خبير : الفساد مصدر قلق للدول المانحة والشركات الكبرى

خبير لـ (الزمان): الفساد مصدر قلق للدول المانحة والشركات الكبرى

إستبعاد جمع المبلغ المطلوب من مؤتمر إعادة الإعمار في الكويت

بغداد – قصي منذر

استبعد الخبير الإقتصادي عبد الحسين المنذري ان يسفر مؤتمر اعمار العراق المقرر عقده في الكويت في شباط المقبل عن جمع المبلغ المطلوب المقدر بـ 100 مليار دولار لاعادة اعمار المناطق المحررة ، موضحاً ان المانحين والشركات العالمية  تتخوف بوجه خاص من ان يصل الفساد الى المبالغ الممنوحة ويؤثر سلباً في انجاز المشاريع، لافتاً الى ان المؤتمر سيكون في جميع الاحوال فرصة جيدة وسيبعث برسالة للعالم بضرورة الوقوف الى جانب العراق الذي حارب الارهاب بالنيابة عنه. وقال  المنذري لـ(الزمان) امس ان (السفارة الامريكية هي من رعت المؤتمر الذي كان الغرض منه اعادة اعمار المناطق المحررة فقط ولكن رئيس الوزراء حيدر العبادي والحكومة العراقية اكدا ان العراق كله قد تضرر منذ عام 2003  ولغاية الحرب على عصابات داعش وبالتالي فإن البنى التحتية للبلد قد تضررت وتعرضت للتدمير وهي بحاجة الى اعادة تأهيل)، مشيراً  الى ان (العراق  عموماً بحاجة الى بناء منشآت جديدة ومحطات كهربائية ومدارس ومستشفيات وغير ذلك). وبشأن ما تردد عن مشاركة اكثر من 400  شركة عالمية وامريكية ، قال ان (دخول هذا العدد من الشركات ومساهمتها في اعادة اعمار العراق بمثابة رسالة للعالم بأنه يجب الوقوف الى جانب العراق اقتصاديا وسياسيا كونه حارب بالنيابة عن العالم حتى انتصر على داعش اضافة الى ان الشركات الامريكية معروفة بمكانتها ورصانتها واستخدامها تقنيات حديثة)، موضحا ان (الشركات العالمية  سواء الامريكية ام غيرها وكذلك الحكومات متخوفة من امر هو ان الفساد قد يصل الى هذه المبالغ ويؤثر سلباً في انجاز المشاريع)، لافتاً الى ان (بريطانيا قامت بمنح العراق 13  مليار دولارعلى شكل قرض لتضمن نزاهة التنفيذ وطلبت ان تقوم الشركات البريطانية بتنفيذ المشاريع على تتولى  الحكومة العراقية تحديد المشاريع التي تحتاج اليها والمبالغ التي ترصد لها).

وبشأن توقعاته لمؤتمر الكويت قال المنذري (ان رئيس الوزراء حيدر العبادي صرح بأن العراق بحاجة الى 100  مليار دولار لاعادة اعمار المدن المحررة ولكن هل سيجمع مثل هذا المبلغ في المؤتمر؟) واجاب على تساؤله بالقول (بحسب اعتقادي قد ينجح المؤتمر في جمع المبلغ المذكور، وقد يكون اقل من تخميننا، ولكن لانتوقع الوصول الى هذا الرقم). وعاد العبادي  الجمعة الى العراق بعد مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا ، فيما تحدثت تقارير صحفية عن امتعاض العبادي خلال حضوره المنتدى نتيجة تنصل بعض الدول عن التزاماتها ووعودها ازاء مساعدة العراق، في وقت سعى العبادي الى استثمار فرصة المنتدى  في التمهيد لإنجاح مؤتمر المانحين في الكويت وزيادة فرص نجاحه . وألقى العبادي في  المنتدى كلمة تحدث فيها فيها  عن السعي الى إنجاح مؤتمر الكويت لإعمار العراق وتقدم بالشكر للدول التي ستسهم فيه، وقال ان العراق يعمل على تهيئة فرص الاستثمار. وتحدث ايضاً عن محاربة الفساد بكل اشكاله (ونجحنا في ذلك، والفساد قد تقلص بشكل كبير ومستمرون بمحاربته) بالاضافة الى  محاربة الارهاب والتحول الى البناء ورفض التدخل في شؤوننا الداخلية ودعم التعاون مع دول الجوار وتوطيد العلاقات السياسية والامنية معها فضلاً عن حاجة ابناء المدن التي دخلها الارهاب الى الخدمات إعادة بناء وإعمار مدنهم وكذلك جميع مدن العراق الاخرى .

