كردستان متفائل برفع الحظر عن مطاراته وينتظر إطلاق رواتب موظّفيه

بغداد / وائل نعمة

رجّحت أطراف كردية استئناف الرحلات الجوية في مطاري أربيل والسليمانية نهاية الأسبوع المقبل، عقب الاتفاق الأخير الذي جرى بين بغداد والإقليم الذي أداره مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي.

ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انفراجاً في قضية رواتب موظفي الإقليم والميزانية والتفاهم على تصدير النفط، بعد أشهر من عقوبات أصدرها العبادي بسبب إجراء كردستان استفتاء الاستقلال في أيلول الماضي.
وتعتقد تلك الاطراف أنّ المرونة التي يبديها العبادي مؤخراً، بعد أشهر من عقوبات فرضتها ضد الإقليم، جاءت بسبب الضغوط الدولية وقرب الانتخابات.
ويقابل التفاؤل الكردي حول التطورات الاخيرة، تشاؤماً من جهات شيعية تعتقد أن الاتفاقات التي تجريها وفود فنية تبقى”حبراً على ورق”إذا ما تم الوصول الى تفاهم سياسي شامل.
وتوصل وفد من الحكومة الاتحادية، زار أربيل السبت الماضي، برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق، الى الاتفاق على 6 نقاط لتنظيم العمل في مطار الإقليم بعد حظر دام 4 أشهر.

رفع الحظر
وقال كفاح محمود سنجاري، مستشار رئيس إقليم كردستان في تصريح لـ(المدى) أمس،”هناك توقعات باستنئاف الرحلات الجوية في مطارات الإقليم في يوم 25 من كانون الثاني الحالي”.
وطلبت بغداد من حكومة إقليم كردستان، قبل يوم من إجراء استفتاء الاستقلال، تسليم المنافذ الحدودية الدولية والمطارات إلى سلطة الحكومة الاتحادية. ومنذ ذلك التاريخ، قامت حكومة بغداد بعدة إجراءات، كان أبرزها غلق مطارات الإقليم، ونشر القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها.
ويرى سنجاري ان بغداد قد ضخمت الازمة مع الإقليم، مؤكداً ان”كل الطائرات من مطاري أربيل والسليمانية لاتقلع من دون موافقة سلطة الطيران المدني الاتحادية، والفيزا كذلك تصدر عن الحكومة الاتحادية”. واضاف”كان بإمكان بغداد تعيين موظفين اتحاديين من كردستان للإشراف على إدارة المطارات لتنهي الازمة مبكراً”.
واتفق وفدا بغداد وأربيل، يوم الإثنين، على خضوع مطاري أربيل والسليمانية لقانون سلطة الطيران المدني، وعدم السماح لأية طائرة بالهبوط والإقلاع من دون حصول موافقة من سلطة الطيران.
كما تضمن الاتفاق على تواجد ممثلين عن قسم النقل الجوي وأمن وسلامة الطيران والسلامة الجوية من سلطة الطيران في المطارين بشكل دائم كأحد متطلبات منظمة الأيكاو، فضلا عن قيام إدارة مطارات الإقليم بتطبيق نظام الأجور في المطارات المدنية وتزويد سلطة الطيران بكشف حساب عن أجور هبوط الطائرات وضريبة المسافرين شهرياً.
من جهته يقول عرفات كرم، رئيس كتلة الديمقراطي الكردستاني النيابية، إن”الحوارات بين بغداد وأربيل مثمرة وإيجابية، لكنها تأخرت كثيراً”.
وأكدت الامانة العامة لمجلس الوزراء، الإثنين الماضي، ان اللجنة العليا التي وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي بتشكيلها، عقدت خمسة لقاءات ثنائية في أربيل شملت الجوانب الامنية والحدودية والمطارات والجمارك والمنافذ الحدودية والسدود والنفط. وأضاف البيان ان”الامين العام لمجلس الوزراء، مهدي العلاق، أكد حرص الحكومة الاتحادية على دراسة المشاكل العالقة بشكل بناء بموجب ثوابت الدستور العراقي والقوانين الاتحادية”.
ويعتقد كرم، في اتصال مع (المدى) امس، ان”التطورات الاخيرة ربما ستنهي أزمة رواتب موظفي الإقليم وإرسال الموازنة الى كردستان”، مبيناً أن الوفد تحدث عن بعض التفاصيل بخصوص تصدير النفط.
وكانت حكومة إقليم كردستان قد قالت، الاسبوع الماضي، أن جميع الأرقام التي ذكرها رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن واردات نفط إقليم كردستان”مغلوطة”. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، في وقت سابق، أن مدخولات كردستان المعلنة من تصدير النفط خلال 2017 بلغت 9 ترليونات دينار.

