كيف نقضي على الفساد والارهاب والمسئول ومن حوله هم الفاسدون الارهابيون

لا شك ان من اخطر واكبر المشاكل والمصاعب التي تواجه الشعب العراقي هي مشكلة الفساد والتي تعتبر ام المشاكل والمتاعب وحاضنتها وراعيتها منذ اكثر من 14 سنة والمواطن العراقي وخاصة الشريف الذي لا حول له ولا قوة يئن ويصرخ من نيران الفساد والفاسدين التي اكلت لحومهم واحلامعم وهو يستغيث ويستنجد طالبا النجدة لم يجد اي يد تمتد اليه
وهكذا انتشر الفساد وساد الفاسدون في كل مرافق ومفاصل الدولة من القمة الى القاعدة حتى اصبح العراق بلد الفساد والفاسدين
لو دققنا في اصل الفساد والفاسدين منذ زمن بعيد مثل اللصوص اهل الدعارة قطاع الطرق القتلة والمجرمين لاتضح لنا انهم من مناطق ومن جهات بعيدة عن اهل الحكم واهل الدين و من مناطق غير نظيفة وبالتالي يمكن معرفتهم وعزلهم لهذا تكون جرائمهم وموبقاتهم ومفاسدهم قليلة التأثير لان مثل هؤلاء لا يمكنهم التقرب من رجل الدين او رجل الحكم ولا رجل الدين ورجل الحكم يتقرب منهم الا في حالات نادرة
للاسف هذه الحالة تغيرت وتبدلت خاصة بعد سيطرت اعراب الصحراء عائلة صدام وزمرته الفاسدة فاصبح كل واحد منهم رئيس عصابة للسرقة للاحتيال للدعارة للتزوير للقتل للأغتصاب للرشوة واستغلال النفوذ ونشر النزعة الطائفية والعنصرية والعشائرية في العراق وهكذا اصبحت القوة والنفود بيدهم وحدهم
وكنا نأمل خيرا بعد تحرير العراق والعراقيين في 9-4-2003 بوضع حدا للفساد والفاسدين والمحتالين واللصوص خاصة بعد اصدار قرار بحل حزب صدام وابعاد كل الفاسدين والمفسدين الذين حوله والسير في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وبناء عراق ديمقراطي يحكمه القانون والمؤسسات الدستورية والقانونية
الا اننا فشلنا في ذلك فشلا ذريعا وانقلبت الامور الى الضد مما كنا نأمل ونحلم حيث سادت الفوضى وتحكم اللاقانون وساد قانون الغاب وعدنا الى حكم اعراف العشائر المتخلفة وشيوخها وانقسم العراقيون الى عوائل عشائر مناطق طوائف قوميات ولكل من هذه حكومة وجيشا وعلما خاصا بها
وهكذا اصبح العراق ابناء العراق ثروة العراق غنيمة كعكعة بين انياب مجموعة من اللصوص كل عنصر منها يريد الحصة الاكبر
يا ترى لماذا اصبحنا هكذا
هل لاننا غير مؤهلين للحرية والعيش في ظلها لاننا مؤهلون للعيش في ظل العبودية يا ترى لماذا هذا الخضوع للعبودية والقبول بها ولماذا هذا الرفض الكامل للحرية والقيم الانسانية وعدم التعامل بها
هل لان الذين كانوا يعارضون وحشية وعبودية الطاغية المقبور صدام كانوا مجرد لصوص لا يملكون قيم ولا مبادئ وانما عدائهم لصدام لانه منعهم من المشاركة في ثروة العراق في نساء العراق لهذا قرروا القضاء عليه ليحلوا محله في سرقة اموال العراقيين واذلالهم

الحقيقة انني اعتبر عدم صدقية ونزاهة بعض الذين كانوا يعارضون صدام والذين استلموا الحكم من بعده هو السبب الاول لان نزاهة المواطن العادي من نزاهة المسئول وعدم نزاهة المواطن من خيانة وفساد المسئول
المشكلة الوحيدة التي كانت السبب الاول والوحيد في كل ما حل بالعراق والعراقيين من فساد ارهاب سوء خدمات من فوضى ونزعات عشائرية وطائفية وعرقية هي فساد المسئولين فالمسئول الفاسد وباء يفسد كل من حوله افراد عائلته اقاربه عناصر حمايته وهؤلاء ينقلون فسادهم الى من حولهم وهكذا يزداد عدد الفاسدين وتتسع وتمتد مساحة الفساد وهذه الحقيقة قالها واكدها الامام علي قبل اكثر من 1400 سنة
اذا فسد المسئول فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون
واذا صلح المسئول صلح المجتمع حتى لو كان افراده صالحون
المعروف في كل العالم نرى المسئولين هم الذين يصلحون الفاسدين في الشعب من خلال وضع السبل والآليات ودراسة اوضاعهم وظروفهم التي افسدتهم وتغييرها وخلق اوضاع وظروف بديلة
يا ترى كيف يمكننا معالجة فساد المسئولين لا شك انها حالة صعبة جدا بل مستحيلة فالمسئول الفاسد له القدرة على افساد المواطن الصالح بما يملك من وسائل ترهيب وترغيب ونفوذ وقوة ومال في حين المواطن الصالح لا حول له ولا قوة
اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان كل ما حدث ويحدث من جرائم ومفاسد من قتل من سرقة اموال العراقيين من احتيال وتزوير من اغتصاب ودعارة وتجارة الحشيشة وكل انواع الممنوعات واستغلال نفوذ وغيرها ورائها المسئولين واذا كان لا علاقة له فان احد افراد عائلته اقاربه حمايته وراء ذلك
فالكثير من اقارب ابناء حماية المسئول يتاجرون بالحشيشة ويقاتلون مع داعش الوهابية واذا تمكنت الحكومة بكشف جزء بسيط بالصدفة فالكثير لا يزالون يعملون بدون اي خوف لانه هناك من يحميهم ويدافع عنهم
السؤال كيف يمكننا القضاء على المسئولين الفاسدين
لا شك اننا بحاجة الى مسئول شريف صادق ناكرا لذاته لمصلحته الخاصة لا يعرف الخوف ولا المجاملة يرى في الفساد وباء والفاسدين جراثيم ويجب ان يتعامل معهم كما يتعامل مع الوباء والجراثيم وهي قبرها جميعا
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here