دعاة اليمن الجنوبي يطوقون قصر الرئاسة في عدن

20

عدن‭- ‬الزمان‭ ‬

طوق‭ ‬مقاتلون‭ ‬انفصاليون‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬اليمن‭ ‬الثلاثاء‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬المعارك‭ ‬الدامية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬الموالية‭ ‬للسلطة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا،‭ ‬وباتوا‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬فرض‭ ‬سيطرتهم‭ ‬التامة‭ ‬على‭ ‬المدينة‭ ‬الجنوبية‭.‬

وقال‭ ‬مصدر‭ ‬عسكري‭ ‬حكومي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬ان‭ ‬‮«‬القوات‭ ‬الموالية‭ ‬للمجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬تحاصر‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي،‭ ‬وتمت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البوابة‭ ‬الرئيسية‭ ‬ومن‭ ‬بالداخل‭ ‬هم‭ ‬بحكم‭ ‬الاقامة‭ ‬الجبرية‮»‬‭.‬

واضاف‭ ‬ان‭ ‬قوات‭ ‬الانفصاليين‭ ‬‮«‬باتت‭ ‬تسيطر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬المدينة‭ ‬باستثناء‭ ‬حي‭ ‬واحد‮»‬‭.‬

ويتواجد‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬لكن‭ ‬رئيس‭ ‬حكومته‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬داغر‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬عدن‭.‬

وكان‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬حث‭ ‬المتحاربين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬حتى‭ ‬الامس‭ ‬القريب‭ ‬يقاتلون‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬الحوثيين،‭ ‬على‭ ‬التحاور‭ ‬لانهاء‭ ‬القتال‭. ‬ودعا‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬التحالف‭ ‬العقيد‭ ‬الركن‭ ‬تركي‭ ‬المالكي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬الانفصاليين‭ ‬الى‭ ‬الجلوس‭ ‬مع‭ ‬الحكومة،‭ ‬والحكومة‭ ‬الى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مطالب‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬اغلبية‭ ‬مناطق‭ ‬المدينة‭ ‬الجنوبية‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬المعارك‭ ‬الأحد‭.‬

وأعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬اليمنية‭ ‬على‭ ‬الاثر‭ ‬إعطاء‭ ‬توجيهات‭ ‬الى‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لاطلاق‭ ‬النار‮»‬،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬تجاوب‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬مع‭ ‬نداء‭ ‬التحالف‭. ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬احتدمت‭ ‬فيه‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬الاثنين‭ ‬مع‭ ‬لجوء‭ ‬القوات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للانفصاليين‭ ‬الجنوبيين‭ ‬والقوات‭ ‬الحكومية‭ ‬لاستخدام‭ ‬الدبابات‭ ‬والمدفعية‭ ‬الثقيلة‭. ‬

وافادت‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للصليب‭ ‬الاحمر‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين‭ ‬ان‭ ‬‮«‬المواجهات‭ ‬اوقعت‭ ‬36‭ ‬قتيلا‭ ‬و185‭ ‬جريحا‭ ‬في‭ ‬يومين‮»‬‭.‬

وسيطر‭ ‬الانفصاليون‭ ‬الجنوبيون‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين‭ ‬على‭ ‬معسكرين‭ ‬شمال‭ ‬مطار‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬تقدمهم‭ ‬باتجاه‭ ‬مقر‭ ‬الرئاسة‭. ‬

ويقود‭ ‬محافظ‭ ‬عدن‭ ‬السابق‭ ‬عيدروس‭ ‬الزبيدي‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬والتي‭ ‬ينتمي‭ ‬معظم‭ ‬مقاتليها‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬قوة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬الأمني‮»‬‭.‬

‭ ‬وتتلقى‭ ‬قوات‭ ‬الحكومة‭ ‬دعما‭ ‬عسكريا‭ ‬من‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬الرياض‭. ‬كما‭ ‬تتلقى‭ ‬القوات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للانفصاليين‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬قوات‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬الامني‮»‬‭ ‬دعما‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬العضو‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬والتي‭ ‬تدرب‭ ‬وتجهز‭ ‬عناصرها‭.‬

‭ ‬ويوجد‭ ‬جنود‭ ‬سعوديون‭ ‬واماراتيون‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يتدخلوا‭ ‬في‭ ‬المواجهات‭.‬

‭ ‬وأقرَ‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬التحالف‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬الخلل‭ (‬في‭ ‬عدن‭)‬،‭ ‬وهناك‭ ‬مطالب‭ ‬شعبية‭. ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬المكون‭ ‬السياسي‭ (‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭) ‬الاجتماع‭ ‬وضبط‭ ‬والنفس‭ ‬وكذلك‭ ‬تغليب‭ ‬الحكمة‭ ‬والتباحث‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬دعاها‭ ‬الى‭ ‬‮«‬النظر‭ ‬في‭ ‬مطالبات‭ ‬المكون‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‮»‬‭.‬

واندلعت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬صباح‭ ‬الاحد‭ ‬بعدما‭ ‬حاولت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬منع‭ ‬متظاهرين‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬واقامة‭ ‬اعتصام‭.‬

ويحتج‭ ‬المتظاهرون‭ ‬الانفصاليون‭ ‬على‭ ‬الاوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬المدينة‭. ‬وكانوا‭ ‬حددوا،‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يمثلهم،‭ ‬مهلة‭ ‬لهادي‭ ‬انتهت‭ ‬الأحد‭ ‬لإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬حكومية‭.‬

وفي‭ ‬12‭ ‬ايار‭/‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬شكل‭ ‬الانفصاليون‭ ‬سلطة‭ ‬موازية‭ ‬‮«‬لادارة‭ ‬محافظات‭ ‬الجنوب‭ ‬وتمثيلها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‮»‬‭ ‬برئاسة‭ ‬عيدروس‭ ‬الزبيدي،‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬هادي‭ ‬باقالة‭ ‬المحافظ‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬توترا‭ ‬بين‭ ‬الانفصاليين‭ ‬والحكومة‭.‬

وانتشرت‭ ‬الاثنين‭ ‬وحدات‭ ‬مسلحة‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬شوارع‭ ‬عدن‭ ‬التي‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬المارة‭ ‬والسيارات،‭ ‬بينما‭ ‬أبقت‭ ‬المؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬أبوابها‭ ‬مغلقة‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬مناطق‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الحكومة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬مقرا‭ ‬مؤقتا‭ ‬لها،‭ ‬منذ‭ ‬سيطرة‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬صنعاء‭.‬

واعلنت‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الاثنين‭ ‬ان‭ ‬مطار‭ ‬عدن‭ ‬وميناءها‭ ‬مغلقان‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬اشعار‭ ‬آخر‮»‬‭.‬

‭- ‬وضع‭ ‬خطر‭ -‬

وحذرت‭ ‬حكومة‭ ‬عبدربه‭ ‬هادي‭ ‬منصور‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬‮«‬المشروع‭ ‬الحوثي‭ ‬الإيراني‭ ‬هو‭ ‬المستفيد‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬العسكرية‭ ‬والانفلات‭ ‬الأمني‭ ‬والفوضي‭ ‬التي‭ ‬أضرت‭ ‬بأمن‭ ‬المواطنين‭ ‬والمنشآت‭ ‬الحكومية‮»‬‭.‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here