حكومة طالع طيــ….بها!!

صالح النقدي

أحلامي بسيطة مثل أي شاب في هذا البلد الرائع، فحلمي الأول أن يكون لي وطن (بيت) أستقر فيه بأمان، وأما الثاني أن أملك سيارة صغيرة أتنقل بها، والثالث هو الزواج رغم أنه شر رومانسي لا بد منه، ولكونه كابوس جميل تلبسني، منذ أن شعرت أني استطيع تأدية واجبي كرجل، وتجاوز مرحلة المراهقة.

تحققت أحلامي عكسياً، بدأت بكابوس الزواج (الجميل المخيف) في نفس الوقت، وبعد مرور السنين ومعاناة كبيرة إستطعت الحصول على بيت صغير، رغم أن أوراقه كلها بإسم الحكومة وليس بإسمي (حواسم)، إلا أني اشعر ببعض الراحة والإستقرار، ولم يبق سوى شراء تلك السيارة، لأحقق كل أحلامي.

دخلت في معترك السلف والديون، من أجل تحقيق حلم السيارة، الذي ظل يراودني حتى تمكنت من شرائها، لم تكن جديدة، ورغم ذلك تسير في شوارع بغداد مثلها مثل أخواتها الحديثة، لكنها كانت تعاني من شدة ألالم بسبب شوارعنا المتعبة، فأصبحت كثيرة التشكي، لدرجة أني أمسيت زبوناً دائماً لدى (عباس الفيتر)، الذي أرتبط بسيارتي إرتباطاً غريباً، كأنه زواج كاثوليكي لا يفرقهم سوى الموت!

عباس فيتر من طراز خاص، كان ذكياً جداً في إصلاح العطل، ولكن ما يميز عباس هو جلوسه الغريب عندما يباشر في العمل، بما أعطبه الزمن في سيارتي الصغيرة، رغم أن جسده ممتلئ وصاحب شعر كثيف، إلا أنه لا يشعر بالراحة في العمل دون إخراج (خلفيته الثقافية)، التي يعتليها الشعر مع الدهن الأسود، حتى أكاد لا أفرق بينهما، (بنطرونه) لابد أن يكون تحت ظهره بشبر، ولا يبالي لأحد مهما يكن فهذه طبيعته، حتى تعود جميع زبائنه على هذا المنظر المضحك الغريب والمقرف.

يذكرني عباس بحكومتنا الجليلة، التي تعمل بجد من أجل النهوض بالبلد للوصول الى بر الأمان، ولكن ما يعيبها أنها لا تستطيع العمل إلا إذا أخرجت نصف (طيـ …)، وهذا النصف هم الفاسدون والسراق، الذين يتحكمون بمصير هذا البلد المنكوب، وعلى رأسهم ما أدعى أنه رجل المرحلة، ومختار العصر، الذي سرق ما سرق، وقتل أبناءنا بدم بارد غير مبالٍ بالأمهات والأبناء، وما زال طليقاً ويمتلك كل مميزات السياسي المترف، رغم أنه قاتل من الدرجة الأولى.

العبادي وحكومته الموقرة، التي جاءت عن طريق المحاصصة، عليها أن تدرك جيداً أن طريق النجاح ليس سهلاً، لذا لا بد عليها أن تفتح كل الملفات الخاصة بالفساد، وإحالة المفسدين والقتلة الى المحاكمة، وعلى رأسهم عراب القتل، وملك الفساد نوري المالكي، وتطهير البلد من هذا المرض السرطاني المخيف، ليكون عبرة لمن أعتبر، وتستر ما تبقى من (طيــ …) قبل أن يخرج كله للملأ، وتصبح أضحوكة للدول.

حكومتنا الفاضلة: إضربي بيد من حديد، كل فاسد وقاتل، وكوني بمستوى المسؤولية ليتحقق نصركِ الحقيقي، الذي نحن في أمسّ الحاجة له بهذا الوقت، وتأكدي بأن الشعب كله معك، والمرجعية الشيعية والسنية على السواء أبدت رضاها، من كل خطوة صحيحة لمعالجة وضع البلد المزري، فالنصر على داعش مازال منقوصاً، والنقص يكمن في ضرب الفاسدين ومحاكمتهم أمام الشعب، لينال كل قاتل وفاسد مصيره وجزاءه العادل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here