القيود المكبلة مع المطب الذي أوقع نفسه به حيدر العبادي

القيود المكبِلة مع المطب الذي أوقع نفسه به حيدر العبادي

التحالف الذي أعلنه حيدر العبادي و المكوّن من عديد من شخصيات سياسية و أحزاب مشبوهة و متهمة بالفساد و في حالة فوز هذا التحالف في لانتخابات المقبلة و تشكيل الحكومة بأغلبية تكتله ، نقول أن أحزاب هذا التحالف ستكون عوامل إعاقة و عرقلة و أسباب عقبات في طريق مكافحة الفساد مكافحة جدية و شاملة ، طبعا لو حاول العبادي مكافحة الفساد مكافحة فعلية و جذرية .
إذ ليس من المعقول أن هذه الأحزاب المتورطة بالفساد حتى قمة الرأس ستوافق أو تساهم في مكافحة الفساد في الوقت الذي ستشمله هذه المكافحة من مساءلة و المحاسبة و مقاضاة .
بل بالعكس من ذلك فأنها مثلما حتى الآن ، ستبذل كل جهدها من خلال وجودها داخل السلطة و مراكز صنع القرار السياسي إعاقة كل محاولة جدية ستوجه نحو مكافحة الفساد بشكل جذري و حازم و شامل و غير انتقائي ، فضلا عن عمليات ابتزاز سياسي من خلال التهديد بالانسحاب من الحكومة بهدف إسقاطها أو عدم التصويت على قرارات و تشريعات الحكومة و غير ذلك . وهو الأمر الذي يعني أن يد الحكومة برئاسة حيدر العبادي ــ في حالة تشيكلها ضمن هذا التحالف ـــ ستكون مقيدة و بالتالي ستبدأ المساومات السياسية وعقد الصفقات من نوع ” مشي أموري حتى أمشي أمورك ” !! .
أي تماما مثلما كان الأمر في عهدي المالكي الكارثيين ..
علما بأن نوري المالكي لم يكافح مظاهر الفساد بقدر ما استخدمها لترسيخ سلطته لفترة أطول ..
أما تصريح العبادي و المتضمن إشارته إلى أن ” : ائتلاف النصر سيمضي قدما بالحفاظ على النصر ” فأنه سوف لن يكون بمثابة اطمئنان للعراقيين لسبب بسيط ومعروف إلا وهو :
ــ لولا مظاهر الفساد المنتشرة لما سقطت محافظات عديدة تحت سيطرة عصابات داعش وتاليا ما كانت توجد ضرورة لمثل هذا النصر و بكثير جدا من تضحيات بشرية و مادية هائلة ..
هذا فضلا عن أنه : صحيح أن النصر شيء رائع و جيد ومبعث اعتزاز و افتخار ، ولكن الإنسان العراقي لا يستطيع أن يعيش بالنصر وحده ، فثمة تحديات كثيرة هي الأخرى بحاجة إلى نصر مجيد من ضمنها القضاء على إخطبوط الفساد الذي ينخر في كيان الدولة و المجتمع على حد سواء و وقف عملية إهدار و سرقة المال العام وضرورة و أهمية تاهيل البنى التحتية ومرافق الدولة و تحديثها المتواصل ، وتنويع مصادر جباية الموارد المالية للدولة وتحسين مستويات المعيشة و الخدمات و الصحة والتعليم و الخ ..
بينما الشخصيات و الأحزاب الفاسدة والمشارِكة في تحالف النصر ستبذل كل جهدها و عمليات ابتزازاتها السياسية أن تبقي الوضع كما هو عليه الآن ــ ومثلما كان سابقا أيضا ، بنفس المستوى من من التردي والفساد و اللصوصيات والتهرؤ والتخلف ، زائدا بقاء المعاناة الفظيعة لعراقيي الداخل من جميع نواحي الحياة اليومية ..
هامش ذات صلة :
ـــ ( العبادي: ائتلاف النصر سيمضي قدما بالحفاظ على النصر

اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، عن تشكيله ائتلاف النصر، فيما اشار الى ان الائتلاف سيمضي قدما بالحفاظ على النصر.

وقال العبادي في بيان تلقت صوت العراق نسخة منه ان “تم تشكيل ائتلاف النصر”، داعيا الكيانات السياسية الى “الانضمام للائتلاف الوطني العابر للطائفية”.

واضاف العبادي ان “ائتلاف النصر سيمضي قدما بالحفاظ على النصر وتضحيات الشهداء ومحاربة الفساد والمحاصصة”، مشيرا الى ان “ائتلاف النصر يعمل لكل العراقيين ويعزز وحدة البلاد وسيادتها الوطنية”.) .
**********
ويكفي أن نلقي نظرة متفحصة على أحزاب و شخصيات سياسية من مسئولين ووزاراء سابقين ( حامت ولا زالت تحوم حولهم شُبهات و تهم فساد قوية ، و الذين كان من المفترض أن يكونوا قابعين الآن خلف القضبان الحديدية ، بدلا من المشاركة في الانتخابات والحصول على مناصب جديدة !! ) ، لندرك مدى حجم القيود المكبلة أو المطب الذي أوقع نفسه به حيدر العبادي ، مسببا من خلال ذلك خيبة كثيرة لعديد من الناس الذين عولوا عليه ـ بالطبع أنا لستُ منهم لعدم ثقتي به كسياسي إسلامي من مخلفات حزب الدعوة ــ المهم لنلقي نظرة متفحصة ومتمعنة تالية على هذه االشخصيات ــ البالة الرثة و المستهلكة ــ و الأحزب المتحالفة مع حيدرالعبادي ، لندرك كيف عادت حليمة لعادتها القديمة والقبيحة :

ــــ ( تحالف يضم 23 فصيلاً سياسياً

وبالتحاق تيار الحكمة بهذا التحالف الانتخابي فإنه قد اصبح يضم ايضا كلاً من :

– تحالف نصر العراق – العبادي وتكتل مستقلون بزعامة حسين الشهرستاني وتجمع عطاء (فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي) وتحالف بيارق الخير (وزير الدفاع السابق خالد العبيدي) ومعاهدون (عبد اللطيف الهميم رئيس الوقف السني) وكتلة الوفاء (قاسم الفهداوي) والحشد الشعبي ضمن تحالف “الفتح المبين”وهي بدر لهادي العامري وعماء اخرين في الحشد وتجمع كفى صرخة للتغيير (رحيم الدراجي) وتجمع عراق المستقبل (بحر العلوم) وتجمع العدالة والوحدة (عامر الفايز) وكتلة الوفاء والتغيير (إسكندر وتوت).

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here