مرونة العبادي
وكان رئيس الوزراء قد اتخذ مواقف صلبة باتجاه الازمة مع الإقليم، واشترط إلغاء الإقليم لنتائج الاستفتاء الأخير، فيما اعتبر عرفات كرم المرونة التي أبداها العبادي مؤخراً أنّ”وراءها دوافع انتخابية”.
وتعرض العبادي لانتقادات شديدة قبل أشهر من الانتخابات، بحسب مراقبين، عقب إعلانه التحالف مع قوى الحشد الشعبي، وانفراط الحلف بعد 24 ساعة.
بدوره يقول مستشار بارزاني إن قرب الانتخابات بالاضافة الى ضغط الرأي العام الداخلي والدولي”دفع الاخير الى اتخاذ مواقف أقل شدة”. وكان العبادي قد وافق، مؤخرا، على إرسال جزء من رواتب موظفي الإقليم، خاصة وزارات التربية والصحة والموارد المائية.
ويقول كفاح سنجاري ان”حكومة بغداد تدرس قوائم أسماء الموظفين منذ فترة، ولم ترسل حتى الآن الرواتب”.
وكشفت وزارة الصحة في إقليم كردستان، أمس، عن وجود اجتماع سيعقد في بغداد بإشراف أمين عام مجلس الوزراء مهدي العلاق، لبحث موضوع رواتب موظفي وزارتي الصحة والتربية.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن فيان محمود، مدير عام التخطيط بالوزارة، بأن وفداً يمثل وزارتي الصحة والتربية في الإقليم سيزور بغداد يوم الاربعاء، لبحث موضوع رواتب الوزارتين.
وأشارت المسؤولة بوزارة صحة الإقليم إلى أنها”تتلمس الجدية في متابعة بغداد لموضوع الرواتب”. ويبلغ ملاك وزارة التربية في الإقليم بحسب التقديرات الكردية حوالي 170 ألف موظف، مقابل 51 ألفاً في الصحة.
إلى ذلك وصف جاسم محمد البياتي، النائب عن دولة القانون، المفاوضات الجارية بين بغداد والإقليم بأنها”حبر على ورق”.
وقال البياتي، في تصريح لـ(المدى) أمس، إن”هناك قطيعة مازالت مستمرة بين القيادة في بغداد والإقليم ويجب ان تنتهي قبل الحديث عن مفاوضات فنية”.
وكانت أطراف كردية قد اعتبرت، في وقت سابق، أن العبادي أغلق أبواب الحوار مع الإقليم منذ اندلاع الازمة بين الطرفين.
وأعلنت رئاسة الجمهورية نهاية العام الماضي مبادرة جديدة لرعاية لقاء بين بغداد وأربيل، بإشراف من الامم المتحدة، لحل الملفات العالقة بين الجانبين.
بدوره يقول النائب جاسم محمد جعفر”لست متفائلاً بالحوارات التي تجري بين الوفود الفنية، فهي لاتملك قراراً سياسياً، وغالباً ماتنتهي برفض القيادات السياسية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here