تحالف الشيوعي العراقي مع حزب الصدر يربك الائتلافات المدنيّة

بغداد / وائل نعمة

حسم التيار الصدري أمره بتشكيل تحالف يضم تيارات لم تشارك سابقاً في الانتخابات الماضية، باستثناء الحزب الشيوعي والتجمع الجمهوري بقيادة سعد عاصم الجنابي.

وأدى خروج الشيوعي العراقي عن حليفه تحالف القوى المدنية الديمقراطي (تقدم)، الى تفكك الأخير واستبداله بـ “التحالف المدني الديمقراطي” الذي يضم 4 تيارات. ويبدي “المدني” أسفه لتشتت القوى السياسية “غير الإسلامية” في قوائم متعددة. ووصل عدد القوائم التي تحمل شعار المدنية لـ40 حزبا وكيانا سياسيا من أصل 204 سجلتها مفوضية الانتخابات. ويقود “حزب الاستقامة”، الذي شكله زعيم التيار الصدري مؤخرا، على رأس هرم التحالف الجديد الذي يجمعه مع الشيوعي العراقي للمرة الاولى. ويعتبر الحزب الجديد بديلا عن كتلة الاحرار، التي ستعتزل العمل السياسي للسنوات الاربع المقبلة نزولا عند توجيه الصدر. وحتى اللحظة لم يقرر الصدر استثناء أي من أعضاء كتلة الاحرار من حظر الترشح في انتخابات 2018. ومن المتوقع ان يقدم التحالف الصدري – الشيوعي مرشحين بارزين كواجهة لقوائمته الانتخابية، إذ يرجح ان تستمر عملية تقديم أسماء المرشحين الى موعد متأخر من شباط المقبل.
وخلافاً للصدريين، قرر عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الوطني، خوض الانتخابت منفرداً بتحالف (الحكمة والبناء). ويعول تيار الحكمة، ذو الطابع الشبابي، على ارتباك منافسيه وإعادة تدوير الوجوه والتحالفات السابقة لرفع حظوظه في الانتخابات المقبلة.
وكانت القوى الشيعية قد حسمت أمرها بتشكيل تحالف دولة القانون، الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء نوري المالكي، مع قوائم اخرى مقربة منه.
مقابل تحالف (الفتح المبين)، الذي يرأسه زعيم كتلة بدر هادي العامري، ويضم شخصيات سبق أن أعلنت استقالتها عن العمل العسكري ضمن الحشد الشعبي تمهيداً لخوض الانتخابات، أبرزها عصائب أهل الحق بالاضافة الى 13 حزباً سياسياً في مقدمتها المجلس الإسلامي الأعلى.

تحالف الصدر
وحول تحركات أنصار التيار الصدري في الانتخابات المقبلة، يقول أمير الكناني بأن “الصدر لم يشكل أي قائمة، لكنه قال بانه سيدعم التحالف الذي سيدخل به حزب الاستقامة”.
وفي أواخر العام الماضي، أعلن جعفر الموسوي، نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، تشكيل “حزب الاستقامة الوطني”. وقال الموسوي وقتها بأن “الحزب جاء ضمن توجيهات سماحة السيد مقتدى الصدر بتشكيل الكتلة الوطنية العابرة للطائفية والقومية والمحاصصة”. ويؤكد أمير الكناني، في تصريح لـ(المدى) أمس، أن “حزب الاستقامة يضم كوادر أكاديمية وشخصيات تكنوقراط مستقلة”.
ويرأس الحزب حسن عبدالله العاقولي الذي يشغل منصب نقيب أطباء النجف، وسبق له أن ترشح ضمن تيار الأحرار في انتخابات 2013.
ودخل حزب الاستقامة، بحسب الكناني، في تحالف “السائرون نحو الإصلاح”، الذي يضم الحزب الشيوعي، وسعد عاصم الجنابي رئيس التجمع الجمهوري الذي فشل في الانتخابات السابقة بالحصول على أي مقعد.
ويؤكد عضو الهيئة السياسية لكتلة الأحرار أن “تحالف سائرون هو التحالف الوطني الذي انضم إليه الحزب المدعوم من التيار الصدري”، نافيا “مشاركة تيار الاحرار في التحالف، على الرغم من تسجيله كحزب سياسي”.
وكان زعيم التيار الصدري أعلن، في كانون الاول الماضي، عن نيته تشكيل “كتلة وطنية عابرة”، ودعا كتلة الاحرار الى عدم الترشّح الى الانتخابات.
وتابع الكناني “لم يسمح الصدر حتى الآن بأن يشارك أي من كتلة الاحرار، أو النواب السابقين بالترشح للانتخابات المقبلة”. وكان بهاء الاعرجي، نائب رئيس الوزراء السابق، قد أكد لـ(المدى)، في وقت سابق، بانه “غير معني بأوامر الصدر، لأنه ترك التيار من فترة”. وقال إنه لن يتحالف مع أي صدري بالانتخابات 2018.
في هذه الاثناء تسربت أنباء غير مؤكدة عن اعتزام الأعرجي الدخول مع قائمة إياد علاوي، التي تضم رئيس البرلمان سليم الجبوري، وصالح المطلك.
وكانت مفوضية الانتخابات قد دعت، يوم الخميس الماضي،التحالفات المسجلة الى تقديم أسماء المرشحين من 4 كانون الثاني الى 10 شباط المقبل.
ويعتقد النائب السابق عن كتلة الاحرار أن “باب التسجيل سيمدد الى يوم 20 شباط”، مشيراً الى أن “هناك شخصيات بارزة ستلتحق بتحالف سائرون ضمن مرشحي القائمة”. وكان التيار الصدري قد دخل الانتخابات السابقة بـ3 قوائم، حصل من خلالها على 34 مقعداً.

