الأغرب من الرئيس العباديّ

حديثه (الخبريّ) الأسبوعيّ و ليس (الفكريّ) لأصابته وأقرانه بعمى البصيرة و الأميّة ألفكريّة آلتي ميّزتهُم والمُتحاصصين والبرلمانيين والقُضاة على حدٍّ سواء, قال رئيس الوزراء حيدر العبادي: [أيّها الشّعب العراقيّ لكمُ المجد و آلعزّة ولنا الحكم والمال] و آلأغرب من تصريح رئيس الوزراء؛هم ألصُّحفيّون – سامحهم الله – ألأكثر أميّةً من ألّذين كانوا جالسين أمام الرئيس في ذلك اللقاء؛ حيث إنفتحت أساريرهم و إنشرحت صدورهم و فرحوا فرحاً كبيراً بهذا التمجيد(شيّم العُربي و خذ عباته بلاش)!
لهذا ماتت أرواح و وجدان معظم العراقيين أو كان قد مات سابقاً و لا أمل و لا خير في أكثرهم بسبب ألأميّة الفكريّة و العقائدية و الثقافة السطحيّة ألتراكمية و آلتكبر الأجوف و آلأمراض النفسيّة و الاخلاق الفاسدة و العقائد المختلطة للأحزاب و الحاكمين ألذين لا يُطيقون حتى رؤية مُفكرٍ حقيقيّ أو فيلسوفٍ حقّ إنْ وجد في أوساطهم لِلأستمرار بآلفساد و النهب و تغرير السّذج لأفراغ جيوبهم, لأنّ إستمرارهم في الحكم مرهون ببقاء و إنتشار الجّهل و الأمية الفكرية فكلّما ترسّخ الجّهل في أوساط الناس و “مثقفي و إعلاميّ الشعب” كان رصيد الحُكّام في البقاء أكثر, و ما نشهده اليوم من مقالات و كتابات و تصريحات تُركّز على الأكثر على(من سيكون الفائز في الانتخابات القادمة) لَدَليلٌ كبير على ذلك, فهذا يقول؛ العبادي هو الفائز و ذاك يقول؛ المالكي و آخر يقول؛ البدريون و غيرهم يقولون؛ المُقلّدين للمرجعية هم الفائزون مركّزين على فوز (قوات العباس) المدعومة من المرجعية مباشرة .. و هكذا .. و كأنّ محنة العراق تتركز فقط على فوز فلان أو فلتان أو علّان, بينما بيت القصيد و علّة العلل تكمن في إمتدادات لا مرئية و مسائل أخرى أعمق و أوسع من مجرّد خارطة العراق السياسية الظاهرية و أحزابه المتهالكة على السلطة للفساد و نهب المال بآلباطل, و كانّ عليهم – على الأعلاميين – أنْ يسألوهُ ثمّ يكتبوا عن المشروعات السّابقة الفاشلة و الوعود الكاذبة و آلرّواتب الحرام و الصفقات الحرام التي نُهبت كآلصفقة القاتلة من قبل وزيرة الصحة التابعة لحزب رئيس الوزراء و التي أشرف عليها الوزيرة مع مستشارها الخاص بآلمشتريات(1)!
و الحال من جانب آخر أنّ هناك أشهراً تفصلنا عن موعد الانتخابات بجانب أزمات عديدة يعاني منها الشعب كلّ ذلك يُدلّل بما لا يقبل الشك على عمى البصيرة و الحالة الأميّة ألفكرية التي إتّصف بها العراق و بشكل خاص ألكُتّاب و الأعلاميين الذين فقدوا بوصلة الحقّ و أسس الحياة الكريمة و فلسفة الحقوق الطبيعية و الأخلاق الفاضلة ناهيك عن الكريمة للأسف الشديد, و المشكلة العظمى الأكثر خطورة و التي يُعانون منها كأمراض مستعصية؛ هي أنّهم يأبون الأنصات لقول آلحقّ, بل يرفضون مقال ألمفكر خصوصا لو تجاوز حدّ صفحة كاملة بسبب العجز الفكري و آلتّعود على الرّبح السريع على حساب الأستراتيجية .. يضاف لذلك الحالة الأمية و الأستكبارية الجاهلية التي تربّت عليها نفوسهم نتيجة تسلط الحكومات و الأحزاب الفاسدة و التربية و التعليم في البيت والمدرسة و قوانين العشيرة و الشارع العراقي بشكل عام و المشتكى لله.
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد راجع مقالنا الأخيرhttp://iraqi.dk/m-denia/2018-01-24-16-14-22(1)
و المشكلة أن الملفات الخاصة قد فقدت و كذا الأدوية التالفة التي يبدو أنهم بعد سرقتها قد أعادوها للأسواق لبيعها للمواطنين المساكين الذين يعيشون غيبوبة كاملة مع مثقفيهم و أعلامييهم و من يمثلهم من النواب و الشيوخ, و قد إستسلمت حتى لجنة النزاهة لواقع الأمر من دون حساب أو كتاب او حتى محكمة شكلية بحق الفاسدين المعروفيين!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here