ودخل طنطل السياسة في التحالفات

عباس الكتبي

ما أدري هل العرب غير العراقيين يعرفون “الطنطل” أم لا؟

قال تعالى:(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)، وقال سبحانه:(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، وقوله تعالى:(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ).

قيل:سميت الجن بهذا الأسم لخفائهم”غير مرئيين للعيان”، وسميت الناس بالناس لظهورهم”مرئيين”، وقالوا: إن الجن مخلوق هوائي ناري خارق للطبيعة، له القدرة على التشكل والتحول،وله العقل والفهم، وأقاموا على ذلك أدلة وشواهد من الكتاب والسنة.

الشياطين من الجن هم فساقهم وأشرارهم، وشياطين الأنس مثلهم، وهناك توافق وتحالف بين المرئيين وغير المرئيين من الفاسدين، على فعل الشر والفساد في الأرض.

المملكة المتحدة البريطانية، تتألف من أقليم إنجلترا، وويلز، وأسكتلندا، وإيرلندا الشمالية.

تتنافس هذه الأقاليم فيما بينها كل خمس سنوات، يوم الأنتخابات على “650” مقعد، حصة إنجلترا منها “533”، واسكتلندا ” 59″، وويلز “40”، وإيرلندا الشمالية ” 18″، لتشكيل مجلسين تشريعيين هما مجلس العموم ومجلس اللوردات.

غالبا ما تتنافس ثلاث احزاب كبيرة في بريطانيا، أو حزبان رئيسيان، والحزب الذي يفوز بنصف المقاعد زائد واحد، يكون هو صاحب السلطة الحاكمة في البلاد، وزعيم الحزب يصبح رئيسا للوزراء، أما الحزب الذي يأتي دونه في المرتبة الثانية، يكون الحزب المعارض في البرلمان، وزعيم الحزب يصير زعيم المعارضة.

لكن، هل الحزب المعارض دوره عرقلة عمل الحكومة، ووضع العصي في عجلتها؟ كلا! بل دوره تقويم وتوجيه الحكومة، فيقوم زعيم المعارضة بتشكيل حكومة ظل، مكونة من عدة أعضاء، فيختار لكل عضو دائرة ووزارة، يكون واجبه مراقبتها، وإعطاءها الأستشارة والنصيحة لكي تنجح في عملها، وتقدم أفضل ما موجود للبلد والشعب.

هذا هو النضج والعمل السياسي الناجح، وهذه هي الديمقراطية الصحيحة، التي تسير بالبلدان نحو الأمام، ونحن في العراق ومنذ “14”عاما، لم نر حزبا قدم لنا برنامج حكومي و ألتزم به، ولم نر حزبا معارضا في البرلمان، أعان الحكومة أو راقبها أو حاسبها على أخطائها، بل كل يعمل ضد الآخر ويحاول تسيقطه وإفشاله في عمله،

لكي لا أكون ظالما في هذا الحكم على الجميع، هناك رجل سياسي واحد رأيته يقوم بهذا الدور، الذي قدم المبادرات والحلول للمشاكل والأزمات التي وقعت بين الحكومة، و الأطراف السياسية الأخرى، وكان دائما يدعوهم ويجمعهم على طاولة الحوار لتصفية المشاكل بينهم، رغم الأذى والظلم الذي لحقه من المجتمع والحكومة السابقة معا، وقد صرح بأسمه السياسي المخضرم “حسن العلوي”: السيد الحكيم” عمار” هو السياسي الأول في العراق.

وصل عدد الأحزاب في العراق لخوض الأنتخابات ” 206″، وأنا متأكد أن العراقيين لا يعرفون هذه الأحزاب، ولا رؤسائها ولا أعضائها، سوى العدد القليل منها، حيث لا عرفت بنفسها، ولا بمشروعها السياسي، ولا قدمت برنامج حكومي متكامل للناخبين، غير غاية واحدة عندهم، وهي كيف أفوز وأحصل على منصب، لذا تراهم يتحالفون بالصباح، وعند المساء يختلفون، ويلعن بعضهم بعضا، وكل هذا بسبب المطامع والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، وتدخل شياطين السياسة من الأنس، في تخريب أي تحالف أنتخابي يضر بمصلحتهم مستقبلا.

هناك طنطل سياسي غير مرئي من الداخل والخارج، دائما يسعى للخراب والفساد في بلدي.

الطنطل يا عرب هو عفريت من الجن، كانت أمي دائما تخوفني به عندما كنت صغيرا، وما زلت الى الآن خائفا منه!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here