غياب الشيوعيّين
في غضون ذلك اضطر تحالف القوى المدنية الديمقراطية، المعروف اختصاراً باسم (تقدّم)، الى تشكيل تحالف جديد بعد انسحاب الحزب الشيوعي، وانضامه الى التحالف الذي يدعمه مقتدى الصدر.
وقال أحمد علي إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي في التيار الاجتماعي الديمقراطي، وهو أحد مكونات التحالف المدني الجديد، إن الاخير “دخل في تحالف جديد بدلا من التحالف مع (تقدم) الذي أطلق عليه اسم التحالف المدني الديمقراطي”.
وأكد إبراهيم لـ(المدى) أمس أن “التحالف يضم تجمع من أجل الديمقراطية، وبصمة العراق، بالاضافة الى المبادرة الوطنية التي يتزعمها السياسي غسان العطية”.
ويرأس التحالف الجديد علي الرفيعي، الرئيس السابق لتحالف (تقدّم) الذي تفاجأ، في وقت متأخر، بوجود تسجيل حزب آخر يحمل نفس الاسم (تقدّم).
ويأسف عضو التيار المدني لما اعتبره “تشتت القوى المدنية على الرغم من وصولها الى 40 حزباً من أصل 204 أحزاب مسجلة في العراق”. ويؤكد ان “عقدة الزعامة في التيارات المدنية، أعقد بكثير مما موجود في القوى الاسلامية، التي تختلف في بعض الاوقات بسبب الرقم الاول في القائمة”.
وكان التيار المدني قد حصل على 3 مقاعد في انتخابات 2014، وانشق نائبان عنه وهما شروق العابيجي، وفائق الشيخ علي. وانضم النائبان ضمن تحالف (تمدّن) الذي بات قريبا من تحالف سائرون. ويغيب رئيس كتلة التحالف المدني مثال الآلوسي عن المشهد السياسي، إذ لم يتضح ما إذا كان سيشارك في الانتخابات المقبلة.

الحكيم منفرداً
في موازاة ذلك، بقي تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم بعيدا عن الاضواء. ويؤكد رئيس كتلة الحكمة حبيب الطرفي أن تحالفه “سيخوض الانتخابت منفرداً”.
وكان الحكيم قد قرر، في تموز الماضي، الانشقاق عن المجلس الاعلى الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، بسبب خلافات مع قيادات المجلس المخضرمة.
ويقول حبيب الطرفي، في تصريح لـ(المدى) أمس، بأن “التحالفات الحالية مرتبكة، وفي حال فازت في الانتخابات فانها ستشكل حكومة بعيدة عن التكنوقراط”، مضيفا بالقول “تيارنا سئم الكلام عن المشاركة السياسية التي تتحول الى محاصصة”.
وينتقد الطرفي البرامج والتوجهات المتشابهة للاحزاب التي أعلنت نيتها خوض الانتخابات الجديدة، ويؤكد ان “تيار الحكمة قادر لوحده أن يكون صوته عالياً في الانتخابات المقبلة”.
وكان المجلس الأعلى قد حصل على 29 مقعدا، في انتخابات 2104 التي خاضها تحت اسم “تحالف المواطن”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here