النرجسية الضالة00

في سلسلة مقالات لماء الذهب:
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد (أدباء أدباء العراق) (1)
انا اكتب ، إذن انا كلكامش ( مقولة الكاتب) (2)
دخلتُ النثر عالما به، وخرجت منه متكهنا به( مقولة الكاتب)

النرجسية الضالة ، هي ماتجعل الإنسان يخرج عن طوره ، من حيث يظن انه في صميم طوره ، فهي نوع من الوهم ، والغرور والزهو والتبختر ، وهي جانب الأنا المنطوي على شحنات (كارزمية) محطمة سلفا!
النرجسية الضالة ، هي التي تجعل الجميل ، يتبنى الحقارة بدل السمو ، فيخرج عن طوره ، ويتحول الى قبيح ؛ لأنه حينئذ يمتلك الجمال الكاذب المتهاوي على أعتاب القبح!
والنرجسية الضالة ، هي التي تجعل الجمهور الصاخب ، يصفق لتهريج إلقاء شعرى وهمي ، وهو لايعلم علام يصفق ، ولم ، وكيف ، ومن هو الذي يصفق له؟
النرجسية الضالة ، هي التي تجعل دور الطبع الحالية ، مولعة بأسماء كاذبة ، او بالية ، وبأصنام محطمة ، فظلت تدور في فلكها ، دون ان تقدم للمكتبة العربية المتعطشة كتابا واحدا ، يعيد بهاء العبقرية إلى أصحابه الحقيقيين ومستحقيه ، ويروي ظمأ العقول المتعطشة لحروف فاضلة في نور التأليف!
والنرجسية الضالة ، هي التي جعلت أمريكا ، تمنح نفسها ومثيلاتها في القوة ، ما يسمى حق النقض الفيتو ، فتصفع الضعفاء بسوط الظالم ، في كل مرة ألف مرة!
وهي التي جعلت أمريكا ، تمتلك خيار محاسبة من يريد امتلاك السلاح الذري من الدول الأخرى، فهي ومن قاسمها له ولها الحق في ارتداء مسدس الإقصاء والتهميش والاختيال ، فلماذا ننعق من الصباح الى المساء بمشكلة ، او ظاهرة تهميش الأفراد ، وننسى العجوز الشمطاء ، وهي تهمش البلدان الأخرى بعصاها الغليظة ؟!
والنرجسية الضالة ، هي بداية الأرضة التي تأكل بضمير الإنسان ، فتحوله إلى كرش مفرغ من انسانيته ،ومليء بحيوانيته وشهوانيته0

والنرجسية الضالة ، هي التي جعلت بعض الصحفيين ، وبعض أمراء ومحتكري الصحافة ، يدورون في فلك السياسة ، ويتناسون ان للصحافة هدفا أسمى من هدف اللف والدوران السياسي الذي لاطائل منه ، وهي التي جعلتهم ينسون ملوك الأدب ، وأمراء الكلم الحقيقيين !
والنرجسية الضالة، هي التي جعلتنا نحتكم بمعاييرنا ومقاييسنا ، إزاء عمالقة حاضرنا ، الى المفهوم البائس ( مطربة الحي لاتطرب)، فنحن واقعون بسبب هذه النرجسية في مغالطة الزمان والمكان والإنسان!
وهنالك صور أخرى للنرجسية تعين علي عدم ذكرها ، وادخارها لكتاب بحث نفسي، ان شاء الله تعالى!

13/1/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here