لاتُضيًِع إنسانيتك بين قسوة العقل وإنجراف العاطفة

ما يؤسَف له أن الكثيرمنا قد إنقاد خلف العاطفة المجرده عن العلم والدليل والحجة والبرهان ما جعلهم فريسه سهلة بيد الفتن والشبهات ؛ حتى صرنا مجتمعاً يابى الموازنة بين العقل والعاطفة وذلك تبعاً لانقسامه الذاتي و الخارجي ؛ فتركنا إما العقلانية التي تعتبر أساس التفاضل البشري او أن نتجاهل الجانب العاطفي لتطغى العقلانية على جانب ليس بأقل أهمية منه لنصبح ذو آلية مجردة من أي مشاعر أو عاطفة إنسانية وهكذا طغى أحدهما على الآخر فاصبح الآنسان عرضة لعدم التمييز الصحيح بين الاشياء والآمور ؛ لو تأملنا الجانب الشرعي لهذا الموضوع لأستوقفنا قول الله تعالى (“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” ؟) لوجدنا تفسيرها أن مصدر القرارات العقلية بالقلب أي أن عقولنا مُجملة بالعاطفة وقلوبنا ليست مجردة من العقلانية! ومن يدعي ويفتخر بعقلانيته المطلقة فهو ليس الآ قاسي القلب وهي من ثمرات المعاصي ؛ولهذا صرح العلماء العاملون الى الابتعاد عن العاطفة المجردة واتباع الادلة والحجج والبراهين العقلية والموازنة بينهما فلقد ذكر المحقق الاستاذ الصرخي في كتاب الدجال الى الانسان قائلا: (يجب على كل مكلف اتباع الدليل العلمي والحجة العقلية وهذا هو المنجي من الشبهات والضلالات وعليك ان تبتعد كل البعد عن اتباع العاطفة المجردة والابتعاد عن اهل الدنيا من الواجهات الباطلة ائمة الضلالة من اصحاب الاموال , وتذكر دائما ان الدجال سيمتلك الاموال والكنوز التي يشتري بها ذمم اهل الدنيا , ويمتلك الجيش والقوة العسكرية الكافية التي يفتح بها اكثر البقاع , وسيمتلك الواجهة العبادية التي يصطاد بها قلوب المنافقين والمرتابين حيث تشير الروايات الى انه يقتل الانسان ثم يحيه وتسير معه الشمس والجبال وله صيحات) ولهذا فالاحاديث الواردة توضح جانب اخر “استفتِ قلبك” دلالة على أن المشورة تعود للقلب وأن انتزاع العاطفة هي انتزاع لأساسيات التعامل بين البشر كالحب والمودة والرحمة والإنسانية وحتى عقلانيتك في مصالحك وقراراتك لا تتم إلا بما اطمأنت إليه نفسك وما أطمأن له قلبك؛ فالامر يعود اليهما والتوازن بينهما حتى لاتضيع الانسانية بين قسوة العقل وانجراف العاطفة .

ــــــــ
هيام الكناني

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here