السيد عمار الحكيم بين الوعض والسياسة

لايختلف اثنان في دور عائلة ال الحكيم السلبي في التآريخ السياسي العراقي انطلاقا من بداية نشآة الدولة العراقية، والمراحل التي مرت بها خلال الاستعمار البريطاني للعراق الذي ساهم في تشكيل الدولة العراقية بعد طرد المستعمر العثماني لكنهٌ لم يستغني عن ادوات وفعاليات اجتماعية كانت تتعاون مع العثمانيين علي مدي ٤٠٠ عام فترت الاستعمار العثماني للدول العربية وهي فترة زمنية طويلة جدا؟اذما قيست بفترات لاحقة من الاستعمار الحديث ، وهي فترة مكنت السلطة العثمانية من استخدام مبدآ المجايلة في صناعة اذناب وادوات تمثلت في شخصيات دينية وعشائرية نافذة كي تكون العون في بسط السيطرة وجباية الضرائب وتكريس فكرت استيعاب حكم السلطنة العثمانية بآعتبارها حكما اسلاميا شرعيا يستمد شرعيته الدينية كسلطة متصلة بالخلافةالاسلامية كي يتم تجاوز الشرعية الوطنية والانتماء للارض واللغة والتآريخ والجغرافيا. فبعد انهيار العثمانيين سار الانكليز علي نفس النهج لانهم وجدوا ان الاسلوب والفكرة نافذة وتساعد علي تقبل الغزو الجديد الذي رفع شعار الحرية والتحرير من حكم العثمانيين وكانت القوي الفاعلة التي تمثلت في العشائر ومنظومة الاقطاع اضافة الي السلطة الاهم وهي سلطة الدين علي المجتمع العراقي في ذلك الوقت كانت نافذة وماتزال بإعتبار الارث التآريخي للمرجعيات الدينية التي تمثل ديناميكيات مسيطرة علي العقل الجمعي والسائد الجمعي وحركة المجتمع تجاه التطورات في وقتذاك . والسرد التآريخي للتحول السياسي والمجتمعي للعراق معرف ، لكن التقديم هنا لهُ علاقة طردية بين الوعض الديني والسياسة الذي استخدم دوما في تبرير فعل سياسي شائن ولبسهُ بلباس الواجب الديني من طرف القيادات الدينية ان ذاك ،وقد مارست تلك القيادات دورها علي اكمل وجه لخدمة المستعمر الجديد ، وتم استدعاء احفادها الاذناب ، كالمقبوراحمد الجلبي وايادعلاوي وعادل عبدالمهدي الآعور ، ومحد باقر الحكيم واخوه عزيز الحكيم ثم حفيده عمار الحكيم الذي هو اليوم موضوع بحثنا. لنعد الي موقف جده السيد محسن الحكيم ، فكلنا يعرف موقفهُ من اصلاحات الزعيم عبدالكريم قاسم في محاربة الاقطاع عندماسن قانون رقم٨٠ ،ومحاولت كبح جموح حركة التمرد الانفصالية الكرية ضد الشيخ مصطفي البرزاني ، واصدارهُ فتوي تحرم دعم الدولة في بسط سيطرتها علي انحاء البلاد ، ناهيك عن تحريم العمل في الدولة ؟ فكيف يكون موقف محسن الحكيم اليوم عندما يري حفيده عمار الحكيم وهو يقود دولة فاسدة ويمارس السياسة وفق مبدآ يخلو من القيم والاخلاق بل يتعاداه الي ماهو ابعد من ذلك فهو ينهي عن خلق ويآتي بمثله ، حتي انهُ صار مادة دسمة للبرامج الفكاهية في الفضائيات العراقية، ويبقي يلقي الخطب الدينية والوعض لتكريس دور تراكمي لجدة محسن الحكيم، وقد تمثل ذلك في انشاء تيار خاص به اسماه تيار الحكمة تناغما مع تسمية مكتبة الحكمة التي اطلقها جده محسن الحكيم في حملة شملت جميع مناطق العراق الجنوبية لارساء ثقافة التبعية والتخلف التي كانت تمثلها تلك المكتبة، للاسف مازال العراقييون يحملون نفس التوجه الذي يخدم مصالح غيرهم من متطفلي السياسة والانتماء؟ نتمني ان يكون وعي المواطن العراقي اعمق مماهو عليه؟ الان وعودة لتاريخ العراق كفيلة في معرفة الغث من السمين لرفض اذناب الاستعمار وقادت الغدر والخيانة

إحسان النفاخ كاتب عراقي مقيم في سويسرا

————————————————————-

عمار الحكيم.. من هو؟

عمار الحكيم (رويترز-أرشيف)

سياسي عراقي تولى رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في 2009 بعد وفاة والده.

المولد والنشأة: ولد عمار الحكيم في 1971 بمدينة النجف، وهو نجل عبد العزيز الحكيم وحفيد المرجع الشيعي محسن الحكيم، وعمه محمد باقر الحكيم.

وقد هاجر إلى إيران مع والده نهاية سبعينيات القرن الماضي.

الدراسة والتكوين: درس عمار الحكيم بإحدى ثانويات العاصمة الإيرانية طهران, ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بمدينة قم.

التجربة السياسية: أنشأ عمار الحكيم مؤسسة شهيد المحراب التي لها عدة أنشطة اجتماعية وثقافية وقرابة السبعين فرعا في عدة مدن عراقية.

وهو من المؤيدين بقوة بل والداعين إلى إنشاء نظام فدرالي في العراق عبر تقسيمه إلى أقاليم مختلفة بدءا بتشكيل إقليم جنوب العراق.

اعتقل عمار الحكيم من قبل القوات الأميركية يوم 23 فبراير/شباط 2007 على الحدود أثناء عودته من زيارة لإيران ليطلق سراحه بعد 12 ساعة فقط، وقد اعتذر سفير واشنطن لدى بغداد حينها زلماي خليل زاد عن اعتقاله.

رئاسة المجلس: في أول سبتمبر/أيلول 2009 انتخب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم رئيسا للمجلس خلفا لوالده عبد العزيز الحكيم الذي توفي قبل ذلك ببضعة أيام.

المصدر : الجزيرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here