لماذا لم تدافع المرجعية الدينية عن مبادئ و قيم أهل البيت المشوهة من قبل ساسة فاسدين ؟

لماذا لم تدافع المرجعية الدينية عن مبادئ و قيم أهل البيت المشوهة من قبل ساسة فاسدين ؟

الحقت أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية ” أضرارا فادحة بقيم ومبادئ أهل البيت من خلال تبنيهم المزعوم لهذه القيم والمبادئ كذبا و زورا ومن ثم العمل الدائم و الدائب على تشويهها عبر ممارسات سلطوية و لصوصية و عمليات تخريب لأحوال البلاد والعباد في العراق .
و الأسوأ من كل ذلك هو : أن هذه الأحزاب الفاسدة استغلت قيم ومبادئ أهل البيت بهدف تضليل ملايين الناس من الأتباع لتجعل منهم قواعد انتخابية واسعة ، لتعيد انتخابهم في كل دورة انتخابية مقبلة ، و ذلك لغاية ترسيخ بقائهم في المواقع و المراكز السلطوية المتقدمة ، و بقرب مصادر المال العام ليتوغلوا في عمليات اللصوصية والنهب أكثر فأكثر ، لينهبوا ما يمكن سرقته من المال العام و ممتلكات وعقارات الدولة المتبقية ..
وقد فعلوا كل ذلك ولا زالوا باسم الدين و قيم و مبادئ المذهب وأهل البيت ، في الوقت الذي أصبحت هذه الممارسات لا تمت بصلةسوى إلى نهج وسلوك عصابات الإجرام المنظم و المافيات على صعيد السلطو و السرقة واللصوصية في كواليس السطة و عالم المال .
بذلك تكون هذه الأحزاب الفاسدة و كذلك ساستها قد ألحقوا أضرارا فادحة وخطيرة بمبادئ و قيم أهل البيت ، الأمر الذي كان يستدعي في كل الأحوال و الظروف من المرجعية الدينية في النجف التصدي الفوري لهذه الأحزاب و ساستها الفاسدين و كشف حقيقتهم المخزية و فضحها أمام الأتباع وعلنا و بصراحة كاملة وتامة ، بغية عزلهم و نبذهم كآبل جرباء ليصبحوا مخزين و عارات محتقرة و مزدرية دوما أمام هذه الملايين لكي لا تعيد أنتخابهم مجددا .
صحيح أن معتمدي المرجعية الدينية قد تطرقوا إلى ظاهرة الفساد ـــ ولو بشكل متأخر جدا بالمقارنة مع انتشار الفساد بشكل واسع ــ و أشاروا إليها في بعض الأحيان ، ولكن بنبرة خجولة و تعميمية مضببة ، الأمر الذي شجع هذه الأحزاب على المضي في عملية تضليلها للناس والتصرف و كأنها فعلا تتبنى قيم و مبادئ أهل البيت و تمثّلها حتى الآن ، على أمل أن تفوز في الانتخابات القادمة أيضا .
و سوف تفوز بكل تأكيد ولو بنسب مختلفة ..
لأنها لا زالت قادرة على خداع ” الجماهير الغفيرة المؤمنة” والضحك على ذقونها حتى الآن ، من خلال التلاعب بمشاعرها و عواطفها الدينية و المذهبية .
و هكذا نلاحظ بأن المرجعية الدينيةقد قصرت في الدفاع عن مبادي و قيم أهل البيت تاركة الساحة أمام رهط كبير جدا من منافقين ودجالين و مخادعين من ساسةفاسدين في أكبر إساءة تاريخية لهذه المبادئ و القيم السامية .
مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here