حصيلة سبعة أيام على الهجوم التركي على مناطق الاكراد شمالي سوريا

72

اسطنبول‭,‬‭-‬‭ ‬بيروت‭ ‬

‭ ‬يشنّ‭ ‬الجيش‭ ‬التركي‭ ‬منذ‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬هجوما‭ ‬جويا‭ ‬وبريا‭ ‬ضد‭ ‬فصائل‭ ‬كردية‭ ‬تعتبرها‭ ‬أنقرة‭ ‬‮«‬ارهابية‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬حليفة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬قوته‭ ‬الاساسية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬العراق‭ .. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الجهاديين‭ ‬انه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬امنية‭ ‬حدودية‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬الف‭ ‬عنصر‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬سوريا،‭ ‬قوامها‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬الاكراد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬غضب‭ ‬أنقرة‭. ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير،‭ ‬شنّت‭ ‬القوات‭ ‬التركية‭ ‬هجوما‭ ‬بريا‭ ‬وجويا‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬عفرين‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬غصن‭ ‬الزيتون‮»‬،‭ ‬استهدف‭ ‬مواقع‭ ‬لوحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الكردية،‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬أنقرة‭ ‬الفرع‭ ‬السوري‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني،‭ ‬الذي‭ ‬يخوض‭ ‬تمردا‭ ‬مسلحا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬تركيا‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاما‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬نددت‭ ‬سوريا‭ ‬بما‭ ‬اعتبرته‭ ‬‮«‬عدوانا‭ ‬غاشما‮»‬،‭ ‬أعربت‭ ‬روسيا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬قلقها‮»‬‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬التركي‭ ‬ودعت‭ ‬الى‭ ‬‮«‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الروسية‭ ‬أن‭ ‬العسكريين‭ ‬الروس‭ ‬غادروا‭ ‬منطقة‭ ‬عفرين‭ ‬‮«‬لمنع‭ ‬استفزازات‭ ‬محتملة‭ ‬وجعل‭ ‬حياة‭ ‬العسكريين‭ ‬الروس‭ ‬بمنأى‭ ‬من‭ ‬اي‭ ‬تهديد‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الكردية‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬ان‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬بقدر‭ ‬تحمّل‭ ‬تركيا‭ ‬لهذه‭ ‬المسؤولية‮»‬‭.‬

‭ ‬مخاوف‭ ‬‮«‬مشروعة

في‭ ‬21‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير،‭ ‬دخلت‭ ‬دبابات‭ ‬وقوات‭ ‬تركية‭ ‬برية‭ ‬منطقة‭ ‬عفرين‭.‬

واعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬يلدريم‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬هو‭ ‬اقامة‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬امنية‮»‬‭ ‬بعمق‭ ‬ثلاثين‭ ‬كيلومترا‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬دعت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬تركيا‭ ‬الى‭ ‬‮«‬ممارسة‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬وضمان‭ ‬ان‭ ‬تبقى‭ ‬عملياتها‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬مداها‭ ‬ومدتها،‭ ‬ودقيقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أهدافها‭.‬

لكن‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأميركي‭ ‬جيم‭ ‬ماتيس‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬أنقرة‭ ‬أبلغت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مسبقا‭ ‬بعمليتها‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مخاوف‭ ‬أمنية‭ ‬‮«‬مشروعة‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الجانب‭ ‬التركي‭.‬

في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬كرر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الاميركي‭ ‬ريكس‭ ‬تيلرسون‭ ‬دعوته‭ ‬الى‭ ‬‮«‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬،‭ ‬مقرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬ب‮»‬الحق‭ ‬المشروع‭ ‬لتركيا‭ ‬بحماية‭ ‬نفسها‮»‬‭.‬

لن‭ ‬نتراجع

اعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬اردوغان‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مسألة‭ ‬عفرين‭ ‬سيتم‭ ‬حلها،‭ ‬ولن‭ ‬نتراجع‭. ‬تحادثنا‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬مع‭ ‬اصدقائنا‭ ‬الروس،‭ ‬ونحن‭ ‬متفقون‮»‬‭.‬

