موسم الرقص على الجراح

محمد علي مزهر شعبان

ساسة هذا الزمان، سخروا كل شيء للابدية . ذات الوجوه يفقسها عهد ما يسمى بالديمقراطيه، وكأنها البيعة للخليفة لحين أجله. أمة دارت أفلاكها بهذا الاكراه على الشعوب . يتسنم مقاليد حكمها الجد ليورثها الى الاحفاد، وتفرخ العائلة في مفقس تعدد الزوجات تدرجا وجمعا، لينتشر أمراء المجد كالجراد في مسك شؤون البلاد .

نوع من ذات التوجه، يظهر رئيس من مزابل الشوارع، اذا قال رغم أنف البلد موردا وشعبا، ان يردد كلبغبغاء ما قاله القائد الضروره، حتى تساق الشيب والشباب كالنعاج الى محارق ابطال هذا الزمن الاغبر . قائدها المرعب وعلى حين غرة رغم كل غلواءه، يسحب كجرذ من حفره، تاركا الصالونات والصولجان، ليفحص فمه من عفونة الدم الذي أصدر لأراقته .

سقط الرئيس وجاء فيلق رؤساء من كل واد، ليسطوا على حكم العباد . مرة أخرى تملكتنا الرهبة في أن نقتل او نذبح برمشة جفن، نغيًب او نفجر كلمحة بصر . هؤلاء الفرسان أطلقوا لنا العنان أن نسب او نشتم او نتشكى، وكلما اشتد لذعنا وقذعنا، إزدادوا صلفا وسطوة ولصوصية، وكأننا نهتف أزيدوا ايها الساده من إهانتنا . ولم لا حين يجد اللص ان رب البيت يصفق ويرقص ويتقافز أمامه .

مشايخنا ترقص على إيقاع تقاذف رزم الدولار، ليس بذي بال أن يسقط رمز حضوره” عقاله” ففي نشوة الطمع تسقط الاعتبارات عند البعض . يتوسطون القادم، يتقدمهم “مهوال” تردس عجيزته قبل ساقيه، ويتطاير رذاذ من لسان تذوق رائحة الطمع، فتنطلق الانشودة الازلية ( ها وها وها ) لعنت على يوم مولدنا، حين تدمى قلوبنا. هكذا يباع حق المواطنه، هكذا تجري المياه من تحت اقدامنا ؟ هكذا تملأ جيوب ويفلس الوطن من أمال التغير ؟ اهكذا تشترى الذمم بأمال السحت، دولارات او بطانيات ام كارتات ومواعيد لماعة كذابة ؟

المشكلة أن الافندية الوافدين، أم جلابيب المعممين، لم يأتوا إلا لاكذوبة قذفوها في المزاد، العبور من الطائفية . الاغلب الاعم منكم لم تأتي به الا الطائفية . هذه المرة أضحت الهجرة الى الجنوب، وليس الى الشمال او الغرب . جاؤا ليبحثوا في أنقاض ضحاياهم، يسالمون بأكف تقطر دما، المركبة من سنان خنجر، بأيد مزقتها معاول الحفر في الارض بحثا عن لقمة، أو جمع اشلاء فلذة فؤاد .

سجيتان.. الاولى اختلطت فيها الطيبة ورعونة السخاء المجاني، سجية لازالت تعيش الشعور بالدونية، وتمسح الذاكرة بل تصفرها . قصاد سجية لص وقاتل ورأس فتنه، يرفس بها كل حين، لان الفتنة لاتنام ، بحضور هؤلاء الكرام اللذين لم يمنحونا ولو استراحة مقاتل وقتيل . الكل يعلم ان هؤلاء هم رهان الموت والتفخيخ وبيادق الاجندات، لابادة هذا الشعب وزرع الكراهية، والخطابات الملغومه .

لم يبق في الافق إلا ان نؤجل الامال على أمل في احتمال، مهما طالت الاجال، ان تنفخ بصدوركم نفحة من الحسين او زيد الشهيد ام جيفارا أو هوشي منه وكل حر تسلق اصلاب المشانق، لعل شعلة التغيير تبدأ من معاقلكم، فأن الارض التي تتقافز عليها لفلان وعلان، تصرخ من أنين رمام جثث شهدائكم . إدركوا الصوت الذي يناديكم للتغيير، ألم تسمعوا بنائبة كيف عرت من باع العراق ورهنه حين استجوبت ابا سفيان وزير الكهرباء، مجرد تذكير لا لدعوة في تصدير .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here