أكثر من نصف حلفاء العبادي يغــــادرون تحـالفــــه

بغداد/ وائل نعمة

في أقل من شهر انسحب أكثر من نصف الأحزاب التي أعلنت انضمامها إلى ائتلاف”النصر”، بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وغادر تيار الحكمة الذي يرأسه عمار الحكيم ائتلاف النصر منذ يومين، بعدما أعلنا منتصف الشهر الجاري خوضهما الانتخابات ضمن تحالف واحد.
وفي بيان مشترك صدر في وقت متأخر من مساء الإثنين أعلن”النصر”و”الحكمة”أنهما قررا خوض الانتخابات النيابية المقبلة بقائمتين منفصلتينن وذلك بـ”الاتفاق والتراضي”.
وكان تحالف الحكيم قد قرر الانسحاب قبل 3 أيام من نشر البيان الأخير، لكنه تريّث في إعلان ذلك بسبب وساطات من رئيس الوزراء طالبت الحكيم بإعادة النظر في القرار.
وقررت 7 تشكيلات أخرى ضمن”تحالف النصر”التضامن مع تيار الحكمة والانسحاب أيضا، فيما تشير تسريبات الى احتمال انسحاب جهات أخرى أبرزها كتلة الفضيلة.
وكانت مصادر قد تحدثت لـ (المدى) قبل يومين عن احتمالية خروج عدد من الكيانات من التحالف الذي يقوده العبادي، لكثرة عدد الكيانات المنضوية تحته.
ويتهم”تيار الحكمة”ائتلاف رئيس الوزراء بعدم الوضوح في إدارة التحالف، والتسلط في اتخاذ القرارات، كما انتقد الشيوخ الذين يديرون فريق العبادي التفاوضي.
وكان قرار تيار الحكيم بالانضمام الى”ائتلاف النصر”الذي أعلن بعد 3 أيام من إعلان مفوضية الانتخابات غلق باب تسجيل التحالفات، قد جاء متزامناً مع انسحاب قوى الحشد (تحالف الفتح المبين) من ائتلاف العبادي.
وربط مراقبون ترك “الحشد” لقائمة رئيس الوزراء، بسبب رفضهم التحالف مع تيار الحكيم، وهو أمر نفته في ما بعد قيادات”تحالف الفتح”.

ليلة التحالف
بدوره، يقول محمد جميل المياحي، القيادي في تيار الحكمة لـ(المدى) أمس، إن الأخير قرر الدخول مع”تحالف النصر”بعد أن وافق رئيس الوزراء، على شروط التيار الأربعة.
وحتى ليلة إعلان تحالف”العبادي – الحكيم”كانت أوساط الأول، تتحدث عن رغبة تيار الحكمة بخوض الانتخابات بشكل منفرد.
وبيّن المياحي ان الشروط كانت تؤكد على أن”نكون شركاء في الرؤية والقرار، وان نخوض الانتخابات في 14 محافظة عبر قوائم عابرة للطائفية، فضلاً عن إعطاء نسبة كبيرة للشباب، والاتفاق على برنامج انتخابي”.
وبعد 3 اجتماعات بين الطرفين كان فيها رئيس الوزراء متحمساً للتحالف مع تيار الحكيم وموافقاً على طروحاته، تراجعت الحماسة بشكل مفاجئ بعدما قررت قوى الحشد الانسحاب.
ويضيف المياحي:”في ذلك الوقت دخل التحالف في فوضى، ولم تعد هناك اجتماعات مشتركة”.
طلب”تيار الحكمة”من رئيس الوزراء معرفة كيف سيدير العملية الانتخابية في المحافظات، ومن هي القوى التي ستشترك معهم، لكنّ المياحي يقول إنّ”العبادي لم يكن لديه فريق سياسي، وأحدث خلطة هجينة في التحالف بعدما أدخل جهات متعددة، وأرادنا ديكورات معه”.
وكانت بعض القوى ضمن تحالف”الفتح المبين”قد عزت الانسحاب من تحالف النصر الى وجود”جهات متناقضة”في الائتلاف وكذلك بعض الشخصيات التي لديها ملفات فساد.
تيار الحكمة، بدوره أكد أن الاختلاف مع العبادي حدث بسببين، الأول إنه لا يوجد اتفاق على إدارة التحالف، والثاني يتعلق بعدم وضوح مشروع الائتلاف.
وانتقد المياحي، وهو من الكوادر الشابة في تيار الحكمة، فريق رئيس الوزراء التفاوضي وعدم ثقتهم بالأطراف المشتركة معهم بالتحالف، وقال إنهم من”كهول الدعوة، الذين يحسبون كل شيء وفق مبدأ الربح والخسارة”.
وأشار الى أن فريق الأخير، هو نفسه الذي أدار الصفقات السياسية السابقة. وأكد القيادي في تيار الحكيم، أن الاخير”كان قد قرر الجمعة الماضية الانسحاب لكنه أجل القرار بعدما أرسل العبادي وساطات طلبت منا التريث”.
وبيّن المياحي، أن أوضاع”الائتلاف”لم تتغير لذا قررنا الانسحاب بـ”تراضٍ ومحبة”.
وكان البيان الذي صدر عن التحالفين، قال إن”الطرفين سيلتقيان بعد الانتخابات في إطار تحالفات أوسع لتشكيل الحكومة الوطنية التي تجسد طموحات وآمال شعبنا العراقي العزيز”، وهو كلام قريب مما قاله”تحالف الحشد”حين قرر الانسحاب من قائمة العبادي.

