الاسلام – الايمان – المسلم – المؤمن…مفاهميم يجب تحديد معانيهما

راجي العوادي *

القران الكريم الذي نزل بلغة العرب خلى من كلمات الترادف بل الكلمة بلفظها يتغير معناها بين اية واخرى , ولكن عند غالبية الناس يحصل لبس واشتباه بين كلمات القران ومنها المسلم والمؤمن, وكذلك بين الإسلام والإيمان , رغم ان الكثير لا يشعر بهذا الاختلاف ويتصوروا ان المسلم والمؤمن حالة واحدة بنفس الدرجة والمقياس وكذلك الحالة تنطبق على الاسلام والايمان , ولهذا سنعرض بايجاز معنى كل من هذه المفاهيم بتحديد ملاكها , حيث الاسلام يتمثل في الأعمال الظاهرية التي يؤديها المسلم ،والتي تتمثل في الصلاة ،والصوم ،والزكاة بينما الإيمان يتمثل في الأعمال الباطنة ،وهذه الأعمال تكون في قلب الإنسان ليست ظاهرة لأحد ،والله سبحانه وتعالى أعلم بها ، فالإيمان منزلته أعلى من الإسلام ومحله القلب ولابد أن ندرك جيدا بأن أركان الإسلام ليست كأركان الإيمان , فالإسلام هو: الإقرار باللسان، والإيمان هو: الإقرار والاعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح …قال النبي (صلى) بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان … عن الامام الصادق(ع) أنّه قال: (الإسلام: شهادة أن لا إله إلاّ الله، والتصديق برسول الله (صلّى)، به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس، والإيمان: الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام، وما ظهر من العمل به، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة، إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن، وإن اجتمعا في القول والصفة) وهناك من يقول أن الإسلام هو الفطرة التي يولد بها الإنسان والتي تعني الاعتقاد بوجود الله تعالى وبوجود يوم للحساب والتحلي بالأخلاق والمثل العليا والصفات الحسنة، وبذلك يكون جميع البشر مسلمين، ونبي الله إبراهيم أبو الأنبياء هو أبو المسلمين , ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس يوم القيامة على صدق إيمانهم، لا على نطق لسانهم بالإسلام فقط , وعليه وطالما اثبتنا , هناك فرق بين الاسلام والإيمان ، فهناك فرق بين المؤمن والمسلم كما بينها القران الكريم بشكل جلي وواضح

(( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم — الحجرات:14))

((فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ- الذاريات : 35-36))

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ- الأحزاب:35))

أن المؤمن : من سخر كيانه كله لعبادة الله عزوجل بأخلاص شديد ،ولكن المسلم هو من التزم بالإسلام ، وآدبه ، فقد يكون المسلم منافقا وضعيف الايمان رغم انه يصوم ويصلي , بينما المؤمن لا يحمل حقد في قلبه ولا نفاقا وكل مسلم يطمح ان يرتقي ليكون مؤمنا , ولذا فكل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن .

القران الكريم خاطب المؤمنين بالاحكام الشرعية فقال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) وعندما يخاطب عامة الناس ويرشدهم الى الايمان بالرسول مثلا يقول (يا ايها الناس) واما الايات التي وردت فيها لفظ (المسلمون) فانه اختلف في قراءتها فبعض قرأها بالتشديد فيكون المعنى التسليم وليس الاسلام , ولكن جاء القرآن الكريم لتبشير المؤمنين والمسلمين على حد سواء فقد قال الله تعالى:

(﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ – النحل: 89))

(﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ – النحل: 102))

(﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ – النمل: 1- 2))

((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ – النحل: 64 ))

(﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ – البقرة: 97))

*اكاديمي وكاتب عراقي مستقل

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here