ودعت‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديموقراطية،‭ ‬التي‭ ‬يشكل‭ ‬الاكراد‭ ‬مكونها‭ ‬الرئيسي،‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬الى‭ ‬‮«‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‮»‬‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‮»‬‭ ‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الاسلامية‭.‬

‭-‬قذائف‭ ‬على‭ ‬تركيا

في‭ ‬الثالث‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬اعلنت‭ ‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الكردية‭ ‬‮«‬النفير‭ ‬العام‮»‬‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬وتكثفت‭ ‬الهجمات‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬التركية‭ ‬والمقاتلين‭ ‬الاكراد‭. ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬اطلقت‭ ‬قذيفتان‭ ‬من‭ ‬الاراضي‭ ‬السورية‭ ‬سقطتا‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬كيليس‭ ‬التركية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المدفعية‭ ‬التركية‭ ‬الى‭ ‬الرد‭. ‬وقال‭ ‬اردوغان‭ ‬عن‭ ‬سير‭ ‬المعارك‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬التركي‭ ‬والجيش‭ ‬السوري‭ ‬الحر‭ ‬يستعيدان‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬عفرين‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‮»‬‭.‬

خلافات‭ ‬اميركية‭ ‬تركية

اعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الاميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬بحسب‭ ‬البيت‭ ‬الابيض،‭ ‬انه‭ ‬‮«‬يحض‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عملياتها‭ ‬العسكرية‮»‬‭ ‬ويطلب‭ ‬من‭ ‬نظيره‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬معه‭ ‬بتجنب‭ ‬‮«‬اي‭ ‬عمل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتسبب‭ ‬بمواجهة‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬التركية‭ ‬والاميركية‮»‬‭. ‬الا‭ ‬ان‭ ‬مصادر‭ ‬رسمية‭ ‬تركية‭ ‬نفت‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬للبيت‭ ‬الابيض‭ ‬وقالت‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬لم‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‮»‬‭ ‬في‭ ‬عفرين‭. ‬واعلن‭ ‬البنتاغون‭ ‬ان‭ ‬واشنطن‭ ‬وانقرة‭ ‬تبحثان‭ ‬في‭ ‬اقامة‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬امنية‮»‬‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬السورية‭. ‬وطلبت‭ ‬الادارة‭ ‬الذاتية‭ ‬للاكراد‭ ‬في‭ ‬عفرين‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬لمواجهة‭ ‬الهجوم‭ ‬التركي‭.‬

تنظيف‭ ‬منبج

في‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬واصلت‭ ‬انقرة‭ ‬قصف‭ ‬مواقع‭ ‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الكردية‭ ‬في‭ ‬عفرين‭.‬

وقام‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬مساء‭ ‬الخميس‭ ‬بجولة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الحدودية‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬واعلن‭ ‬عزمه‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الهجوم‭ ‬التركي‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬‮«‬سنطهر‭ ‬منبج‭ ‬من‭ ‬الارهابيين‭ ‬‭(‬‭…‬‭)‬‭ ‬بعدها‭ ‬نواصل‭ ‬كفاحنا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬ارهابي‭ ‬حتى‭ ‬الحدود‭ ‬العراقية‮»‬‭.‬

ومنذ‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬اوقعت‭ ‬هذه‭ ‬المواجهات‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬قتلى‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬العرب‭ ‬الموالين‭ ‬لتركيا‭ ‬ومن‭ ‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الكردية،‭ ‬كما‭ ‬سقط‭ ‬38‭ ‬مدنيا‭ ‬غالبيتهم‭ ‬بالقصف‭ ‬التركي‭. ‬اما‭ ‬انقرة‭ ‬فاعلنت‭ ‬انها‭ ‬فقدت‭ ‬ثلاثة‭ ‬جنود‭ ‬اتراك‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬المعارك‭.‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here