مسؤولون محليّون: قصف البغدادي استهدف قياديّاً في الحشد العشائري متّهماً بحيازة أسلحة

بغداد/ علي الكاتب

في حادثة ترددت بشأنها أكثر من رواية، سقط ما يقارب 20 شخصاً بين قتيل وجريح في اشتباك مسلح بين قوة عراقية – أميركية مشتركة وقوات محلية في ناحية البغدادي الواقعة غربي الأنبار بينهم مدير ناحية البغدادي وقائد شرطتها.
ورغم تعدّد الروايات كان هنالك اتفاق على أن الضحايا سقطوا بنيران المروحيات الأميركية التي كانت تساند القوة المشتركة في مهمة ليلية.
وقالت مصادر صحفية، إن ثمانية أشخاص بينهم ضابط استخبارات شرطة البغدادي وخمسة من عناصر الشرطة ومدنيين قتلوا إثر قصف لطائرات التحالف الدولي وسط الناحية من طريق الخطأ”.
ومن بين الجرحى مدير ناحية البغدادي وقائد شرطتها. وأعلنت السلطات العراقية فتح تحقيق بالحادث على الفور.
ونشر ناشطون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عدداً من السيارات المحترقة التابعة للشرطة وأخرى شاحنات صغيرة تحمل شعار الحشد العشائري.
وفتحت تلك العملية باب التنديد والاستنكار الشديدين، لدى الكثير من القوى السياسية وخصوصاً من كان لها نشاط عسكري ضد القوات الاميركية ما بعد 2003 في العراق، من بينها التيار الصدري وعصائب أهل الحق.
ويستغرب عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار، في حديث لـ(المدى)، من اشتراك قوة أميركية مع قطعات عراقية مصحوبة بغطاء جوي لتنفيذ مهمة اعتقال أحد قياديي الحشد العشائري.
وكان قد أعلن تحرير ناحية البغدادي، التابعة لقضاء هيت (70 كم غرب الرمادي)، في الـ21 من شباط 2015، بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء منها.
وقالت العمليات المشتركة، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن”العملية استندت الى معلومات استخبارية بشأن اجتماع لخلية إرهابية في أحد بيوتات ناحية البغدادي”، مبينة أن”الاجتماع حضره القيادي في تنظيم داعش المدعو كريم عفات علي السمرمد”.
وأوضح بيان العمليات المشتركة أن”قوة من لواء المشاة الثامن وبإسناد جوي من طيران التحالف الدولي، نفذت عملية المداهمة واعتقلت المطلوب في تلك المهمة”.
وأشار البيان العسكري انه”أثناء التفتيش وجمع الأدلة تعرضت القوة الى هجوم برمانة يديوية من أحد المنازل المجاورة مما استدعى الرد عليها بسرعة. وبعدها انسحبت القوة الى مقر انطلاقها،وفي طريق العودة لوحظ تجمع مسلحين من دون التنسيق مع القوة المكلفة بالواجب حيث استهدفتهم الطائرات الساندة للقوة”.
لكنّ الفهداوي ينفي صحة الرواية الرسمية. ويؤكد أن العملية استهدفت أحد أبرز المقاتلين في الحشد العشائري الذي كان له دور كبير في إحباط الكثير من هجمات داعش التي استهدفت الناحية خلال السنوات الماضية.
ويروي الفهداوي، تفاصيل ما حدث ليل الجمعةـ السبت قائلا إن”قوة مشتركة من مكافحة الإرهاب وقوة أخرى أميركية، نفذت عملية لاعتقال أحد قادة الحشد العشائري، في الناحية بتهمة حيازة أسلحة كاتمة للصوت وأعتدة متنوعة، ولكنّ عشيرة المستهدف بتلك العملية اعتقدت أنّ تلك القوة تابعة لمجاميع داعش، فحاولت صدها ومن ثم اشتبكت معها بالأسلحة الخفيفة”.
ويتابع عضو مجلس محافظة الأنبار، انه”بعد لحظات على الاشتباك قامت القوة المشتركة بالإيعاز الى الطائرات الأميركية، وردت الأخيرة على مصادر النيران بإطلاق الصواريخ ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وجرح أكثر من عشرين آخرين”.
بدوره، وصف رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية، ما جرى بأنه”استهتار بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتجاوز فاضح لسيادة الدولة العراقية”.
وقال حاكم الزاملي، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه،”الذي نستغربه عندما تطلب القوات العراقية إسناداً من الطيران الاميركي لمعالجة هدف إرهابي يتحججون بأن معهم نساء وأطفال،لكن اليوم يتم قتل نساء وأطفال بدم بارد من دون طلب من العراق”.
من جانبه، ردّ التحالف الدولي على لسان المتحدث باسمه الكولونيل راين ديلون، قائلا إن”السلطات العراقية”طلبت منا تقديم الدعم للعملية وقمنا بالإسناد”.
وأضاف ديلون، ان”القوات العراقية أعلنت فتح تحقيق وهم من يشرف على هذا التحقيق، وإذا ما كانت أي ادعاءات خصوصاً في ما يتعلق بضحايا مدنيين، فسنقوم نحن بفتح تحقيق”، مؤكداً أن”كل ما نفعله في العراق هو لدعم القوات العراقية”.
إلى ذلك، دان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وقوع الضحايا في العملية التي شهدتها ناحية البغدادي.
وأشار الصدر، في تغريدة له على تويتر الى انه”مرة أخرى يثبت الاحتلال الامريكي طغيانه وعنجهيته بل وتعديه السافر على حكومة العراق واستقلاليتها وسيادتها، وذلك بقصفه العشوائي والظالم لناحية (البغدادي) الذي راح ضحيته الأبرياء بغير وجه حق”.
وأيضا لفت الامين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة على تويتر الى أن استهداف ناحية البغدادي، يطرح تساؤلات”مهمة وخطيرة”حول التواجد العسكري الأميركي في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here