لا نجاة إلا بمعرفة الله حق معرفتهِ من خلال الرسول وآل بيتهِ

سهير الخالدي
لا سبيل للوصول للنجاة و العبادة الحقة التي خلق الله عبادهِ من أجلها والتي أشار اليها عز وجل بقولهِ “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” إلا بإتباع الحق وكما إنهُ لا مناص من الألتواء على الحق وتغير مسارهِ لأنهُ أمر رباني لا يمكن لأحد العبث بهِ ولو سعى بكل ما يملك من قوة ونفوذ والتأريخ يشهد لكل من حارب تلك الثله المؤمنة التي إصطفاها الله وأقترن النجاة بها المتمثلة بالرسول الأكرم “صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم” وأهل بيتهِ أبتداءاً بإلامام علي وفاطمة “عليهم السلام ” ومروراً بالحسن والحسين “عليهم السلام” وحتى الائمة التسعة من ذرية الحسين “عليهم السلام” فكل من اتخذ الرسول والأئمة المعصومين مقياساً وأساساً لمعرفة الحق واتبع اقوالهم وأفعالهم فقد بلغ الحق والنجاة ،فهم أعمدة الإسلام الراسخة والامثال الحقة والرموز الصادقة لأمة الإسلام , يقول الإمام علي عليه السلام في مواقف أئمة الحق:«… لا يُخالِفُونَ الحَقّ‏َ وَلا يَختَلِفُونَ فِيهِ، وَهُم دَعائِمُ الإسلامِ، وَوَلائجُ الإعتِصامِ، بِهِمْ عَادَ الحَقّ‏ُ الى نِصابِهِ، وَانزاحَ الباطِلُ عَن مُقامِهِ» وكما أشار علمائنا المعاصرين الى النجاة الحقة بمعرفة الله حق معرفتهِ من خلال الرسول وآل بيتهِ ” عليهم أفضل الصلاة التسليم ومنهم العالم الرباني والمحقق الجهبذ السيد الصرخي الحسني في بحثهِ العقائدي (نزيل السجون) موضحاً من هم الناجين والذين عرفوا الله حق معرفته قائلاً : ((إنّ الذي عرف الله حقّ معرفته من خلال معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حقّ معرفته والتي لا تتحقق إلا بمعرفة الإمام (عليه السلام) حقّ معرفته ، ومن معرفته أن تأتمر وتنتهي بما يصدر من أوامر ونواهٍ عن المعصومين (عليهم السلام) وأن نتحلى بأخلاق المعصومين (عليهم السلام) وأن نوالي أولياء الحقّ وأئمة الحقّ (عليهم السلام) ونعادي أعداء الحقّ وأعداء أئمة الحقّ ، فالذين يميّزون الحقّ وأهله بالعقل والعلم والمعرفة والعمل الصالح والإخلاص والأخلاق الحسنة والرضا بقضاء الله تعالى ، قال سيد الموحدين(عليه السلام): ((… إنّ لله خالصة من عباده ، ونجباء من خلقه، وصفوة من بريّته ، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالملكوت الأعلى،… هم الذين قطعوا أودية الشكوك باليقين ، وجازوا ظُلَم الاشتباه بنور البصائر، واستعانوا علی أعمال الفرائض بالعلم ، واستدلّوا علی فساد العمل بالمعرفة، وتسربلوا العلم باتقاء الجهل)).
وختاماً يرغب البعض في التمتع بحرية مطلقة لا تحدها حدود ولا تحصرها قيود، وأن ينالوا كل ما يريدون، ويفعلوا كل ما يحلو لهم لذلك لا يستطيع الالتحاق بركب النجاة التي أشرنا له ولكن الحق والحقيقة ترافقهما بعض الحدود والقوانين التي تقيد الانسان، وتزن الحرية الفردية في إطار حرية المجتمع، لذا فهي مُرّة ولا تنسجم مع روح التحلّل، لذا نجد جماعة من الناس يدبرون عنها ويتجاوزون الحق ويهربون منه، يقول الإمام علي “عليهِ السلام :
«مَنْ عَشِقَ شَيئاً أعشى بَصَرَهُ وَامرَضَ قَلبَهُ، فَهُو يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحِيحةٍ، وَيَسمَعُ بِإذنٍ غَيرِ سًمِيعةٍ»
ثم ينصحنا بالقول:
«إنّ‏َ اللّه افتَرَضَ عَلَيكُم فَرائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها، وَحدَّ لكم حُدُوداً فَلا تَعتَدُوها، وَنَهاكُم عَن أَشياءَ فَلا تَنتَهِكُوها».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here