العربدة الإسرائيلية و صورة عدو ” العرب ” الجديد بديلا
تعربد قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلا همجيا و اعتقالا كيفيا داخل الأراضي العربية المحتلة ، وفي الوقت نفسه تضرب مواقعا عسكرية في سوريا و تهدد لبنان بإرجاعها إلى العصر الحجري ، وهي تعمل ذلك بعنجهية وصلافة دون أن تخشى ردعا مقابلا أو تاخذ القوانين الدولية بنظر الاعتبار .
وهي تفعل كل ذلك لكونها متأكدة من عدم رد من أية جهة عربية ، سواء كانت رسمية أو شعبية ، بل هي أصبحت تستكثر على الفلسطينيين حتى مجرد أحتجاجات سلمية فتستخدم ضدهم القوة المفرطة و كل أساليب الترويع و حملات الاعتقال العشوائيةو ذات القبضة الهمجية ..
بل و الأنكى من ذلك فأن الشارع العربي أصبح خامدا و خاضعا لهذا الواقع الاستسلامي ، فقد كفت حتى عن القيام بتظاهرات استنكار أو احتجاج ضد هذه الأعمال العدوانية ــ كاضعف إيمان ـــ مع علمنا بأن هذه التظاهرات ـــ حتى لو حدثت فأنها ــ طبعا سوف لن تؤثر تأثيرا كبيرا و مباشرا على الواقع الراهن ،غير إنها كانت في حالة حدوثها ستبقي الانطباع القديم عند الإيسرائيليين بيأن العرب ضد إسرائيل لحد الآن و يرفضون تطبيع و قبول هذا الواقع ــ خاصة أن هذا الاستسلام للواقع الإسرائيلي قد جاء بعدما تمكن الإعلام الإعلام الخليجي ــ سيما منه السعودي ــ إزاحة صورة ” العدو الإسرائيلي ــ الصهيوني ــ جانبا ووضع محلها صورة العدو ” الفارسي المجوسي ــ الرافضي ” كأخطر عدو حاليا بالنسبة للعرب ويجب مواجهته قبل مواجهة العدو الإسرائيلي ، بحيث بات كثير من العرب و المسلمين يؤمنون بوجود هذا العدو ــ الفارسي ــ الرافضي ــ الجديد ويتعاملون معه على هذا الأساس متناسين عدوهم التاريخي و الحقيقي المتجسد بالعدو الإسرائيلي ــ الصهيوني .,
فمن هنا تأخذ إسرائيل راحتها و أطمئنانها على صعيد الهجوم وتوجيه الضربات و أعمالها العدوانية حسبما تريد و تشاء..
بطبيعة الحال نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن القضية الفلسطينية أو إثارتها ، بقدر ما نحاول تصوير طبيعة و واقع الصراع العربي ــ الإسرائيلي الراهن ، و كيف اصبح طابع هذا الصراع هامشيا و شبه منسي ، كما هي عليه اليوم من استسلام يكاد أن يكون أقرب إلى نسيان في ذاكرة كثير من عرب وأعراب وأعاربة متعاربة !!.
مهدي قاسم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط