كشف برلماني عراقي، مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن مجريات اللقاء الذي جمع الأخير مع وفد من ممثلي ثلاثة أحزب في إقليم كوردستان، موضحاً أن ممثلي أحزاب التغيير والجماعة الإسلامية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، طالبوا العبادي بدفع رواتب موظفي محافظة السليمانية فقط . مشيراً إلى أن مواقف هذه الأحزاب كانت متفقة مع بغداد حيال التطورات والأحداث الأخيرة.
جاسم محمد جعفر، النائب عن ائتلاف ‹دولة القانون› ، قال في تصريح لفضائية ‹كوردستان 24›، أن الوفد المكون من ممثلي أحزاب التغيير والجماعة الإسلامية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، تحاور مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول دفع رواتب محافظة السليمانية، مطالبي اياه بالاستعجال في ذلك، معتبراً أنّ «هذا أمر طبيعي، لأن قوائم موظفي محافظة السليمانية جاهزة على خلاف محافظتي أربيل ودهوك»، حسب قوله.
وتمتنع الحكومة العراقية عن إرسال رواتب حكومة إقليم كوردستان منذ عام 2014، وكذلك لا تدفع حصة الإقليم من الميزانية الاتحادية.
وخلال الأيام القليلة الماضية سلّم وفد من وزارتي التربية والصحة في حكومة الإقليم القوائم البايومترية الدقيقة لمنتسبي الوزارتين لبغداد لدفع رواتبهم ، إلاّ أن الأخيرة لم ترسل بعد أية رواتب إلى الإقليم.
وكانت اللجنة الخاصة بتدقيق الرواتب في بغداد قد تحججت باستخدام اللغة الكوردية في قوائم موظفي الإقليم وطلبت من أربيل إعادة إرسال القوائم بعد تعديلها، على الرغم من أن اللغة الكوردية هي اللغة الرسمية الثانية الى جانب العربية في العراق بموجب الدستور .
وأشار جاسم محمد جعفر، إلى أن وفد ‹المعارضة› الكورية تباحث أيضاً حول موضوع الإدارة المشتركة لكركوك، إلاّ أنه استدرك قائلاً: «أيّاً كان، فهم يمثلون وفداً حزبيّاً ولا يمثلون إقليم كوردستان».
وكان رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني قد اعتبر في مؤتمر صحفي مشترك مع القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني ملا بختيار، الاثنين الماضي بعد اجتماع لوفدي المكتبين السياسي للخزب الديمقراطي والوطني الكوردستانيين في السليمانية ، أن الوفد الذي زار بغداد «لا يمثل سوى نفسه»، وأن هذه الأحزاب لم تستشر أية قوى كوردستانية قبل توجهها إلى بغداد. مضيفاً أنه «كان يتعين إرسال وفد موحد إلى بغداد بدلاً من زيارات منفردة»، كذلك أكد ملا بختيار حينها، أن «الحوار» يجب أن يكون مع حكومة إقليم كوردستان حصراً.
النائب العراقي جاسم محمد جعفر ، أوضح أن «حركة التغيير والجماعة الإسلامية حزبان مقربان من الحكومة العراقية لأن مواقفهما حيال الاستفتاء وأحداث كركوك كانت مطابقة لمواقف بغداد وجاء اجتماع رئيس الوزراء معهم من هذا المنطلق »، وأضاف «نحن كائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الإسلامية قريبون من الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية ، ونحن بصدد تشكيل تحالف مع هذه الاطراف بعد الانتخابات القادمة».
نيجيرفان بارزاني كان قد أشار ايضاً إلى أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، والاتحاد الوطني الكوردستاني سيفاتحان الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في الإقليم بشأن مقترح خوض الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في شهر مايو/ آيار المقبل بقائمة موحدة . نافياً في الوقت نفسه خوض الحزبين الانتخابات التشريعية الخاصة ببرلمان إقليم كوردستان بقائمة موحدة.
كذلك كان السفير الأمريكي في العراق دوطلاس سيليمان قد انتقد امس الأربعاء خلال تصريحات للصحفيين حالة «التصدع» بين الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان ، مشيراً إلى أن غياب وحدة الصف بين الأحزاب الكوردستانية يؤثر سلباً على الحوار مع بغداد.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط