إيران القوية المعاصرة ضرورة عربية!!

لنتساءل عن أحوال العرب لو أن جارتهم الشرقية دولة قوية معاصرة متفاعلة مع الدنيا , وفقا لمقتضيات الحرية والديمقراطية والتقدم العلمي والإنفتاح الإجتماعي والثقافي والإبداعي؟!!

وستتوافد إلينا مشاهد وصور القوة والإقتدار التفاعلي والتواصل الحضاري البديع المتميز الأصيل , الذي سيغمر الدنيا بمفاتنه ومباهجه وروحه الخلاقة النبيلة السامية المعطرة بالأمجاد وعبق التأريخ الإنساني المنير.

فما أهيبَ العرب لو إمتشقت إيران قامتها وشموخها وكبرياءها وحفّزت النهوض العربي , وأطلقت دفقها الحضاري ورفعت السدود والمصدات عن فيض الأجيال المتواكبة , المعبأة بالأفكار والتجليات الإبتكارية الواعدة المتوافدة بإرادة الصيرورة الكبرى والكينونة الإنسانية العظمى.

إن العلاقة ما بين العرب وإيران تواشجية مصيرية متداخلة عبر القرون , وكيفما تكون إيران يكون العرب , ولا غرابة في هذا القول , لأن السلوك المتحقق في المنطقة ومنذ عصور بعيدة يشير إلى أن الواقع الإيراني ينعكس في الواقع العربي , وأن التداخل الإيراني العربي يؤسس لسبيكة حضارية فولاذية الطباع عصية على الآخرين الطامعين بالمنطقة.

ولكي تتمكن القوى المفترسة من الهيمنة على الثروات ومصادر الطاقة , لابد أن تكون العلاقة ما بين العرب وإيران على أسوأ حال , وهذا ما دار ويدور منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم.

فهذه الجارة الشرقية الحضارية الغنية ذات الشعب العريق الواعي المثقف العزيز , المتطابق بطباعه وأخلاقه وتأريخه وتوجهاته مع العرب , يتم وضع العراقيل وإذكاء الصراعات والحروب بينه وبين العرب , لكي تتعمق الهوة ويزداد البعد وتدوم القطيعة , ويسهل على المفترسين أخذ خيرات المنطقة وتطويق شعوبها بالويلات والصراعات والتفاعلات القاسية الخسرانية التوجهات.

وفي هذا العصر الذي حقق تواصلا سريعا وتمازجا معرفيا ووعيويا خارقا , أدركت المجتمعات في المنطقة أن لا بد من تمازجها وإتحادها لكي تبني مستقبلها القوي البهيج , وتتخلص من عباءة الظلاميات ولحى الفئويات والمذهبيات , وتدرك بأن العمل المشترك والتواصل الإيجابي هو الذي يعزز قيمها ويؤسس لمنطلقاتها الحضارية المعاصرة الرشيدة الفواحة بالجمال والبناء والزهو والكبرياء , فلا يمكن لمجتمعات حضارية عريقة أن تتفاعل بسلبية أو تتقاطع , ومن المسؤولية والواجب الإنساني والوطني والأخلاقي أن تتماسك وتصنع سبيكة وجودها المعاصر القدير.

ولهذا فأن المنطقة ستقبل على تغيرات غير مسبوقة , وستميل شعوبها إلى العمل الإتحادي المشترك وستزيح العوارض والمصدات , وأن مستقبل المنطقة العريقة لطيب بهيج بإرادة شعوبها المستيقظة , المتحفزة لنهضتها بما تكنزه من براعم حضارية واعدة ذات أنوار ستشعشع في آفاق الدنيا القصية.

فهيا إلى مسيرة الكينونة التفاعلية المؤزرة بقدرات صنع الحياة الأجمل والأفضل.
وإن العرب والإيرانيين والأتراك لأمة واحدة يا أولي الألباب!!!
فهل ستتغير المفاهيم ويُدرك الجميع دورهم الحضاري الأخوي الفعّال الصالح لقوتهم ووجودهم العزيز؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here