المالكي يسحب بساط رئاسة التحالف من تحت الحكيم رغم عدم انتخاب البديل

بغداد / محمد صباح

سحب رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي البساط من تحت منافسيه في التحالف الوطني للمرة الثانية، الاسبوع الماضي، بترؤسه اجتماعاً لأغلب قوى الكتلة الشيعية. وكان لافتاً تغيّب كل من رئيس التحالف الوطني المنتهية ولايته عمار الحكيم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي.

ولم تعرف أسباب تغيّب الحكيم والعبادي رغم تلقي الأول دعوة من المالكي لحضور الجلسة التي طلبتها قوى شيعية لمناقشة الموقف من الانتخابات.
وحضر الاجتماع، الذي عقد الخميس الماضي، كل من هادي العامري عن منظمة بدر، وحسين الشهرستاني عن كتلة مستقلون، وخالد الاسدي عن حزب الدعوة تنظيم العراق، وعبدالحسين الموسوي وحسن الشمري عن حزب الفضيلة، ومحمد تقي المولى عن المجلس الأعلى الإسلامي.
وهذا الاجتماع الثاني من نوعه الذي يعقده التحالف الوطني في مكتب المالكي ويتغيب عنه العبادي والحكيم.
وكان اجتماع للتحالف عقد برئاسة المالكي، في تشرين الثاني الماضي، حضرته أطراف تحالف القوى برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أسفر في اليوم التالي عن تمرير طاقم مفوضية الانتخابات بعد أشهر من التعطيل. ومنذ انتهاء رئاسة الحكيم للتحالف الوطني، في أيلول الماضي، لم تعقد القوى الشيعية اجتماعاً رسميا لبحث القضايا المصيرية.
وتعود أسباب ذلك الى تمسك الحكيم برئاسة التحالف الوطني مع عدم حسم الاطراف الشيعية المرشح البديل.
ويقول النائب حسن الشمري، الذي حضر اجتماع الهيئة القيادية للتحالف الوطني، إن “المواضيع التي تمت مناقشتها في الاجتماع كانت تدور حول الالتزام بالمواعيد التي حددتها الحكومة لإجراء الانتخابات، وحث نواب التحالف الوطني على المشاركة في الجلسات التي ستخصص لمناقشة قانون الانتخابات”.
وأضاف النائب عن كتلة الفضيلة، في تصريح لـ(المدى) أمس، ان “عمار الحكيم لم يعد رئيسا للتحالف الوطني بعد انتهاء ولايته الدورية”، لكنه أكد ايضا أن “رئاسة التحالف لم تحسم إلى غاية الآن بين الأطراف الشيعية”.
وبشأن انعقاد الاجتماع في مكتب رئيس ائتلاف دولة القانون ونائب رئيس الجمهورية، كشف الشمري عن “وجود طلب من قبل بعض قوى التحالف الوطني لعقد اجتماع لها برئاسة نوري المالكي لمناقشة موضوع الانتخابات وتحديد مواعيدها”.
وأضاف عضو كتلة الفضيلة ان “نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أكد للأطراف التي شاركت في الاجتماع اتصاله بقيادة تيار الحكمة للحضور في الاجتماع”، معتبرا ان “غياب الحكيم عن الاجتماع كان لأسباب مجهولة غير معروفة”. وبشأن تغيب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن الاجتماع، قال الشمري “لم يتم تأكيد حضور العبادي للاجتماع”. ونفى وصول دعوة من المالكي إلى العبادي للمشاركة في الاجتماع عازيا ذلك إلى “انشغال رئيس مجلس الوزراء مما حال دون تأكيد حضوره للاجتماع”.
وكان نواب مقربون من رئيس الوزراء أكدوا انه بات يجتمع مع الحكيم بشكل منفرد لمناقشته في القضايا التي تخص التحالف الوطني. وفي السياق ذاته، يؤكد النائب زاهر العبادي ان “المالكي لم يتم انتخابه رئيسا للتحالف، وبالتالي فان الاجتماعات التي يعقدها ليست بصفته رئيسا للتحالف”، منوها الى ان “الاجتماع الأخير كان لقيادات التحالف وليس لرئاسته”. ويضيف العبادي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “الاجتماع ركز على إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة”. وأكد ان “مجلس النواب سيصوت في جلسة الأحد المقبل على المواعيد المحددة لإجراء الانتخابات”.
ويبين النائب عن كتلة عطاء، التي يترأسها مستشار الامن الوطني فالح الفياض، أن “البرلمان سيختار بين المواعيد التي حددتها الحكومة أو مواعيد أخرى قد يختارها هو”، مؤكداً ان “الجلسة المقبلة ستحسم مواعيد الانتخابات وبعدها سيمضي البرلمان في استكمال تشريع قانون الانتخاب”.
وتعليقاً على اجتماع الهيئة القيادية برئاسة المالكي، يؤكد القيادي في تيار الحكمة نزار السلطان انه “ليس اجتماعا للتحالف الوطني لعدم حضور كل من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم”. ويبدي السلطان تحفظاته على تحركات رئيس ائتلاف دولة القانون الذي قال انه بدا وكأنه رئيساً للتحالف الوطني، وأضاف “هذا يدخل في باب التنافس المحموم الذي تشهده الأجواء الانتخابية”.
ويؤكد السلطان أن “المالكي وجّه دعوة إلى زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم للمشاركة في الاجتماع”، منوهاً الى ان “المالكي ليس رئيسا للتحالف الوطني ولم يتم انتخابه من قبل القوى الشيعية”.
ويشدد القيادي في حزب الحكيم انه “مازال رئيسا التحالف الوطني لأنه لم يتم اختيار البديل”، لكنه اعترف بأن الحكيم لا يمارس اي نشارط للتحالف الوطني من الناحية العملية.
واختير الحكيم في أيلول 2016 كرئيس دوري للتحالف الوطني خلفاً لإبراهيم الجعفري الذي تولى المنصب منذ 2010. وجاء الاختيار بعد اتفاق مع حزب الدعوة على ان تكون رئاسة التحالف الوطني دورية بينهما. لكنّ تحفظ أطراف شيعية حال دون تولي المالكي رئاسة التحالف خلفاً للحكيم.
وبشأن استعدادات الاطراف الشيعية للانتخابات المقبلة، يقول نزار السلطان ان “قوى التحالف الوطني ستخوض الانتخابات المقبلة بقوائم منفردة ما يعني تفكك التحالف الشيعي في الفترات المقبلة لحين انتهاء الانتخابات”، لكنه أكد أن “الاطراف الشيعية ستعود للتحالف بعد العملية الانتخابية لتشكيل الحكومة الجديدة”. وتعتزم قوى التحالف الوطني خوض الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في أيار المقبل، بأكثر من 5 قوائم، تتنافس جميعها للفوز برئاسة الحكومة المقبلة التي تسعى لمعرفة حجمها السياسي عبر خوض الانتخابات بشكل منفرد أو ضمن تحالفات محدودة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here