عدن- الزمان
طوق مقاتلون انفصاليون من جنوب اليمن الثلاثاء القصر الرئاسي في عدن في اليوم الثالث من المعارك الدامية مع القوات الحكومية الموالية للسلطة المعترف بها دوليا، وباتوا على وشك فرض سيطرتهم التامة على المدينة الجنوبية.
وقال مصدر عسكري حكومي لوكالة فرانس برس ان «القوات الموالية للمجلس الانتقالي تحاصر القصر الرئاسي، وتمت السيطرة على البوابة الرئيسية ومن بالداخل هم بحكم الاقامة الجبرية».
واضاف ان قوات الانفصاليين «باتت تسيطر أيضا على كل مناطق المدينة باستثناء حي واحد».
ويتواجد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في السعودية، لكن رئيس حكومته أحمد بن داغر وعددا من أعضاء الحكومة موجودون في مقر الرئاسة في عدن.
وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن حث المتحاربين الذين كانوا حتى الامس القريب يقاتلون في خندق واحد ضد الحوثيين، على التحاور لانهاء القتال. ودعا المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض الانفصاليين الى الجلوس مع الحكومة، والحكومة الى النظر في مطالب الحركة الانفصالية التي باتت تسيطر على اغلبية مناطق المدينة الجنوبية منذ اندلاع المعارك الأحد.
وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية على الاثر إعطاء توجيهات الى القوات الحكومية بتنفيذ «وقف فوري لاطلاق النار»، معربة عن أملها في تجاوب الطرف الآخر مع نداء التحالف. ويأتي ذلك بعد يوم احتدمت فيه المعارك في عدن الاثنين مع لجوء القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية لاستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة.
وافادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مساء الاثنين ان «المواجهات اوقعت 36 قتيلا و185 جريحا في يومين».
وسيطر الانفصاليون الجنوبيون مساء الاثنين على معسكرين شمال مطار المدينة في أثناء تقدمهم باتجاه مقر الرئاسة.
ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب والتي ينتمي معظم مقاتليها الى ما يعرف باسم قوة «الحزام الأمني».
وتتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من التحالف العسكري الذي تقوده الرياض. كما تتلقى القوات المؤيدة للانفصاليين في اطار قوات «الحزام الامني» دعما خصوصا من دولة الامارات العربية العضو في التحالف والتي تدرب وتجهز عناصرها.
ويوجد جنود سعوديون واماراتيون في عدن لكنهم لم يتدخلوا في المواجهات.
وأقرَ المتحدث باسم التحالف بوجود «بعض الخلل (في عدن)، وهناك مطالب شعبية. طلبنا من المكون السياسي (الحركة الانفصالية) الاجتماع وضبط والنفس وكذلك تغليب الحكمة والتباحث مع الحكومة الشرعية» التي دعاها الى «النظر في مطالبات المكون السياسي والاجتماعي».
واندلعت الاشتباكات بشكل مفاجئ صباح الاحد بعدما حاولت القوات الحكومية منع متظاهرين من بلوغ وسط المدينة واقامة اعتصام.
ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الاوضاع المعيشية في المدينة. وكانوا حددوا، عبر «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يمثلهم، مهلة لهادي انتهت الأحد لإجراء تغييرات حكومية.
وفي 12 ايار/مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية «لادارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج» برئاسة عيدروس الزبيدي، بعد شهر من قيام هادي باقالة المحافظ ما أثار توترا بين الانفصاليين والحكومة.
وانتشرت الاثنين وحدات مسلحة من الطرفين في معظم شوارع عدن التي خلت من المارة والسيارات، بينما أبقت المؤسسات التجارية والتعليمية أبوابها مغلقة في غالبية مناطق المدينة التي تتخذها الحكومة المعترف بها مقرا مؤقتا لها، منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء.
واعلنت الامم المتحدة في بيان الاثنين ان مطار عدن وميناءها مغلقان «حتى اشعار آخر».
- وضع خطر -
وحذرت حكومة عبدربه هادي منصور من ان «المشروع الحوثي الإيراني هو المستفيد الاول من الأعمال العسكرية والانفلات الأمني والفوضي التي أضرت بأمن المواطنين والمنشآت الحكومية».