وفي الشأن نفسه، اعلن السفير الامريكي لدى بغداد دوغلاس سيليمان عن مشاركة اكثر من 400  شركة عالمية في المؤتمر.ونقل بيان عن سيليمان قوله في خلال لقائه وزير التخطيط سلمان الجميلي ان (بلاده ستكون داعمة بقوة لمؤتمر الكويت وحشد الدول للحصول على الدعم المطلوب للعراق)، واضاف ان ( هناك اكثر من 400  شركة عالمية بينها اكثر من مئة شركة امريكية كبيرة مستعدة للمشاركة بالمؤتمر والدخول والاستثمار في العراق)، من جانبه قال الجميلي ان (الحكومة العراقية اكملت استعداداتها لعقد المؤتمر اذ سيتم عرض الوثيقة الوطنية لاعادة اعمار المناطق المحررة اضافة الى تقرير شامل بحجم وتقويم الاضرار التي لحقت بتلك المناطق وملف يمثل الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق)، واشار إلى ان (مرحلة اعادة الاعمار ستعتمد بنحو كبير على الشراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية)، داعيا ( الدول الصديقة ومنها الولايات المتحدة الامريكية الى تقديم الدعم للعراق في عمليات اعادة الاعمار بمستوى الدعم الذي قدمته خلال مرحلة الحرب ضد الارهاب). وطالب العراق بولندا بإطفاء ديونها المترتبة بذمته.  وبحسب بيان لوزارة الخارجية فقد بحث وزير الخارجية إبراهيم الجعفري مع سفيرة بولندا الجديدة لدى بغداد بياتا بينكسا لدى تسلمه نسخة من أوراق اعتمادها العلاقات الثنائية وسبل الارتقاء بها ونقل البيان عن الجعفري قوله (نحن لن ننسى الدول التي تقف إلى جانبنا، وستكون لها الأولوية بالاستثمار بالعراق)، داعياً (بولندا للمشاَركة في مؤتمر المانحين المزمع عقده في الكويت)، مُضِيفاً ان (داعش ترك آثاراً تخريبية في المناطق التي كانت تسيطر عليها عصاباته، ونأمل أن تؤدي بولندا دورها في إعمار العراق). وتابع (لبولندا في ذمة العراق ديون مالية، ونأمل أن تعفينا عن سدادها في إطار مساعدتنا في تجاوز المحنة) .من جهتها أكدت بينكسا أن (العراق قوة إقليميَّة، ويحظى باحترام أوربا لدحره الإرهاب، ونتطلَع لأن يسترد مكانته الدولية)، مضيفة (نحن مستعدون لمساعدة العراق في إعادة الإعمار، وستقوم وزارة الثقافة والتاريخ في بولندا بتقديم المساعدة في إعادة إعمار مدينة الموصل).

وكشفت عن ان (التحضيرات جارية للمشاركة في مؤتمر الكويت ، ونحن نُولي أهمية قصوى لدعم وإعمار العراق، ولاسيَّما المناطق التي دمرها الإرهاب). وأضافت (بالنسبة لمدربينا في العراق نرى أن هناك حاجة لتغيير نوعي التدريب الذي يقدمونه للقوات العراقـية، ونحن مستعدون لتلقي مقتَحات العراق بشأن حاجاته من التدريب).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here