثقف وتنمي المجتمع وتأخذ بيده على الارتقاء والتطور الحضاري والعلمي، ولا شك ان المؤوسسة الدينية والتربوية ،قادرة على وضع حلول لهذه القظية المهمة، من خلال التشجيع على تقبل الاراء التي تطرح حديثاً، والاخذ بعين الاعتبار ان الافكار التي تطرح بالتأكيد هي لخدمة المجتمع والصالح العام.
باقر مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here