دور العشائر المؤثر سلبيا في الانتخابات المقبلة
من المؤكد سيكون للعشائر دورا سلبيا مؤثرا في الانتخابيات المقبلة المزمع إجراؤها في العراق في العام الحالي ، و ذلك على صعيد ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك على خلفية التضامن العشائري أو القبلي ..
إذ كلما كان أفراد عشيرة أو قبيلة مرشح ما أكبر و أكثر عددا من حيث بلوغ نسبة مئات الأف أو عدة ملايين من أفراد العشيرة أو القبيلة ( وهو ليس بالأمر النادر في العراق !! ) كلما زاد نصيبه و حظه في الفوز و بالتالي الجلوس تحت قبة البرلمان ، ليصبح ” نائبا ” جديدا عن الشعب ، و بغض النظر عن أهليته أو مؤهلاته أم نزاهته و خبرته السياسية ..
فهو سيكون ” نائبا ” كأمر واقع موجود اجتماعيا ــ لكونه ينتمي إلى عشيرة أو قبيلة ـــ و ليس لكونه صاحب برامج سياسية تحديثية أو خدمية جدية ، يريد أن يخدم ناخبيه وباقي فئات و شرائح المجتمع مدفوعا بحسه الوطني ..
طبعا فهو ربما سيُنتخب ” ديموقراطيا ” ووفقا لمواد الدستور المعمولة بها حاليا ..
هذا إذا أصبحنا من ذوي النوايا الحسنة مسبقا ، و غضينا الطرف عن عمليات الغش والتزوير التي رافقت كل الدورات الانتخابية السابقة ..
فإلى جانب كل هذا ، توجد هناك ” جماهير غفيرة ” التي تشكّل قاعدة واسعة للأحزاب الدينية و الطائفية و القومية و التي تعوّدت حتى الآن أن تصوّت للأحزاب الفاسدة و الساسة الفاسدين من لصوص في وضح النهار ، وهو الأمر الذي سيعني بأنه نحن سنكون إزاء ظاهرتين سلبيتين في الانتخابات المقبلة واللتين ستؤثران على مسار الانتخابات لصالح إبقاء مظاهر الفساد والمحسوبية و الفقر وسوء الخدمات وما إلى ذلك من مظاهر البؤس و التخلف و التهرؤ والتآكل في البنى التحتية ، و التقهقر إلى الخلف نحو البدائية ومجاهل أفريقيا حثيثا و مستقيما ، بعيدا التمدن و التطور !!..
حيث ستبقى قوائم التنافس بين العراق و الصومال على صعيد السيء أو الأسوأ في أخر القائمة بين الدول المتقدمة في صدارة القائمة و المتخلفة والفاشلة في أسفلها ..
فهذا ما فعلوه بشعب باسم الدين و المذهب ، وهو الذي كان معروفا عنه بأنه كان يقرأ بنهم ومثابرة ما تكتبه مصر و تطبعه بيروت !!..
مهدي قاسم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط