غسان الإماره
لقد كرم الله تعالى الأنسان على جميع المخلوقات بالعقل، خلق هيكله في أحسن تقويم، سخر له الأشياء، مكنه في الأرض، ميزه على جميع مخلوقاته في كل شيء ولكن.
لكن هل استثمر الأنسان هذه المواهب؟ هل شكر الله تعالى على نعمه؟ قال تعالى(وقليل من عبادي الشكور)
قال تعالى(أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
بعد كل هذه الأدوات والتمكين الذي منحته سلطة السماء، إلى خليفة الأرض، ماهي النتائج المرجوة من بني البشر؟ وهل تم أستثمارها بطريقة صحيحة ومدروسة، بعيدة عن التصرفات الشيطانية والأفعال الحيوانيه ؟
عندما أصبح الأنسان، ذات العقل الجوهري، يقلد الحيوان في تصرفاته وصفاته، أصبح المجتمع شبيه بالغابة الحيوانية، فحينما تطغي الصفة الحيوانية على بني البشر، يتحولون إلى وحوش كاسرة تفوق الطابع الحيواني الوحشي! وهذا ما أكده القرآن الكريم بقوله (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل )
فعندما ينسى الفرد أنسانيته، وعقله الملائكي، ويقدم شهواته ورغباته على كل شيء، يخرج من مجتمع الإنسانية، ويدخل في غابة بشرية، وحينها تتغلب القوى الشهوانية الحيوانية على القوة العقلية وتخرجه من صفة الانسان إلى صفة الحيوان بهيكل إنسان.
فإذا تخلى الإنسان عن مواهب الرحمن، يصبح أخطر شيء في الوجود، وتتوفر فيه كافة الإمكانات والصفات الشريرة، فيقتل ويزني ويسرق، ويأكل الحرام ووو…،وتصبح نفسه مؤهلة لفعل أي شيء خارج نطاق الأنسانية، فينزل إلى الحضيض، ويصبح أخطر من القنبلة الذرية.
كلما ابتعد بنو البشر عن تحصين النفس، كان الخطر أشد وأكبر، لاسيما إذا كان الإنسان يسعى إلى مقامات دنيوية عالية، ولم يتسلح بالإيمان والألتزام بالقوانين والأعراف، هنا يواجه صعوبة في قيادة النفس أمام المغريات، وإذا أطلق لنفسه العنان لاسامح الله، اردته في المهالك، وأصبح شريرا حيوانا بلباس آدمي، أعاذنا الله من ذلك.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط