الإعدادية وشخير النواب!

سعد الكعبي
خلال سنوات عمله الأربعة واصل مجلس النواب العراقي لعبته المفضلة بقرار قانون ومن ثم البحث عن استثناءات تنهي جدواه القانونية، ولعبت الاتفاقات السياسية والمصالح الحزبية دورا كبيرا في الالتفاف على العديد من التشريعات واحينا تكون تلك التشريعات معدلة بقرارات سرية ومن دون علم حتى النواب أنفسهم!
ولعل قانون العفو العام الذي أرسلت نسخة منه الى الرئاسة للتصديق ومن ثم الى التنفيذ بعد نشره في الصحيفة الرسمية واحدا من تلك الخروقات والتلاعبات التي سمحت بإضافة فقرة قانونية خرج بموجها الارهابيون من داعش بالعفو العام.
الأيام السابقة وبعد إقرار قانون الانتخابات جاءت الاخبار لتؤكد ان النواب يريدون إضافة فقرة السماح لعشرين بالمئة من خريجي الإعدادية الى الترشيح للانتخابات بدلا من التمسك بشهادة الجامعية الأولية كشرط أساس للترشيح.
وعلى ما يبدو ان السادة النواب وجدوا انهم غير قادرين على القراءة والحصول على شهادة جامعية في وقت حصلوا على الإعدادية من إيران ودولا أخرى وعادلوها بواسطة وزارة التربية وأصبحوا نوابا بموجبها، وهي عادة درجت عليها الأحزاب الإسلامية لتزكية الشهادات الإعدادية لشخصياتها، حتى ان الجهات الإيرانية شكت من كثرة تزوير مثل هذه الشهادات من قبل العراقيين.
الغريب ان هؤلاء النواب والذي قضى معظمهم الدورة البرلمانية اما مسافرا او غائبا ولم يعرف اد لهم اية أنشطة في المجلس هم محور المشكلة اليوم، متناسين انهم قضوا السنوات “بالشخير” ولم يكلفوا أنفسهم السؤال عن القوانين التي شرعت قدر اهتمامهم بالرواتب والمخصصات النيابية.
وعلى ذكر الشخير فقد حذر باحثون أستراليون من أن الشخير قد يرفع خطر الإصابة بالخرف بمعدل ثلاثة أضعاف، بعد قيامهم بدراسة هي الأولى من نوعها في هذا المجال.
ويعاني الكثيرون من الشخير الذي يحدث نتيجة اضطراب في النوم يتميز بضحالة التنفس أو توقفه لفترة قصيرة، ما يؤدي إلى الاختناق أو الشخير بصوت عال عند استئناف التنفس.
وشخصيا اظن ان السادة ” النوام “قد ضاق تنفسهم بسبب الشهادة المعادلة وانهم يرغبون بمعادلتها بالدكتوراه للخلاص من دوخة الراس، او ربما تغيير الفقرة على المسودة الذاهبة للمفوضية بالبريد المستعجل وعلى طريقة “منو يدري ” المهم ” المالات” تستمر والجيوب تظل عامرة ..لك الله ياعراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here