فقط في العراق.. مسؤول يهدد مواطناً بالقتل لخلاف على الملكية والأخير يحتمي بالحشد الشعبي

شكى مواطن من مدينة النجف، تعرضه للتهديدات بالقتل من قبل أفراد حماية نائبة بالبرلمان العراقي عن المحافظة، إذا لم يرضخ لتسليمها قطعة الأرض التي يملكها، ولجأ إلى حركة النجباء وهي إحدى الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي لحمايته.

المواطن النجفي كرار الحسيني، تحدث لقناة ناطقة باسم حركة النجبناء، عن قيام النائبة أزهار الطريحي، بالتجاوز على أرضه دون وجه حق وتهديده بالقتل، مناشداً بحمايته مما وصفه بـ”بطش النائبة ونفوذها بسبب علاقتها بأحد الوزراء الذي أرسل له تهديداً مباشراً”، على حد تعبيره.

وقال الحسيني: “اشتريت هذه القطعة من الأرض منذ عام 2010 بأموالي وهي ليست للبلدية، لكن كلما أردت لقاء الطريحي لعرض الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتي للأرض ترفض ذلك”.

الحسيني توجه إلى زعيم حركة النجباء، أكرم الكعبي، لطلب الحماية من الطريحي وللمفارقة هي عضو لجنة النزاهة النيابية، وأضاف: “أناشد الشيخ أكرم الكعبي بأن يحميني من بطش حماية الذين قاموا بالبناء على أرضي والآن يهددوني بقوة السلاح وهم يستخدمون سيارات الدولة”، مبيناً: “رغم أنني أمتلك أمراً بإزالة التجاوز الحاصل على أرضي لكن لا أحد يقبل تنفيذه”.

ومضى بالقول: “قبل شهرين جاء أفراد حماية الطريحي وقطعوا الشارع من الطرفين باستخدام إطارات السيارات وأشاروا إلى حصولهم على موافقة أحد الوزراء لتملك العرصة (قطعة الأرض)، وقالوا لي: أما أن توافق على التنازل عن ملكية الأرض مقابل 400 مليون، أو سنقدم دعوى كيدية ضدك وفقاً للمادة 4 إرهاب ونخفيك وراء الشمس، أو سنرسل إليك قاتلاً مأجوراً (صغيراً) يقتلك مقابل ألف دينار”، موضحاً: “أطلب الحماية من الشيخ أكرم الكعبي شخصياً حيث أن حماية الطريحي يهددوني بالقتل باسمها وأدعو لحمايتي من الدعاوى الكيدية”.

من جانبه، قال الكعبي: “يجب أن تكون حقوق الإنسان محفوظة للجميع وأي تعدٍ على ملك الغير يعد تعدياً على حدود الله سبحانه وتعالى، وهذه المناشدة سوف تصل لسماحة الأمين العام ونعده بأن حق لن يضيع بإذن الله ولن يضيع حق أي مظلوم في هذا البلد الذي انتصر على إرهابيي داعش وسينتصر أيضاً على دواعش الفساد”.

هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة من جديد تساؤلات عن سلطة القانون في بلد يكون فيه المسؤول الذي يفترض أن يمثل الشعب ويحميه نفسه تهديداً على المواطن باستعمال قوته ضد الناخب لا لصالحه، ليحتمي الأخير بقوة غير حكومية وتعد في نظر الكثيرين “ميليشا خارجة عن سلطة الدولة”، فكيف ستكون طبيعة العلاقة بين الحشد الشعبي والدولة العراقية مستقبلاً وأيهما سيحظى بثقة المواطن أكثر؟ هل ستكون علاقة تكاملية كما يأمل البعض أم أنها علاقة تفاضلية تكون الغلبة فيه للأقوى!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here