الخطوة الاولى ….. تعليم صحة زراعة صناعة

معيار تقدم أي حكومة في العالم يبدأ بالقطاع التعليمي والزراعي والصحي فأن حصل تطور ونمو في هذه القطاعات فبالتالي سيحصل تطور ونمو في المجتمع الذي يحتضن شريحة واسعة من البشر والذين يشكلون واجهة اي دولة في العالم .

فالتربية والتعليم مهمة من أجل انشاء جيل ناضج ومثقف والزراعة تؤدي ذات الدور لكن من ناحية اخرى حيث توفر الغذاء السليم والطازج وسيكون ذات اثر مهم للدخل القومي وان توفرت في المؤسسات الصحية كافة المستلزمات والاجهزة الطبية فهذا يعني ان المواطن سيحظى بصحة جيدة تؤهله كي يقوم بتأدية واجبه وعمله في اي مجال كان ومثلها الصناعة فهي توفر فرص عمل من جهة وتقدم للمواطن منتوجا وطنيا من جهة اخرى دون الحاجة الى استيرادها.

فهنالك الكثير من المفردات الاساسية التي يجب ان تتعامل معها الحكومات لتلبية رغبات وطموحات شعوبها فمثلما تعطى اهمية قصوى للسياسة والتعامل مع الدول عبر علاقات لها دعائم واسس قوية يجب ان تعطى ذات الاهمية للمجالات الاخرى وان لا يكون هنالك نمو وتطور هائل في مجال على حساب مجال اخر .

فالفرق بين عالم الشرق والغرب لا يتخطى هذه العناصر الاربع التي اسلفت ذكرها اعلاه فأمم الشرق تعشق الاستهلاك على عكس امم الغرب التي تهوى التصنيع فالدول الأوربية اتخذت من الثورة الصناعية منهاجا لبنيتها التحتية وقامت بتطوير نظامها التعليمي والصناعي والزراعي والصحي لهذا فالفرق واضح والدليل انهم يعيشون في مرحلة حضارية تبتعد عن الشرق بحوالي 100 عام او ربما اكثر فمعظم وسائل التكنولوجيا الحديثة تخرج من الغرب ومنتوجاتها الغذائية تغزو اسواق العالم والمرحلة التعليمية التي وصلت اليها اصبحت محط انظارالعالم اجمع بداية من الصفوف الاولى في مدارسها وصولا الى جامعاتها التي تستقطب الشرقيين بكثافة بهدف تعلم واكتساب مهارات الثقافة والعلم والمعرفة ومؤسساتها الصحية اصبحت تتعامل مع معظم الامراض المستعصية والاوبئة كأنها حالات انفلونزا بسيطة اي يمكن القول ان المواطن الغربي يحظى بغذاء سليم وصحة جيدة ويملك وسائل عصرية للاتصالات ويستطيع التواصل من خلالها للوصول الى درجة الاكتفاء وهو يعيش في حركة مستمرة ومرنة مع الثقافة والعلم والمعرفة بسبب حصوله على تعليم جيد منذ مراحل الطفولة بينما في الشرق توجد انهيارات لا تعد ولا تحصى في هذه المجالات فبسبب الحروب والكوارث والمشاكل هنالك تفاوت في مجالاتها الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية وهذا بالتالي سيخلق فجوات عميقة وهائلة لا حدود لها للاجيال المقبلة التي ستتخذ من الاستهلاك وسيلة للعيش رغم ان الاجيال التي تعيش اليوم قد وصلت لمرحلة الاندثار واليأس والسلبية في تعاطيها مع مجمل الامور والاشياء الحاصلة والدائرة من حوله .

لذا فالخطوة التي تلي السياسة يجب ان تكون التعليم والصحة والزراعة والصناعة فأن حصل نمو وازدهار فيها فبلا شك ستولد حكومة رائدة تلبي كافة احتياجات ومتطلبات شعبها بالمقابل سيولد شعب قوي مكون من افراد يمتلكون كافة المقومات التي تؤهلهم ليكونوا درعا حصينا لبنية الحكومة فالعملية عبارة عن فعل ورد فعل فكلما زاد طرف في الاهتمام والتعاطي الايجابي فأن الطرف الاخر سيضاعف القوة من جهته فأن حدث هذا فأنها خطوة ناضجة للتقدم نحو امبراطورية عالم الدول المتحضرة وان لم يحصل هذا فأنها لن تخرج من قوقعة العالم الثالث .

ايفان علي عثمان

شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here