نيجيرفان بارزاني يحطم الحصار

حسن سنجاري

بعد أحداث 16 اكتوبر وما تبعه من إجراءات تعسفية تجاه الشعب الكوردستاني نتيجة إجراء الاستفتاء الشعبي في 25 أيلول , فرضت حكومة بغداد بنظرتها السياسية الضيقة حصاراً سياسياً واقتصادياً على إقليم كوردستان العراق لا لجرم إقترفه الكوردستانيين , بقدر ما إستعانوا برأي الشعب حول رغبته في الاستقلال أم البقاء ضمن العراق .

لكن بحنكة القيادة الشابة المتمثلة في شخص رئيس وزراء الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني إستطاعت من كسر الحصار السياسي على الاقليم وتمكنه من التواصل مع الدول الاوربية رغم الحصار المفروض على المطارات , وآخرها لقاء بابا الفاتيكان ومن قبله زياراته الى فرنسا والمانيا , أذابت الجليد في طريق العلاقات السياسية , التي أرادتها بغداد أن تكون حكراً بالحكومة العراقية دون المرور بكوردستان كسابق عهده , بعد إقتناعهم بأن كوردستان إقليم للتآخي والتعايش السلمي والديمقراطي بين جميع الاديان والطوائف والقوميات والمذاهب , ومن ممارسات حكومة بغداد الاخيرة , منع زيارة وزير الدفاع البلجيكي الى كوردستان وتفقد القطعات البلجيكيه حيث أثارت حفيظة بلجيكا وكان رد فعلها أن استدعت السفير العراقي في بروكسل بعد إلغاء الزيارة المرتقبة الى بغداد بالكامل .

هذا النوع من التعامل الديكتاتوري والشوفيني المقيت والذي لا يؤمن بمبدأ الشراكة السياسية , لا يخدم ولا يضمن وحدة العراق حسب نص المادة الاولى من الدستور العراقي ( جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة , نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني)ديمقراطي , وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق ) .

هكذا إنفتحت كوردستان على دول العالم والقت ترحاباً واسعاً بعيداً عن بغداد التي أغلقت كل الابواب بوجه الاقليم بالتعاون مع بعض دول الجوارحفاظاً على مصالح بلدانهم , وكسبت الرهان , على أن تبقى كوردستان أسيرة بيد سجانيها , والذين يريدون إعادته الى ما قبل عام 1991 , وستعود العلاقات الدولية والإقليمية مع كوردستان العراق , كسابق عهدها وستزدهرأكثر من السابق رغم أنوف الحاقدين ,وستبقى كوردستان قوية بوحدة أبناءها بوجه الطامعين في خيراتها , وستتحطم كل المؤامرات التي تحاك مع الخونة والمارقين من أجل حفنة من الدولارات على جبال كوردستان الشامخة .

حيث كان للدبلوماسية الكوردية الناجحة أثرها الفعال في فتح الأبواب المؤصدة بوجه حكومة إقليم كوردستان العراق , بالرغم من وضع العراقيل تلو الاخرى من قبل حكومة بغداد ذات النظرة الشوفينية الضيقة , بل وكسبت التعاطف الدولي للقضية الكوردية التي دامت أكثر من مئة عام ….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here