الإمام علي..مرشح تسوية لحقيبة المالية .

الكاتب/ ثائر الربيعي  
السلطة من وجهة نظر علي لا تساوي عنده شسع نعل كما قال عنها بقوله:(أما أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً ) وأشار بذلك لأبن عمه أبن عباس,كان همه هو أنصاف المظلومين وإظهار الإصلاح في البلاد وإقامة الحدود المعطلة وإعادة الحقوق المغتصبة وإرجاعها لأهلها,ماذا لو قدر لعلي أن يرشح في سباق الترشيح للبرلمان بين زحام الأحزاب والكتل السياسية?هل سيذهب الناس لاختياره مثلما يزورونه بالملايين من كل صوب ٍ وحدب؟هل سيفوز? أم سيخسر?هل سينتخبه الناس بالإجماع ? أم سيدخل ضمن صفقة التسوية ؟أي وزارة سيستأزرها في تشكيلة الحكومة المرتقب عقدها ! المالية هي عصب بناء الدولة وعمود قوتها وديمومتها ,وهي الحقيبة الوحيدة التي لا يستطيع أي أحد أدارتها سواه ولا يوجد في هذا العالم المليء بالتناقضات غيره بأن يؤتمن عليها ,فرفضه لأخيه عقيل بعدم إعطائه بركم صاع زائد له بسبب كثرة أطفاله الذين يعيشون الفاقة والعوز ثم أحمى له حديدة ليعتبر بها ,فالمال مال الرعية وهو مؤتمن عليه ,ثم يأتي شخص آخر إليه وهو في بيت المال فيسأله بموضوع ما يخصه فيسارع ليطفئ سراج البيت,عندئذ يوقد سراجه الخاص فالسؤال شخصي وليس له علاقة بمصلحة الأمة,هذه فلسفة الحفاظ على بيت خزينة أموال المسلمين ,لن يمرر طلبات تسويه ومقايضات في,سبيل مآرب معينة قد تكون آنية أو مستقبلية ,ولن يرضخ للضغوط أو يتأثر بالمغريات,سيقدم خطته في توزيع الأموال بالتساوي على المحافظات والمواطنين حسب الحاجة والاستحقاق ,سيخصص عيون ثقاته تراقب عماله في آلية التوزيع وبعدها يدقق أبواب الصرف ويحاسب بحزم وشدة أن ثبت التقصير والإهمال أو تلاعب بالمال العام,ستنام العيون ملء بأمان,ستستبدل أمهاتنا عباءاتها القديمة بأخرى جديدة ,و تمتلئ البطون الجائعة ,ويتنفس الصعداء والمحرومين ,وسيقضى على البطالة ,ستكون الأشغال متوفرة للجميع والدرجات الوظيفية متوفرة للتعيينات ولا يحتاج أي شخص لأن يجلب واسطته ومحسوبيته للحصول على وظيفة,لن نجد في مكتبه حاشية تعقد الصفقات بل ثقاة يختارهم ضمن خطه ومنهجه ليكونوا مرآة له ,سنجده يبحث في صغائر الأمور وأدقها أين ذهبت الأموال المخصصة للمشاريع? أنا على يقين تام أن الأيتام سينعمون بالرخاء المعنوي والمادي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here