المسرح جامعة الشعوب

لا شك ان للشعوب جامعة كما للافراد جامعة وجامعة الشعوب هي المسرح والشعوب التي لا تدخل جامعة الشعوب المسرح شعوب متخلفة جاهلة ليس هذا فحسب بل كثير ما تكون حجر عثرة في مسيرة الحياة وتطورها وبنائها و ما هذه الوحشية في ذبح الانسان وتدمير الحياة التي تنطلق من بعض الشعوب الا نتيجة لعدم وجود المسرح لعدم دخول الشعوب الى جامعة الشعوب اي المسرح
على المسرح واقصد كل العاملين في المسرح ان يعي ويدرك ان تعلم الشعوب كتعلم الفرد كما لكل فرد مستوى معين ودرجة من الوعي والادراك كذلك المجتمعات البشرية ليست بمستوى واحد من الوعي وبدرجة واحدة من الفهم والادراك
وهذا يعني على المسرح ان ينزل الى مستوى الناس وينطلق من مستواهم ان يبحث عن النقاط المضيئة في واقعهم في تاريخهم وينطلق منها ويرفعهم الى مستوى تلك النقاط فالكثير من النقاط المضيئة في التاريخ قد تجاهلها الكثير من الناس وأهملوها بقصد او دون قصد نتيجة لسيطرت الجهل وتمسكوا بالنقاط المظلمة واعتبروها هي الاساس
مثلا ان الاسلام اعتبر العلم اي القراءة والكتابة فريضة على كل مسلم ومسلمة لا تختلف عن فريضة الاسلام وغيرها من الفرائض بل يمكنني القول ان صحة الصلاة والفرائض وادائها الاداء الصحيح ومعرفتها المعرفة الحقيقية تتوقف على اداء العلم القراءة والكتابة الغريب اهتمام رجال الدين بفرض الصلاة وغيرها وتكفير من يتخلى عنها لكننا لم نرى اي حث على القراءة والكتابة رغم غلبة الامية في البلدان العربية والاسلامية واتساعها حتى اصبحت من اكثر الامم جهلا وامية بل الاغرب نرى هناك جماعات ودعوات تدعوا الى محاربة العلم بحجة ان الرسول كان امي رغم ان الرسول قال العلم فريضة وهذا شي متفق عليه كما انه قام بسابقة لامثيل لامن قبل ولا من بعد عندما طلب من كل اسير من الاسرى الذين اسرهم المسلمون في معركة بدر بتعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة
فمهمة المسرح اعادة النور والحياة الى هذه النقطة لتبديد ظلام الامية وجعل العلم فريضة لا شك ستجد قبولا كبيرا رغم غضب بعض المنتفعين من جهل الناس واميتهم
على المسرح ان ينطلق من دعوة القرآن الكريم لا اكراه في الدين ويضرب كل ما عداها عرض الحائط ويعتبرها من قيم الجاهلية الصحراوية وكذلك ينطلق من ان الجهاد صرخة حق بوجه الظالم وصرخة الحرية بوجه المستبد لا ذبح الناس ونهب اموالهم واسر نسائهم بحجة نشر الاسلام كما فعلت دواعش الفئة الباغية بقيادة ال سفيان في الماضي وما تفعله دواعش الوهابية بقيادة ال سعود في الحاضر
لا شك ان البشرية بحاجة الى معرفة الله ما هو الله يجب ان نعرفه معرفة واحدة لا تتغير بتغير الزمان والمكان الله هو الصدق هو الامانة هو نكران الذات هو حب الحياة والمساهمة في بنائها هو حب الانسان والمساهمة في سعادته والقضاء على كل معاناته وآلامه ومن يفعل اكثر فهو اكثر قربا من الله انه مع الله وان الله معه
معرفة الله وعلاقة الانسان به لا من خلال طقوس دينية معينة بل من خلال اقامته للعدل وازالته للظلم كما قال الامام علي عندما ساومه البعض على الخلافة فرفع حذائه الممزق بوجوههم وقال خلافتكم امامتكم دينكم لا يساوي هذا الحذاء اذا لم اقم عدلا وازيل ظلما
فمعرفة الله والتقرب منه وتقرب الله منه لا يحتاج الى اختصاص ولا الى طقوس دينية خاصة تقتصر على بعض الناس بل تحتاج الى صدق الانسان قي قوله وفي عمله تحت اي ظروف مهما كانت سواء كانت تضره او تنفعه الى نزاهته الى تضحيته للاخرين لا يريد جزاءا ولا شكورا
مهمة المسرح صنع انسان مستقيم محب للحياة عاشقا لها مغرما بها يعيش من اجلها ويموت من اجلها
على المسرح ان ينزل الى الناس في كل مكان ويجعل له نواة وخلية في كل قرية وناحية فالمسرح هو الطريق الذي بواسطته تذيب وتزيل كل النزعات والخلافات العشائرية والطائفية والعرقية والمناطقية ويخلق انسان عراقي يعتز ويفتخر بعراقيته
على المسرح ان ينطلق من واقع الشعب اي من همومه من متاعبه من آلامه ومن طموحاته بعيدا كل البعد عن اي ايدلوجية لان المسرح يمثل كل الشعب
نعم هناك صعوبات ومتاعب على المسرح ان يرى في ذلك السعادة التي يبحث عنها
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here