العبرة ليست في الإسلامي أو العلماني

العبرة ليست في الإسلامي أو العلماني

توجد أحزاب محافظة في أغلب الدول الأوروبية يُسمى بعضها بالحزب الديمقراطي المسيحي، أو شيء من هذا القبيل ، وهي غالبا ما شكلت حكومات ائتلافية مع أحزاب محافظة أخرى ، و قد استطاعت أن تقدم إنجازات و تساهم في عمليات تطوير و تحديث و عصرنة بلدانها ، دون أن تفرض رؤيتها الدينية على المجتمع أو تحد من حرية التعبير و نمط العيش أو التفكير .
و هذا يعني إن العبرة لا تكمن أساسا في مسميات بقدر ما تكمن في تقديم الإنجازات و الخدمات للناس و كذلك في المساهمة الفعّالة في تقدَّم البلد العلمي و الصناعي و الاقتصادي والتقني و غير ذلك .
و بالتالي فإذا وُجد حزب ” ديني ” من هذا القبيل وضمن هذه المواصفات و الإنجازات ، فسيان تماما حينذاك ، إيا كانت تسميته أو اسمه ، فهذا لا يعد أمرا مهما قطعا ، إنما ما يقدمه من إنجازات و خدمات و مساهمات في تطور بلده و في استتباب أمنه و استقراره وخاصة في رفاهية شعبه و عيش الرغيد في كرامة مصانة .
وهو الأمر الذي فشلت أحزاب الإسلام السياسي العراقية ــ سواء منها الشيعية أو السنية على حد سواء ـــ في تقديم أبسط خدمات أو إنجازات للشعب العراقي ، بل على عكس من ذلك ـ فهذه الأحزاب ” ساهمت ” مساهمة فعّالة في تخلف البلد وتقهقره إلى الخلف ، بالتوازي مع نشر مظاهر الفساد والمحسوبية و شرعنة اللصوصية و نهب المال العام و هدره بكل رعونة و طيش ..
مع انعدام الضمير الوطني بالكامل ..
بينما يحاول بين حين و آخر بعض كتبة من مرتزقة هذه الأحزاب أو متطوعيها ” العقائديين ” تصوير المسألة و كأنها مؤامرة عالمية تُحاك و تُدبر تحت جنح الظلام ضد هذه الأحزاب ، لا شيء إلا لكونها أحزاب دينية أو ” إسلامية ” !!..
في الوقت الذي يعرف و يدرك جيدا هؤلاء في قرارة أنفسهم بأن الأمر ليس كذلك ، و أن المسألة تحديدا و بدقة أوضح ليست مسألة علمانية أو إسلامية إنما هي أما مسألة فساد و تخلف و نهب للمال العام ـــ مثلما الحال في العراق راهنا ــ أو مسألة تقديم إنجازات و خدمات و تحسين المستوى المعيشي و الصحي و التعليمي و غير ذلك .
فهذا كلما هنالك فحسب ..
و …..
نقطة ! .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here