لمصلحة من مقاطعة الانتخابات

ماجد زيدان

ما ان اعلنت اسماء التحالفات الانتخابية انطلقت الى جانبها حملة لمقاطعة الانتخابات بدات افراد واصوات مبحوحة لينظم اليها لاحقا رجال دين وبعض الساسة ومواطنين يائسين من الاصلاح ويخشون بقاء الحال المزري على ما هو عليه . ضج الشارع صارخا ومحتجا على اجتماع الشامي مع الغربي مثلما يقال ، بينما الامر طبيعيا ان يلتقي انصار المحاصصة والمستغلين للدولة والفاسدين والذين يريدن تكريس الواقع المرير من تدني الخدمات المقدمة وبؤس الادارة وفقرها من الكفاءات المناسبة والحريصة على النهوض بالبلاد .

طبعا الشعور بان مثل هذه التحالفات لن تكون فرس الرهان للتغيير ، لاسيما ان القوى التي يعول ان تكون رقما صعبا تشتت وتفرقت قواها على الكيانات الاخرى وابتعدت عن القريب اليها ، وهي اصلا ضعيفة ليس من تناسب بينها وبين الماسكين بالسلطة ومسخريها لمصلحتهم وابعاد المنافسين بكل الطرق بما في ذلك الايحاء ومساندة رفع شعار الوهم ، المقاطعة والبناء عليه .

تتوقع هذه الفئات من المقترعين انه بامكانها افشال الانتخابات والطعن بشرعتيها وتناست الامس القريب في الاقتراع على الدستور الذي تم تمريره ولا نزال نعاني منه لاننا نعمل وننشط على ما بعد الحدث .ايا كانت اعداد المصوتين سياخذ بها وتعد شرعية في نظر الحكومة والقوى السياسية ويتم التعامل مع نتيجتها ليس عراقيا فحسب ، وانما دوليا ، وهناك تجارب دولية تدعم ذلك وتقره ولا يوجد مثال الغيت فيه انتخابات بلد ما على اساس ادعاء لا يمكن اثباته ..

ان الاحتجاجات القائمة الان على واقع الخدمات المزري والفقر والحرمان وغيرها من السلبيات لا تغير منها المقاطعة شيئا ولا تمكن الادارة الحكومية النزيهه من استكمال بناء مشروعا او التخفيف من الفساد واعاقة تسلم الفاسدين منصبا ، بل انها تخدمهم فهم ينتمون الى جهات كبيرة ونافذة قادر على حشد اتباعها ومحازبيها ، والانصار والمؤيدين ، المنتمين وغير المنتمين، باشكال وطرق مختلفة وفعالة واثارة قضايا لا تخطر على بال كي يتوحه هؤلاء الى صناديق الاقتراع في استغلال لمستوى الثقافة والوعي والعناصر المؤثرة فيه وحداثة الثقافة الانتخابية ، انها تمتلك سيطرة قوية على جمهورها لاغراءه وتضليله بما ينتظره من امتيازات ومكاسب على تكرار التصويت لهم .

المتضرر من المقاطعة الطامحون في التغيير واستبدال الاعضاء الفاسدين والخاملين والذين كان ادائهم ضعيفا ، فهم يعولون على الجمهور المتردد والعازف ان يتوجه بكثافة للاقتراع وادراك مصالحه لمواقفه الموضوعية من العملية السياسية والتقاءها مع قوى التغيير الصادقة في شعارها ودعواهاوالتي عملتعلى ذلك في السنوات السابقة .

على أي حال هذه الحملة لن تحقق اهدافها ، وهي ليست قوية كفاية لتتحول الى عصيان انتخابي وننبهالى ان النسب المتدنيةلن تكون سببا في الغاء الانتخابات وبالتالي اننا في الواقع العملي ننجدد لذات القوى المتضررين منها دورة نيابية جديدة ، والاخطر من ذلك قد نهدر الاف الاصوات ونحرم الاستفادة منها في تغيير الخارطة السياسية وادخال وجوه نظيفة اليد

وعفيفة وكفوءة في خدمة الشعب .

ان هذه الجهود التي تبذل على هذه الحملة الاجدى والاصح والاثمر ان تبذل في اتجاهات اخرى في مقدمتها توعية المواطن في ان يختار من يمثله حقا والوطني الغيور والكفوء من بين الاف المرشحين وقطع الطريق على الفاسدين القدامى والجدد ، فالمشاركة هي التي تحسن الكم النوعي الايجابي في مجلس النواب وليس المقاطعة التي تاكل من جرف الذين نعقد عليهم الامل في تصحيح العملية السياسية وقد تكرس دكتاتورية ا لفرد او الجماعة الحزبية وتشكل ضربة للديمقراطية وامكانية تداول السلطة بين القوائم الانتخابية بل حتى نشوء قوة اصلاحية مؤترة ، وهذا ما يمكن تلمسه من اشها رسيوف بعض رجال الدين والفاسدين ، ركبوا الموجه ، لمساندة الدعوة للمقاطعة، والمفارقة ان يكون هؤلاء في صف وخانة الصادقين في دعواهم وتذمرهم من القوى الحاكمة وانطلقوا من انسداد الافق الذي لن يزيح حاجزه سوى الاقتراع لقوى التغيير الجذرية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here