قبل اربعة اشهر دعانا صديق الى حفلة عشاء في مطعم … في منطقة المسبح بمناسبة ترقيته الى درجة سكرتير اول في وزارة الخارجية فكنا ثلاثة انا وابورامي واحمد وصاحبنا صاحب الدعوة ( سوف لن اذكر اسمه لانني عندما قلت بانني ساكتب عن الحادثة طلب ان لا اذكر اسمه منعا للاحراج مع زميله فوعدته ) حيث لم يقصر كعادته في الولائم وخصوصا لدينا صديقنا المقيم في قطر منذ سنوات احمد موجودا و الذي كان في زيارة لوالدته المريضة والتي توفاها الله بعد جلستنا هذه بثلاثة ايام .
وفيما نحن جلوس وصديقنا مشغول بالاركيلة لمحت شابا بدينا وقصيرا اخر موديل من ( القاط والرباط و المنديل على الجانب الايسر ) دخل مع صاحبه وضارب ( بوز) يكاد يطير من على الارض فتفاجئت بوضعه وقلت لهم شوفوا هذا المكرود شنو ابن مسؤول ؟ فنظروا اليه واذا بصاحبنا يدير برأسه ويقول ( يمعودين لا يشوفني هذا حيدر نفاخة من السنافر ) فبهتنا جميعا وقلنا شنو حيدر نفاخة شنو سنافر ؟ فقال ( خلي يروح يمعودين دخيلكم ) وفعلا صعد مع صاحبه الى الطابق الاعلى وانا بقرارة نفسي اقول مسكين هذا الشاب ولكن من يكون ؟ ولماذا كل هذا البوز ؟
وبقينا ننظر لصاحبنا نظرة تساؤل عن هذا الشاب لان منظره كان مضحكا ومقززا بنفس الوقت فاخذ نفسا طويلا من الاركيلة وقال انه موظف معنا في الخارجية ويسمونه حيدر نفاخة لانه كما رايتموه نافخ نفسه اربع وعشرين ساعة على لا شيء ويعتقد بانه من خلال لبسه ونفخته فانه يظهر كانسان مهم فساله ابو رامي بان هذا صغير في السن فقال لا هو في الثلاثينات ومتزوج وزوجته موظفة بالخارجية كذلك فضحكنا وقلنا يعني تزوجها وهي في الخارجية فقال اقول لكم من الاخر وتبدلون الموضوع هو ابن بعثي كبير يعني عنده واسطة فتعين هو وزوجته واخته وهو لا تشوفوه صغير تره اكبر حرامي ودرجة اولى ويسمونه حيدر نفاخة والكل تكرهه لانه اغبر وشايف نفسه فقال له صديقنا احمد طيب حيدر نفاخة عرفناها ولكن ماذا تعني كلمة سنافر ؟ فقال صاحبنا اسلنافر او سنفور هذا مصطلح نطلقه في الوزراة على الموظفين امثال حيدر نفاخة يعني متعين بالواسطة يعني لا خبرة ولا فهم ولا علم و غبي وحرامي وفوكاها شايف نفسه ولذلك لا احد من عندنا يود الاحتكاك بهؤلاء الحرامية فقلت له شنو قصة هم سنفور هم حرامي ؟ فقال ان عملهم فيه سرقات كثيرة وعملهم التغطية على السرقات والمساهمة فيها فقال صديقنا احمد كنت اعتقد بان وزارة الخارجية تضم نخبة الموظفين لانهم يمثلون العراق في الخارج فضحك صاحبنا وقال تصور ان هذا النفاخة هو اختار البلد الذي يريد ان يعمل فيه وذهب يلغف هناك فقلنا له وماذا جاء به هنا فقال انها الاجازة السنوية وكافي شخبصتونا بهاذ الاغبر فاعتذرنا منه كونه هو صاحب الدعوة ونحن حولناها الى جلسة استجواب ولكن وضعية السنفور اجبرتنا ان نتسائل .
وفعلا خضنا في امور اخرى وطالت السهرة ولكنها بقيت في ذاكرتي هيئة ذاك السنفور وقلت ترى ما الذي يجعل الانسان هكذا بحيث يخرج عن ادميته ويعيش تمثيلية وهل حقا وزارة الخارجية وزارة سنافر ونفاخات وحرامية ؟ ترى كم من شبابنا حريصين ومتواضعين وشغولين ويرفعون الراس ولم ياخذوا مكانتهم وهذا الاحمق يتصرف بهذا الشكل وفعلا يستحق كل تلك الاوصاف وياترى ماذا لو اصبح بمنصب اعلى فكيف سيتعامل ولكن موضوع السرقات بقي يحيرني فعلا وكان بودي ان اسال صاحبنا عنها ولكنه اسكتنا باعتباره صاحب الدعوة وفعلا خرجنا والساعة تقارب الواحدة صباحا وابقينا النفاخة و السنفور في المطعم . لقد تذكرت الحادثة التي كانت قبل اشهر وقررت الكتابة عنها بعد ان علمت قبل يومين من صاحبنا بان حيدر نفاخة قد استطاع الغاء قرار نقله الى وزارة اخرى باعتباره مشموللا باجتثاث البعث بعد ان دفع رشوة مع وساطة من والده البعثي وفعلا رفع اسمه من قائمة طويلة عريضة فيا حظ البعثيين .
فعلا انها من افسد وزارات العراق ولكن من يسمع بل من يقرأ ؟
محمد العبد الله
Read our Privacy Policy by clicking here