الزواج مودة ورحمة وليس صفقة تجارية

نعم الزواج كما اراده الله مودة ورحمة وليس صفقة تجارية الزواج علاقة روحية ترتبط بين رجل وامرأة لا علاقة له باي شي مادي واذا ارتبط باي شي مادي خرج عن مفهوم الزواج واعتبر الزواج مجرد وسيلة للوصول للحصول على ذلك الشي المادي رغم ان الدين الاسلامي حاول ان يكون مع الظروف الاجتماعية واباح تعدد الزوجات الا انه وضع اقرب الى التعجيز منه الى القبول وقف ظروف تلك الفترة فاذا طبق في تلك المرحلة فمن المستحيل ان يطبق في عصرنا الحالي وهو العدل بين الزوجات وبما ان العدل ليس صعب بل مستحيل لهذا يعتبر الزواج بأكثر من واحدة باطل بحكم القرآن الكريم
فالزواج عقد بين رجل وامرأة لبناء حياة مشتركة ما يضرها يضره وبالعكس وما ينفعها ينفعه وبالعكس فالزواج يعني اقامة عائلة جديدة متكونة من الزوج والزوجة يشتركان في حياة جديدة في خيرها وشرها وشقائها وسعادتها فالزوجة مرتبطة بزوجها وبالعكس لا علاقة لهما بالاب والام والاخ والاخت الا من الناحية الاخلاقية والعلاقات الاجتماعية
يمكن لكل شخص منا ان يعيش بعيدا ومستقلا عن والده ابنه شقيقه لكنه لا يمكن ان يعيش بعيدا مستقلا عن زوجته زوجها فالزوجة والزوجة مشتركان في الحياة وممكن ايضا ان يعيش الشخص في رفاهية على خلاف والده شقيقه او عكس ذلك لكننا لم ولن نجد اي اختلاف بين الزوجة وزوجها كما نرى يمكن للشخص ان يعيش تعيش في دار غير دار اهله والده اخوته لكنه لا يمكن ان يعيش الزوج الا في دار واحدة مع زوجته وكثير ما تقول الزوجة لامه لاخته هذه داري وهذا يعني ان الزوج والزوجة روح واحدة لا يمكن الفصل بينهما الا في حالات عدم تفاعل وتلاقح واندماج الروحين وهنا لا بد من الانفصال والطلاق والغاء العقد وهنا اباح الاسلام الطلاق ولو بعد العلاج ربما هناك مرض خلل من الممكن معالجته اما اذا استعصى واصبح مضر فمن العدل انهائه
للاسف ما نراه ونسمعه من بعض اعضاء البرلمان لا يرون للزواج اي قدسية واي احترام بل يرونه مجرد صفقة تجارية او حالة من الشفقة والرحمة على المرأة نتيجة للاوضاع التي تعيشها المرأة في بلادنا نتيجة للنظرة الدونية للمرأة وبعدها عن العلم والعمل وكذلك الحروب العبثية التي سببها الحكام اللصوص والمجرمين والتي قتلت الكثير من الابناء والآباء وتركوا النساء بدون معيل يعشن في حالة من الضياع والذل لا يعرفن كيف الخروج منها
لهذا على الحكومة على منظمات المجتمع المدني والانساني ان ينظروا الى المرأة على انها انسان ومهمتها في الحياة ومساعدتها لتكون عنصرا مساهما في بناء الحياة فقيمة المرء رجل وامرأة هو ما يحسنه اي ما يعمله ما يبدعه ما يقدم من خير وفائدة للاخرين فالانسان لم يخلق للطعام والشراب والجنس فهذه حالة يشترك فيها كل الاحياء الحشرات والحيوانات وحتى الطيور والشجر في هذا الوجود واذا الانسان اقتصر على هذه الحالة اصبح اكثر ضررا على الحياة واكثر خطرا من الوحوش المفترسة هذا لا يعني ان حالة الطعام والشراب والجنس ليست مهمة بل مهمة جدا من اجل ان يستمر الانسان في الابداع في العلم والعمل فالانسان صحيح لم يخلق الحياة لكن مهمته تطويرها تجميلها القضاء على كل متاعبها ومصاعبها وظلامها ووحشيتها وخلق كل ما يزيدها جمالا وبهاءا وسعادة
لهذا نرى تطور وتقدم الشعوب من خلال مساهمة المرأة في ذلك التطور والتقدم ومشاركتها في بناء الوطن وسعادة الشعب واثبت بما لا يقبل ادنى شك ان المرأة لا تقل كفاءة وقدرة في المساهمة في تقدم البلد العلمي والعملي بل ربما تفوقه خاصة بعد التطور التقني وثورة التكنلوجيا العلمية
فأحترام كرامة المرأة والنهوض بها لا من خلال عرضها في المزاد ومن يتزوجها يمنح خمسة عشرة ملاين دينار بل انها اكبر حالة اذلال و اهانة لها
بل يجب اعتبارها انسانة حتى لو عانت اخطأت انها ضحية الاوضاع التي خلقها الطغاة الحكام والقيم الاجتماعية المتخلفة والاهتمام بها من خلال تعليمها ايجاد عمل لها فهما الوسيلة الوحيدة التي تخلق منها انسانة محترمة تعتز بكرامتها وبقيمتها وتمنحها قوة تستطيع مواجهة اي قوة تحاول اذلالها وقهرها والتقليل من شأنها
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here