ابو نؤاس في سطور!

د. رضا العطار

كان  ابو نؤاس يغذي مجالس سمره بكل  وسيم وانيس،  يفضي عليها اشعاره العذبة،  فكان تأثيرها في النفوس كتاثير شذى العطور،  تحول ظلمة القلوب الى رياض الجنة،  ووحشة النفس الى انس وطرب،  ففي مثل هذه الاجواء العابقة، ينعم المتسامرون بنشوة الراح و الهوى:

نداماي صدق من الحبيب في الذرا * *    اغر كضوء الصبح حلو الشمائل

يهين رقاب المال في كل لذّة         * *          وليس بسماع لقول العواذل

كريم سخي الكف يهتز للندى    * *           كما اهتز سيف في كف صاقل

غدوت اعاطيه سلافة خمر       * *             مخدرة عذراء من سبي بابل

سليلة كرم لم يفض خاتمها        * *         ولم يلتذعها في بطون المراجل

يكرّ عليها صيفها وشتائها          * *              وياتي عليها قابل بعد قابل

ترى الكأس تسعى بيننا , فكانما    * *               تردد فيما بيننا بالأصائل

فما برحت حتى الصباح يديرها   * *         ويجري بنا في كل حق وباطل

فبين صريع قد تجذل طافحا      * *         الى ذي وساد مائل الرأس زائل

طفقت افديه وادعوه باسمه        * *              فقال مجيبا : ما تشا؟ بتثاقل

فقلت له: تفديك نفسي واسرتي    * *           ويفديك طرّا كل حاف وناعل

الست ترى ضوء الصباح ونوره  * *          وتسمع تغريد الحمام الزاجل

فقم فاصطحبها وانف عنك خمارها  * *    فليس لها مثل الصبوح المعاجل

فلما رايت الصبح اسفر وجهه    * *       ودقت نواقيس الدجى في الهياكل

فما زال حتى ذاقها متكرّها        * *         فردت اليه روحه في المفاصل

حتى تغنى لاهيا متطربا           * *         غناء شغاف القلب نشوان ناحل

* مقتبس من كتاب ديوان ابي نؤاس لعمر فاروق المطاع. دار الارقم للنشر بيروت 19

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here