دعت لجنة التطوير والاعمار في مجلس محافظة البصرة، الخميس، الى الاسراع بتنفيذ مشروع يقضي بحماية مساحات واسعة من أراضي ناحية السيبة من الغرق بمياه شط العرب، مبينة ان هذه الظاهرة طبيعية ناجمة عن انخفاض أراضي الناحية.
وقالت رئيس اللجنة زهرة حمزة البجاري في حديث لـ السومرية نيوز، إن “ناحية السيبة الواقعة جنوب المحافظة تواجه مشكلة تهدد بغرق مساحات واسعة من أراضيها”، مبيناً أن “المشكلة ناجمة بالأساس عن انخفاض أراضي الناحية، وبسبب تفاقم ظاهرة تآكل أكتاف شط العرب فإن المياه تتسرب منه الى بعض أراضي الناحية في حالة المد، مما يؤدي الى انغمار مساحات بالمياه، وتكون غير صالحة للسكن والزراعة”.
-
ولفتت البجاري الى أن “الأراضي التي تغمرها المياه تعود ملكيتها الى مواطنين”، مضيفة أن “المشكلة يتطلب حلها الإسراع بتنفيذ مشروع من قبل وزارة الموارد المائية يقضي بوضع صخور على ضفة الشط لمنع تآكلها، فضلاً عن القيام بأعمال أخرى لمنع تسرب المياه الى الأراضي القريبة”.
وأكدت البجاري أن “سكان الأراضي المتاخمة لمجرى الشط في الناحية لا يشعرون بالاستقرار والأمان بسبب هذه المشكلة، كما انهم تكبدوا خسائر مادية بسببها”، موضحة أن “مياه الشط تكون شديدة الملوحة خلال فصل الصيف، وعندما تغمر الأراضي تهلك المزروعات وتجعل التربة مالحة غير صالحة للزراعة”.
يذكر أن محافظة البصرة تواجه منذ عام 2007 تكرار مشكلة ملوحة مياه شط العرب خلال فصل الصيف بسبب تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) من الخليج في مجرى الشط نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها منذ أعوام من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور الى أدنى مستوى، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر من جراء تلك الظاهرة، وذلك لأن المزارع الواقعة ضمن قضاء الزبير يعتمد ريها على المياه الجوفية، كما لم تتأثر كثيراً المناطق الزراعية الواقعة شمال المحافظة لعدم وصول اللسان الملحي لها.