الا من ناصر ينصرنا ؟!

احمد الصـراف

المكان : بغداد ، الزمان صباح الاثنين ١٥-١-٢٠١٨ ، بغداد تلك التي فرحت للتو بالنصر والتحرير ونفضت غبار الحزن والاسى والارهاب عادت لتستبدل صوت زقزقة العصافير وزغاريد النصر بدوي الانفجارات وصراخ الثكالى والارامل والمساكين ، عدنا لمربعنا الاول الذي عشنا فيه قرابة اربعة عشر عاماً ونحن نزف الشهداء وبشكل يومي ! عدنا ونحن ننزل راية النصر لنلف بها جثامين الشهداء !!

بغداد التي عانت ما عانت حالها حال بقية محافظات العراق الجريح ، بغداد التي قدمت لتحالفات الاحزاب المستعدة للانتخابات مجموعة من ابناءها الغيارى !! هدية جديدة وضحية جديدة !

يبقى اللغز المحير ارتباط الزمن بين اعلان التحالفات والخلافات والانشقاقات من جهة والتفجيرات من جهة ، وبين الانتخابات من جانب والتضحيات من الجانب الاخر ، ويبقى المستفيد الوحيد منها قوى الشر ويبقى المضحي الوحيد المواطن المسكين !

واذ عدنا بالزمن برهة للوراء قبل اربعة اعوام بالتحديد حينما كنا نستعد لاستقبال الحفل الانتخابي 2014 اذ كانت البداية مأساوية من احداث وصراعات وتفجيرات بدأت بمحاولة الارهابين اقتحام مركز شرطة الطارمية لمرتين ثم الاسلحة الكاتمة التي اخذت ما اخذت من ارواح الابرياء والمفخخات التي لم يهدئ صوتها ابدا..

كما ان تاريخ الخامس عشر من كانون الثاني موجع جدا فقبل اربعة اعوام بالتمام والكمال كان 15 كانون الثاني 2014 يوما داميا :

(حيث مقتل 28 شخصا وإصابة 75 آخرين على الأقل بانفجار 11 سيارة مفخخة في الشعلة وشارع الصناعة والمعامل والشعب والحسينية وشارع فلسطين وساحة الواثق وساحة الأندلس ومدينة الصدر، وضبط أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في مناطق متفرقة من بغداد، وإصابة أربعة أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في مدينة الصدر ).

ونحن اليوم نعيش من جديد الازمات نفسها ، الصراعات ، الاختلافات ، والتحالفات نفسها ان لم تكن شكلاً فهو المضمون نفسه الذي ذرفنا لاجله الدماء الزكيه واعطينا ارقاما خيالية للشهداء والجرحى ولم نتلق سوى اصوات الاستنكار والشجب دون حل او حد لمأساتنا ، فهل من ناصر ينصرنا !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here