الا يكفينا ..ائتلاف وطني واحد

د.يوسف السعيدي

في مرحلة التحول التي تعيشها بلادنا لا يمكن لحزب ان يستثني من أي حوار حزباً آخر سيما الأحزاب التي لها جماهيرها من المواطنين…

ولا يمكن لأي ائتلاف ان يجمع حزبين او ثلاث ليقول لقد اكتفيت… ففي حالة كهذه سوف تبقى المحاور قائمة ويبقى صراع الأضداد موجوداً… وتبقى مشكلة انسحاب الأحزاب وانسيابها من ائتلاف لأخر أو تشكيل تحالفات جديدة ظاهرة تميز الحراك السياسي ولن نصل الى النتيجة التي نريد وهي ان يعم الامن ويسود الاستقرار وترفع عن الشعب معاناته وهي معاناة شديدة الوطأة عليه كما تعلمون… فليس مستحسنا للاحزاب الداخلة في العملية السياسية ان تستثني من حواراتها الاحزاب التي ما برحت خارج العملية السياسية فهذه الاخيرة لها آراؤها التي ينبغي ان تحترم ما دام لها فعل في الشارع العراقي… والمعارضة حق، واختلاف الرأي هو من طبيعة الاشياء، وعقول الناس ليست نمطية المضمون والشكل … .

كذلك لا يجوز للأحزاب التي هي خارج العملية السياسية ان تستثني من حواراتها الأحزاب التي تدير الحكم وتتحمل مسؤوليته أو الاحزاب الاخرى الداخلة في العملية السياسية فهذه أيضا لها جماهيرها ورؤيتها…. والحق في اختلاف وجهات النظر ليس حكراً على المعارضة بل هو حق لغيرها مثلما هو حق لها…

وعليه فان خير التحالفات والائتلافات واكثرها نفعا للمواطن وقوة وتاثيراً هو ما ضم القوى السياسية الفاعلة مجتمعة…. اما دعاوي الائتلاف المحددة (هذا مع ذاك) نكاية أو احراجا أو عزلاً لطرف الثالث فان هذا لا يعني سوى بقاء الحال على ما هو عليه بل وزيادة الفجوة… وبالتالي بقاء الفوضى السياسية وبقاء انعكاساتها على الحياة الاجتماعية وزيادة الامور تعقيداً…

ودائما نقول : ان بناء الجسور خير من تعميق الحفر…

ودائما نؤكد اننا اذا وضعنا الشعب ومصالحه نصب أعيننا فلن نختلف إلا على الجزئيات وهذه سهلة الحل بل انها قابلة للتأجيل… على اننا ونحن نؤكد هذه الرؤية فانه ينبغي ان لا ننسى ان هناك من يرغب ومن يطمح ببقاء حالة التشرذم ….وحتى فقدان الامن على ما هو عليه ليحقق مصالح فئوية ضيقة أو منافع خاصة.. لكن ما يعطي لهؤلاء فرصة الغي، والاستغلال، وركوب متن الشطط هو بقاء حالة عدم التواصل بين القوى المخلصة الحية التي تعمل للعراق كله وليس لجزء منه…

ان القوى التي تعيش على بقاء الانقسام لم تتردد في اتخاذ القرارات المنفردة وكأن الدولة والاحزاب الاخرى مؤيدة ومعارضة غير موجودة… ولا تكف عن المطالب التعجيزية التي ترفضها الاحزاب الوطنية كلها الداخل منها في العملية السياسية وغير الداخلة فيها… ثم انها لا تتردد في فرض الضغوط للحصول على مكاسب تتيح لها زيادة قوتها، بل انها لا تتردد في القيام بعمليات ارهابية لديمومة عدم الاستقرار …

وعلى هذا ليكن كل حزب للعراق كله سيادة ووحدة …وليتجنب أولئك الذين يحاولون اذكاء الفتنة او يضعون المطبات والعراقيل امام وحدة وطنية صلدة وقابلة للبقاء ..وحدة تعبر عن العراقيين بمختلف فئاتهم وعقائدهم وعن مصالح العراق كله ولا شيء غير العراق……

الدكتور

يوسف السعيدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here