قبل الانتخابات معركة الطعن والتشهير والافتراء

صادق غانم الاسدي

الاجواء العامة في العراق قبل الانتخابات تسيطرعليه الدعاية وينسجم معها المواطن لأي نوع من انواع الاشاعة الكاذبة سواء كانت فيها ضرر على المستوى العام مهما كان حجمه ولايلتفت الى ما يترتب من نتائج , وتجيش العقول والاقلام وبعضاً من الصحف المحلية لترويج تلك الاشاعات وبدليل مانراه اليوم في اكبر موقع عالمي تستطيع ان تحقق اهدافك وهو ( الفيس بوك ) لارقيب ولامحاسبة وبمجرد وجود فسحة كبيرة من المناخات تتيح لك وتسمح الى اناملك ان تكتب ماتريد بعد أن تتقمص اسماء وصور وهمية لايعرف صدق النوايا منها الكاذبة والصادقة والمشكلة اصبح الذي يريد ان يصفي حسابا سياسيا معنويا اخلاقيا يتجه الى دائرة التواصل الاجتماعي ليحرر نفسه من الخوف والمسألة القانونية أو العشائرية وهنا اقف عند العشائرية التي اوصلت حالنا الى التدهور والى تفتيت القانون وسمحت الى الاجرام والخطف والسرقة ان تتمادى الا عند اصحاب المرؤة والشرف وهم ثلة قليلة في بلد غاب عنه الضمير الحي وقله فيه الشرفاء , عندما اكتشف سلاح المسدس لانهاء النزاعات لم نعرف من هو الشجاع والجبان وحينما دخل علينا الفيس بوك كجزء من حضارة التكنلوجيا لم نميز من هو المثقف ومن هو الجاهل ومع ذلك نحن نطمح ان تغلب علينا لغة العصر والثقافة في مواجهة التحديات ولا نلتجأ الى التشهير والطعن بخصوصيات الانسان سوى كانت في الفيس او في ميادين العمل او في الشارع , كلنا لانخلوا من العيب ولوكشف الله عنا الحجاب ورفع الغطاء لنرى كل انسان مايفعل لاصبح نصف السكان مجانين من ردة فعل مانراه , الكتابة والتشهير والافتراء على الناس لها حكم وعقوبة شديدة عند الله بعد أن نبهنا بكتابه العزيز حينما قال (( ما يلفظ ُ من قول ٍ الا لديهِ رقيب عتيد )) , ولايختلف الوصف عند بعض الناس ان يجزم وينهي الامر بافراط شديد سوى في الحب او الكراهية نعم انه لايوجد حالة يأس شديدة لم تتحسن الأمور مدى الدهر لتصل الى انهاء الوجود الانساني ويقابله امر اخر لايوجد ايضا حالة من التفاؤل المفرط الذي تجعله يتفوق في كل شيىء ما بين اليأس والتفاؤل هي الحالة الوسطية التي نسعى اليها جميعا كأقل تقدير ونحمد الله عليها , قبل الانتخابات سنشهد حملة تراشق كلام وتسقيط بدلا من عرض المناهج او البرامج الانتخابية وفعلا بدأت تلك الحملة من الان وما تظهره الصور والافلام المفبركة عبر المساحة الاعلامية المجانية دليل ان الايام القادمة ستشهد تجاذبات وتسقيط واضح وماتقوم به بعض الجهات وهي تغلف اشكالها بأسم تجمعات او مؤسسات لاتريد ان تظهر بحجمها المزيف وهي تثير شبهات من صور واخبار كاذبة ومع شديد الاسف اجد ان التفاعل معها بكل قوة وعلى سبيل المثال نشر خبر بالفيس ان النائبه حنان الفتلاوي قد القي القبض عليها وهي بحوزتها كذا من الاموال وان الوزير السابق فلاح السوداني العمود المهم في حزب الدعوة القي القبض عليه في لبنان وهنا اقف في هذه النقط التي هي اكثر ايثارا في مواقع التواصل الاجتماعي وكأنما السارق الاول والاخير والذي عطل البنية التحتية للعراق ودمر حياة العراقيين هو وزير التجارة فلاح السوداني واستثني عمالقة الفساد من أن يذكرون في مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث عليهم ونسي الشعب العراقي ان ايهم السامرائي وحازم الشعلان واسعد كمال الهاشمي وزير الثقافة السابق وطارق الهاشمي هم اول المفسدين وهنالك اسماء لامعه لم تذكر لارتباطها بالاحزاب الحاكمة اشتهرت بالسرقة والفشل السياسي لان الفساد لايتوقف عن سرق المال العام فقط كذلك الذي يفشل في ادارة الدولة وسوء استخدام السلطة يدخل في وصف الفاسدين وتلك الشخصيات افاقة ما قام به وزير التجارة من سرقة واتهامات لماذا هذا التركيز على شخصية من قبل جهات وعناوين لم يعرف لها اي وجود سوى اسماء وهمية تذكر لتمزيق اواصر المجتمع وتجعلنا لقمة سائغة بيد الاعداء , الفساد يبقى أفة تأكل المجتمع وحينما نتحدث عن الفاسدين علينا بكل قوة وجرأة ان نذكرهم جميعا ونظهر ملفاتهم الفاسدة للرأي العام , قبل فترة رأيت مقاطع فديو تظهر بها مجموعة من الجماهير في احدى الدول الاجنبية تمسك بالوزراء الفاسدين وتلقي بهم في حاويات النفاية لما اقترفوه بحق شعبهم , اما نحن في العراق وكما قيل نهتم ونتحدث بلقلة اللسان اكثر من العمل بالايدي وبصمت , الجميع يتحدث عن اعضاء مجلس النواب واتهموهم باوصاف ما انزل الله بها حتى اخرجوهم من ملة الاسلام ولكن المحصلة النهائية سنرى في الانتخابات المقبلة ان الوجوه التي حكمتنا ستحصل على ثقة واصوات الناس وستعاود للحكم مرة ثانية ونبقى في دائرة الاتهامات والمجادلات وهذا لايجدي نفعا مجرد كلام اوجع رؤس العراقيين منذ فترة , وسنبقى شعب نتبادل التهم والاراء العقيمة فيما بيننا وكل مايجري من اهانات وفساد وتأخر البناء وتعثر الخدمات هو نتيجة حتميه لما اقترفته ايدينا وسوء اختيارنا في عملية تغير الانتخابات كما قال الله في محكم كتابه ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ))

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here