الطائرات التركية تقصف أهدافاً لحزب العمال داخل العراق
بيروت- انقرة
أعلنت الادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا الثلاثاء حالة «النفير العام» دفاعاً عن عفرين، تزامناً مع اشتباكات عنيفة مستمرة في اليوم الرابع من عملية «غصن الزيتون» التي تشنها تركيا وفصائل سورية معارضة على المنطقة.
وقالت في بيان صادر عن اقليم الجزيرة (محافظة الحسكة شمال شرق)، «نعلن النفير العام وندعو كل أبناء شعبنا الأبي الى الدفاع عن عفرين وكرامتها». وفي اربيل مركز اقليم الكرد في العراق تظاهر المئات ضد العملية التركية في عفرين. .وشن الجيش التركي مع الفصائل السورية المعارضة المدعومة من انقرة الثلاثاء، هجمات عدة في منطقة عفرين في شمال سوريا، بهدف كسر دفاعات وحدات حماية الشعب الكردية .وسيطر الجيش التركي والفصائل التي يدعمها منذ بدء الهجوم على ثلاث قرى في منطقة عفرين، بحسب المرصد السوري .
فيما شن الجيش التركي غارات جوية على مقاتلين اكراد في شمال العراق الاثنين، بحسب ما أعلنت رئاسة الاركان في بيان نشرته الثلاثاء.
وتأتي الغارات في الوقت الذي تشن فيه تركيا عملية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا دخلت الثلاثاء يومها الرابع. وجاء في بيان الجيش ان الغارات استهدفت عناصر من حزب العمال الكردستاني كانوا يعدون لهجوم على قواعد للقوات الامنية التركية على الحدود بين البلدين. وتابع البيان ان ملاجئ ومخابئ اسلحة دمرت خلال الغارات التي وقعت في منطقة الزاب بشمال العراق. وجرت معارك عنيفة الثلاثاء في منطقة عفرين، معقل وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن، والتي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في تركيا منذ 1984. ومع اطلاقها السبت الهجوم البري والجوي الذي حمل اسم «غصن الزيتون»، تكون تركيا فتحت جبهة جديدة في النزاع السوري المعقد ما يهدد بتوتر اضافي في علاقاتها مع الولايات المتحدة التي عبرت عن قلقها.
ودعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الثلاثاء من جاكرتا تركيا الى «ضبط النفس» في هجومها.وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الثلاثاء ان «هذه العملية ستتواصل حتى القضاء على آخر ارهابي».وقال ماتيس للصحافيين المرافقين له في جولته في آسيا «إننا نأخذ على محمل الجد مخاوف تركيا الأمنية المشروعة (…) لكن العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة كانت حتى الآن مستقرة نسبياً من سوريا».
وأضاف «إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها، والحرص على أن تكون عملياتها محدودة في الحجم والمدة». ميدانيا، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «المعارك عنيفة جدا على ثلاث جبهات: شمال شرق وشمال غرب وجنوب غرب عفرين». وتركيا التي شيعت الثلاثاء اول جندي قتل في المعارك، اعلنت انها خسرت جنديا آخر في اطار هذه العملية الدامية للطرفين.
النفير العام
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال مراسم التشييع «باذن الله، سنخرج منتصرين من هذه العملية، معا مع شعبنا والجيش السوري الحر».
ومنذ بدء العملية السبت، قتل أكثر من 80 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل السورية المعارضة المدعومة من انقرة وكذلك 28 مدنيا غالبيتهم في القصف التركي، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يستند في معلوماته الى شبكة واسعة من المصادر على الارض، لكن انقرة نفت ان تكون اصابت مدنيين في القصف.
منذ بدء العملية، قتل مدنيان على الاقل في اطلاق صواريخ على مدن حدودية تركية. وسقطت صواريخ الثلاثاء على مدينة كيليس التركية.
وتخللت المواجهات معارك كر وفر بين الطرفين. فقد تمكنت القوات الموالية لانقرة الاثنين من السيطرة على هضبة برصايا في شمال منطقة عفرين، قبل ان تستعيدها وحدات حماية الشعب الكردية بعد ساعات.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان شاحنات بيضاء محملة باسلحة رشاشة كانت تسير على طرقات الهضبة الثلاثاء،
وعقد مجلس الامن الدولي جلسة الاثنين لبحث التصعيد في سوريا من دون اصدار اي بيان او قرار.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن بحسب الصحافة الفرنسية «تتركز المعارك الثلاثاء على الحدود التركية مع عفرين، تحديداً من جهتي الشمال والجنوب الغربي».