حملة الانسحابات
وأكد المياحي أن 7 قوى كانت قد جاءت مع”الحكمة” قررت الانسحاب أيضا، فضلا عن رئيس كتلة”كلنا العراق”النائب عن نينوى عبدالرحمن اللويزي. ولم يتسن لـ(المدى) التأكد من انسحاب الأخير.
وتسربت أنباء عن أن اللويزي قرر الانضمام الى زميله النائب عن نينوى أحمد الجبوري الذي انسحب من تحالف”نينوى هويتنا”والانضمام الى تحالف”تمدّن”.
والأحزاب المنسحبة، بحسب المياحي، هي: تجمع ثوار الانتفاضة، حزب التطور العراقي، التجمع العراقي الجديد، حزب درع العراق، التيار العشائري في العراق، تيار الشهيد الاول، وتيار الأبرار الوطني.
ووصل عدد الأحزاب داخل”ائتلاف النصر”الى 46 حزباً، قبل ان ينسحب”الحشد”(19 حزباً) ليبقى 27 تشكيلا. وبعد الانسحابات الأخيرة بقي 20 حزباً فقط.
علاوة على ذلك يقول المياحي، إن هناك قوى أخرى ستنسحب من تحالف العبادي، لأن الأخير”قد فرض تسلطه على كل الكتل ولا يريد أن يمنح فرصة لأيّ جهة”.
ويؤكد القيادي في تيار الحكمة أن كتلته لم تناقش حتى وقت الانسحاب أسماء المرشحين والمناصب.
وكانت مصادر صحفية قد تحدثت عن أن سبب الخلافات بين الطرفين، هو عدم الاتفاق على أسماء المرشحين، وعن شخصية رئيس الوزراء المقبل.
واعتبرت أطراف مقربة من العبادي، أن انسحاب”الحكمة”لن يؤثر على شعبية وحظوظ تحالف”النصر”، وأن الطلاق المتفق عليه أولى من”زواج المشاكل”.
كما لمحت تلك الجهات الى احتمال أن يكون تحالف العبادي قد أصبح قريباً الآن من”دولة القانون”بعد حملة الانسحابات الأخيرة.
وعزا مستشار رئيس الوزراء إحسان الشمري، الانشقاقات في تحالف النصر الى شروط العبادي وعدم القبول بها لدى من يريد إعادة إنتاج المحاصصة والصفقات السياسية.
وكتب الشمري في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس الثلاثاء، أن “شروط العبادي في تحالف النصر ليســـت مقبولة لدى كل من يريد إعادة إنتاج المحاصصة والصفقات السياسية”.
لكنّ القيادي في تيار الحكمة، رجح احتمال انسحاب كتلة مستقلون بزعامة وزير التعليم السابق حسين الشهرستاني، وكتلة الفضيلة.
من جهته نفى صادق اللبان، رئيس كتلة مستقلون في البرلمان لـ(المدى) أمس، انسحاب كتلته من تحالف النصر.
كما نفى اللبان علمه بنيّة أطراف أخرى مغادرة تحالف العبادي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here